أضرم متظاهرون غاضبون النار في مبنى البلدية بمدينة طرابلس شمالي لبنان ليل الخميس، كما اشتعلت محكمة في المدينة ذاتها، بحسب الوكالة الرسمية للدولة.
وأصيب أكثر من مئة شخص بجروح في مواجهات وقعت يوم الخميس بين متظاهرين وقوات الأمن، بحسب الصليب الأحمر اللبناني.
وأظهرت صورٌ انتشرت على موقع تويتر متظاهرين يضرمون النار في مدخل سراي مدينة طرابلس، حيث مقر الحكومة المحلية.
وقالت وكالة فرانس برس إن حشودا غاضبة تجمعت أمام بيوت بعض كبار المسؤولين الخميس وأحرقت أكوام القمامة وحطمت كاميرات المراقبة حولها.
وفي سلسلة من التغريدات على موقع تويتر، وجّه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري انتقادًا للجيش على عدم التدخل لمنع اشتعال الحرائق.
وتساءل الحريري: "لماذا وقف الجيش اللبناني متفرجًا على إحراق السرايا والبلدية والمنشآت، ومن سيحمي طرابلس إذا تخلف الجيش عن حمايتها؟".
وقال الحريري: "هناك مسؤولية يتحملها من تقع عليه المسؤولية، ولن تقع الحجة على رمى التهم على أبناء طرابلس... إذا كان هناك من مخطط لتسلل التطرف إلى المدينة، فمن يفتح له الأبواب؟ وكيف للدولة أن تسمح بذلك في مرحلة من أسوأ وأخطر المراحل في تاريخ لبنان؟".
وانطلقت المظاهرات الغاضبة بـطرابلس في أعقاب قرار السلطات تمديد تدابير الإغلاق الوطنيّ العام، في محاولة لمكافحة تفشي كورونا.
وتفرض السلطات إغلاقا شاملا على مدار الساعة منذ الـ14 من يناير الجاري، وقد قررت مؤخرًا تمديد هذا الإغلاق حتى الثامن من فبراير المقبل.
وتأمل الحكومة، من وراء قرارها تمديد الحظر، الحيلولة دون انهيار النظام الصحي المتداعي في لبنان.
وتشتكي المستشفيات في لبنان من نقص في معدات ضرورية في وقت تعمل فيه وحدات الرعاية المكثفة بنسبة 94%.
وتوفي نحو 2,600 شخص في لبنان جراء الإصابة بكوفيد-19 الذي أصاب نحو 300 ألف شخص سجلتهم السلطات اللبنانية منذ بداية الوباء.
من هذه الأعداد بلغت وفيات الشهر الماضي جراء الإصابة بكورونا في لبنان 1,114 شخصا، بينما بلغ عدد الإصابات بالفيروس نحو 116 ألفا.
وعزا المسؤولون في المستشفيات هذا الارتفاع في الأعداد إلى قرار الحكومة تخفيف القيود قبيل احتفالات رأس السنة، حيث سُمح بفتح البارات والملاهي الليلة أمام الرواد للمرة الأولى بعد إغلاق شهور.
وتشير تقديرات إلى أن نحو نصف سكان لبنان البالغ تعدادهم قرابة سبعة ملايين نسمة يعيشون تحت خط الفقر، وأن ربع هذا العدد يعيش في فقر مدقع.
وتوفّر الحكومة بعض الدعم المالي لنحو 230 ألف أسرة لبنانية.
وفاقم الوباء أزمة الاقتصاد الطاحنة في لبنان الذي شهد انخفاضا بنسبة 19% في إجمالي الناتج المحلي عام 2020، وارتفاعا في معدل التضخم وصل إلى خانة المئات، وخسارة الكثيرين وظائفهم.
وأفادت تقارير أن متظاهرا نُقل في حالة حرجة إلى مستشفى الـنيني في طرابلس يوم الأربعاء في تمام الساعة 21:40 بالتوقيت المحلي بعد أن أصيب برصاصة في جذعه، وقد خضع لجراحة لكنه فارق الحياة فجر الخميس.
وشهدت جنازة المتظاهر البالغ من العمر 29 عاما، تجمّع حشودٍ غاضبة الخميس، بحسب ناشطين على تويتر.
ووقعت مساء الأربعاء مواجهات أصيب فيها 226 شخصا على الأقل من المدنيين والعسكريين، بحسب وسائل إعلام حكومية.
وقالت شبكة تليفزيون "إم تي في" الخاصة إن قوات الأمن والجيش استخدمت ذخيرة حية، فضلا عن الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمتظاهرين تجمعوا خارج مقر وزارة الداخلية في بيروت، تضامنا مع متظاهري طرابلس.
وعلى قائمة الهاشتاجات على موقع تويتر في لبنان، تصدر مساء الخميس هاشتاغ "لبنان ينتفض"، الذي ساد على نطاق واسع إبان مظاهرات شهدتها البلاد في العامين الماضيين.