حذرت تقارير دولية من مجاعة وشيكة في السودان، خاصة في مخيم زمزم، الذي يؤوي مئات الآلاف من النازحين بسبب الحرب المستمرة منذ أبريل 2022 بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع.
وقالت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، في تقرير لها، إن المنظمات الإنسانية حذرت منذ شهور من المجاعة الوشيكة في مخيم زمزم، وقد تم الإعلان عنها رسميًا الآن.
ووفق "سكاي نيوز" يعيش حوالي نصف مليون من سكان مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور في صراع شديد وفي حالة مجاعة، فيما يصف طبيب يعمل هناك الوضع الإنساني بأنه "كارثي".
ويقع مخيم زمزم على بعد حوالي 12 كيلومترًا جنوب مدينة الفاشر قلب عاصمة شمال دارفور، حيث تدور معارك من قبل القوات المسلحة السودانية ضد ميليشيا الدعم السريع التي تحاول السيطرة على المنطقة.
وقال الدكتور نصر يوسف رجب، مقرر الصحة في المخيم وعضو غرفة الاستجابة للطوارئ المحلية: “يموت الناس من الجوع، وشهدت بشكل شخصي رجلًا مسنًا وامرأة في شهرها الأول من الحمل ورضيعًا في سن الرضاعة يموتون من الجوع أمامي”، لكن الخبراء يقولون إن هذه المجاعة، التي أعلنتها لجنة مراجعة المجاعة رسميًا في وقت سابق من هذا الأسبوع، كانت "من صنع الإنسان بشكل كامل".
وبحسب التقرير تخضع ولايات دارفور الأربع الأخرى، حاليًا، لسيطرة ميليشيا الدعم السريع، وقد أجبرت موجة من العنف المسلح ضد المدنيين الآلاف على البحث عن الأمان في مخيم زمزم، الذي تضخم حجمه من حوالي 300 ألف فرد إلى حوالي 500 ألف شخص.
وحذرت الجماعات الإنسانية منذ أشهر من المجاعة الوشيكة في مخيم زمزم والمناطق في جميع أنحاء دارفور وكردفان والجزيرة والعاصمة السودانية الخرطوم.
الدعم السريع ينهب المساعدات وسبب كارثة في مخيم زمزم
وتُظهِر الأدلة، بحسب التقرير، أن عناصر الدعم السريع ينهبون المستودعات والشاحنات التي تحمل الإمدادات الإنسانية، ويهاجمون المرافق الصحية التي تعالج المدنيين في جميع أنحاء البلاد.
وأكد أنتوني نيل، منسق منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية في السودان أنه، كان من الممكن منع هذه المجاعة بنسبة 100%، مشيرًا إلى أن منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية دق ناقوس الخطر بشأن احتمال حدوث مجاعة منذ يوليو 2023.
وشدد "نيل" على أن المجاعة في مخيم زمزم من صنع الإنسان بالكامل ونتجت عن شهور من الصراع والحرمان من وصول المساعدات للمخيم، مؤكدا أن المجاعة في زمزم ناجمة في الأساس عن انتهاكات للقانون الإنساني الدولي في ظل منع تسليم المساعدات الإنسانية إلى الفاشر.
وقال كاشف شفيق، مدير منظمة الإغاثة الدولية، وهي واحدة من المنظمات الإنسانية القليلة التي لا تزال تعمل في مخيم زمزم، إن المنظمة لديها إمدادات هناك حاليًا، لكنها تحتاج بشكل عاجل إلى إعادة الإمداد أو إيقاف العمليات.
وتابع "الإمدادات الحالية غير كافية لتلبية احتياجاتنا. بالإضافة إلى ذلك، أوقفت الأطراف المتصارعة عمليات التسليم عبر الحدود وعبر خطوط التماس، مما أدى إلى تفاقم المشكلة وإذا لم تصل الإمدادات إلى الفاشر في غضون الأسبوعين المقبلين، فقد نواجه موقفًا، حيث لا يمكننا مواصلة العمليات".
ومع هذا نفت الحكومة السودانية وجود المجاعة في مخيم زمزم، وقالت لجنة المساعدات الإنسانية الفيدرالية أمس إن الظروف هناك "غير متسقة" مع التي تجب تلبيتها لإعلان المجاعة.
جاء ذلك ردًا على إعلان مراقب عالمي للأغذية أن المجاعة موجودة في المخيم ومن المرجح أن تستمر حتى أكتوبر المقبل