دخلت لقاءات “الوعي الإيماني الأرثوذكسي” التي ينظمها لجنة الإيمان والتعليم بالمجمع المقدس، في سلسلة جديدة بعد انتهاء سلسلة “أسرار الكنيسة” وسوف تكون السلسلة بعنوان “أمور حياتية تخص الإيمان” وتحمل المحاضرة الأولى بعنوان “حقيقة المعجزة” مع القمص بنيامين المحرقي _دكتوراه في اللاهوت.
وبدء القمص بنيامين: أود أن أشكر قداسة البابا تواضروس الثاني على اهتمامه بلجنة الإيمان والعقيدة لإفادة شعب الكنيسة، سوف أتكلم اليوم عن المعجزة، كثيرًا ما نسمع عن معجزات ولكن يبقى السؤال هل كل المعجزات حقيقية؟، لذلك تحمل المحاضرة اليوم عنوان “حقيقة المعجزة” الإنسان يعيش فى عالم غامض وصلنا إلى القرن الواحد وعشرين وما زال يوجد الكثير من الغوامض أمام العلم، وفوق تلك الغوامض أمور لاهوتية التي تسمى (ما وراء الطبيعة أو سر الله)، ومن هذه الأمور الفوق الطبيعية المعجزات.المعجزة هي عمل فوق الطبيعة حادثة غير طبيعية، وهي عمل إلهي مصنوع بقوة الله ومن الممكن أن تكون بواسطة الآباء القديسين المتنيحين والموجودين أو بواسطة الملائكة ولكن في النهاية الصانع الوحيد للمعجزة هو الله، ربما الطب يستطيع أن يقدم أنواع عديدة من الشفاء ولكن لا يستطيع أن يقدم معجزة واحدة من معجزات ربنا يسوع المسيح.
يطلق الكتاب المقدس على المعجزة اسماء كثيرة منها أية أو علامة لأثبات صحة شئ معين، قال داود النبي”اصْنَعْ مَعِي آيَةً لِلْخَيْرِ، فَيَرَى ذلِكَ مُبْغِضِيَّ فَيَخْزَوْا، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ أَعَنْتَنِي وَعَزَّيْتَنِي.” (مز 17:86)
وكذلك قال بولس الرسول “إِنَّ عَلاَمَاتِ الرَّسُولِ صُنِعَتْ بَيْنَكُمْ فِي كُلِّ صَبْرٍ، بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ.” (2كو- 12:12).
المعجزة أيضا تسمى قوة لأنها مصنوعة بقوة الله ولا توجد قوة بشرية على الإطلاق تستطيع أن تحاكيها، وتعد أعجوبة لأنها تسير العجب لأنها شئ غير معتاد.
_لماذا ندرس المعجزة وما أهميتها في حياتنا
الله خلق الكون ووضع الناموس الطبيعى لكى يسير عليه الكون ووضع له حد لا يجوز تجاوزه فالأرض تدور حول الشمس والشمس تدور حول نفسها وهكذا، ولكن الله الذى وضع هذا الناموس له سلطان أن يغير فيه، ومثل يدل على ذلك حين كان المسيح معلق على عود الصليب حدث ظلام على الأرض من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة، والمعجزة تدل على وجود الله الصانع لها.
وأول معجزة صنعها الله حين بصق على الأرض وصنع من التراب تين وشكل به آدم ونفخ فيه نفخة الحياة فصار آدم نفس حية ومن خلال هذه المعجزة نتقبل أن الله خالق البشر والحياة.
المعجزات تظهر أيضا صفات الله وسلطانة المطلق وحنانه على البشر، لذلك يجب أن تفرق بين المعجزة الحقيقية والمعجزة الغير حقيقية، المعجزة الحقيقية مصنوع بيد الله ولا يستطيع أحد أن يصنعها لذلك نحن نرى أن القديسين حين يصنعون المعجزات يبدؤ باسم الرب يسوع المسيح لذلك تتم المعجزة لأنها لا تسمح إلا به، أما المعجزة الغير حقيقية فى يسمح بها الله للشيطان أن يفعلها حتى يختبر قوة الإيمان وهل سيقبل بها الإنسان وهو يدرك أنها من الشيطان أم سيرفض وينتظر تدخل الله.ولكم رابط المحاضرة حتى تعرفوا أكثر عن أسرار المعجزة:
https://www.facebook.com/MarMarkosEgSat/videos/1204945003333461/