أسوشيتد برس: سوء تغذية حاد يهدد حياة آلاف الأطفال فى غزة وسط تحذيرات من مجاعة
03.05.2025 16:38
اهم اخبار العالم World News
الدستور
أسوشيتد برس: سوء تغذية حاد يهدد حياة آلاف الأطفال فى غزة وسط تحذيرات من مجاعة
Font Size
الدستور

وسط الحصار المتواصل على قطاع غزة، تتفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال، مع تحذيرات متزايدة من مجاعة وشيكة تهدد حياة الآلاف. 

في مستشفيات شبه منهارة، وأمام أرفف فارغة، يكافح الأهالي لإنقاذ أطفالهم من الهزال والجوع، في وقت تتهم فيه منظمات دولية إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب.

في مستشفى الأطفال الرئيسي بمدينة غزة، يرقد الرضيع خالد، البالغ من العمر تسعة أشهر، على سرير بلاستيكي وسط أنين الألم وأنابيب التغذية. لا يتجاوز وزنه خمسة كيلوغرامات، أي نصف الوزن الطبيعي لطفل في مثل عمره، يُعاني من الإسهال المزمن منذ ولادته تقريبًا، وتُشير حالته إلى سوء تغذية حاد تفاقم خلال الشهور الأخيرة من الحصار الإسرائيلي على القطاع.

وتقول والدته وداد عبد العال، 31 عامًا، إن طفلها يُغذّى منذ أسبوع عبر أنبوب، ويتلقى حليبًا معبأ ومكملات غذائية لا تكفي احتياجاته.

وتضيف: "أحيانًا أنتظر ثلاث ساعات ليأخذ جرعته، وأتمنى لو يحصل عليها كل ساعة، لكنه ينتظر كغيره في ظل نقص الإمدادات... إغلاق الحدود هذا يُدمرنا"، بحسب تقرير على وكالة اسوشيتد برس الامريكية.

مستشفيات مهددة بالانهيار

وبحسب الوكالة، فإن القطاع الصحي في غزة يقترب من الانهيار، وسط نفاد المواد الغذائية في مستودعات الأمم المتحدة، وتوقف توزيع المياه والوقود، كما أُغلقت غالبية المخابز، وأصبحت المطابخ المجتمعية، التي كانت تقدم وجبات للأهالي، عاجزة عن العمل.

وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، التي باتت شحيحة وغير كافية، فيما تزايدت المشاهد المروعة لأطفال يعانون من الهزال، وأمهات عاجزات عن تأمين الطعام أو الرعاية.

اتهامات باستخدام "التجويع كسلاح حرب"

فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة منذ 2 مارس، ثم استأنفت العمليات العسكرية بعد إنهاء وقف إطلاق النار في 18 من الشهر ذاته. 

وتقول إسرائيل إن تلك الإجراءات ضرورية للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، لكنها لم تردّ على الاتهامات المتزايدة باستخدام التجويع كسلاح حرب.

من جانبه، قال الدكتور مايكل رايان، المدير التنفيذي لحالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن "أجساد وعقول أطفال غزة تتعرض للتدمير"، محذرًا من أن التقاعس الدولي يُعد شكلًا من أشكال التواطؤ.

أطفال يذبلون بصمت

الرضيع خالد ليس الوحيد في معاناته، لدى والدته أربعة أطفال آخرين تتراوح أعمارهم بين 4 و9 سنوات، نزحوا من رفح إلى خيمة في منطقة المواصي، تقول الأم إن اثنين من أطفالها، أحمد (7 أعوام) وماريا (4 أعوام)، ظهرت عليهما أيضًا علامات واضحة لسوء التغذية.

"أصبحوا ضعفاء جدًا... يشبهون الكتاكيت"، تقول عبد العال بأسى، مؤكدة أن ابنتها فقدت الوزن، ولا يتوفر ميزان لقياس حالتها، بينما لا يحصل ابنها على أي مكملات غذائية لأن مراكز التغذية تقتصر على الأطفال دون السادسة.

تحذيرات دولية

في ظل الحصار الأطول منذ بداية الحرب، تحذر منظمات إنسانية من تفاقم الكارثة. وتقول "أسوشيتد برس" إن آلاف الأطفال تلقوا علاجًا من سوء التغذية، لكن المؤشرات تُظهر أن الأزمة مرشحة للتصاعد في ظل انعدام الوصول الآمن للمساعدات، وفشل الضغوط الدولية في فتح المعابر.

وتبقى العائلات، مثل عائلة عبد العال، عالقة في دوامة من الجوع واليأس، بينما يتراجع الأمل في إنقاذ جيل بأكمله من شبح الموت البطيء.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.