دعا زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، إلى ضرورة عدم تدخل الحكومة والشعب العراقي في الشئون الداخلية لسوريا، في وقت تشهد فيه المنطقة صراعاً ميدانياً مستمراً منذ أكثر من عقد، داعيا الحكومة العراقية إلى معاقبة "الفصائل" التي تتدخل بالشأن السوري.
وجاء هذا الموقف في تصريحات صدرت عن الصدر بعد سلسلة من التصريحات والمواقف التي كان قد اتخذها في وقت سابق بشأن الوضع في سوريا وتأثيراته الإقليمية.
العراق يجب ان يظل بعيدا عن التدخل في الصراعات
وأكد الصدر في بيان له أن العراق يجب أن يظل بعيداً عن التدخل في الصراعات التي تحدث في دول الجوار، مشيراً إلى أن ما يحدث في سوريا هو شأن داخلي ينبغي أن يحل من خلال الشعب السوري وأطيافه المختلفة دون تدخلات خارجية.
وأضاف أن العراق يجب أن يعمل على الحفاظ على سيادته الوطنية وعدم السماح لأي قوى خارجية باستخدام أراضيه أو تأثيره في دعم أي طرف في الصراع السوري.
وجاءت هذه الدعوة في وقت تشهد فيه سوريا تصاعداً في المعارك، حيث تواصل القوات الحكومية السورية دعمها للميليشيات الموالية لها في مواجهة الجماعات المسلحة، في حين تتزايد الضغوط الإقليمية والدولية، لا سيما من قبل إيران وتركيا.
ومع ازدياد الانقسام السياسي والإيديولوجي في العراق حول موقف الحكومة من الأزمة السورية، جاء موقف الصدر ليؤكد موقفه التقليدي في الحفاظ على الحياد تجاه الصراعات الإقليمية، وهو ما يعكس حرصه على تجنب الانزلاق إلى أزمات جديدة قد تؤثر سلباً على استقرار العراق.
واعتبر مراقبون أن دعوة الصدر تشير إلى رغبة في تجنب تورط العراق في نزاع إقليمي معقد قد يفتح أبواب التدخلات العسكرية الأجنبية أو يفاقم التوترات الداخلية في البلاد، خاصة في ظل التأثيرات التي قد تنجم عن الحرب في سوريا على الوضع الأمني والاقتصادي في العراق.
كما لفت البعض إلى أن هذا الموقف يأتي في وقت حساس للعراق، الذي يشهد توترات بين مختلف القوى السياسية والمسلحة حول كيفية إدارة علاقات العراق مع القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تعقيدات الأزمة السورية وتأثيراتها على الأمن والاستقرار في المنطقة.
في المقابل، رأى آخرون أن دعوة الصدر قد تكون خطوة لتفادي تداعيات تدخلات سابقة من قبل بعض الأطراف في العراق في شؤون سوريا، مشيرين إلى التأثيرات السلبية لتلك التدخلات على الوضع الأمني والسياسي في العراق