أبرزها توريد الغاز ومكافحة الإرهاب.. تفاصيل مباحثات الرئيس السيسى مع نظيره البولندى
30.05.2022 09:25
اهم اخبار مصر Egypt News
الدستور
أبرزها توريد الغاز ومكافحة الإرهاب.. تفاصيل مباحثات الرئيس السيسى مع نظيره البولندى
حجم الخط
الدستور

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية مع بولندا إلى آفاق أرحب، مؤكدا حرص مصر على الانتقال بهذه العلاقات إلى مستوى أكثر تميزا.

ورحب الرئيس السيسي- خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي أندريه دودا بقصر الاتحادية - بقرار بولندا استئناف شركة الطيران البولندية الوطنية الرحلات المباشرة بين القاهرة ووارسو اعتبارا من الغد، وهي الخطوة التي تعول عليها مصر كثيرا من أجل تيسير حركة الانتقال والاستثمار بين البلدين، مما سيصب في صالح جهود جذب الاستثمارات البولندية إلى مصر وزيادة حركة التدفق السياحي البولندي إلى المقاصد المصرية، لاسيما أن بولندا تحتل المرتبة الخامسة بين الدول المصدرة للسياحة إلى مصر.

وقال الرئيس السيسي إن زيارة الرئيس البولندي تكتسب أهمية خاصة كونها أول زيارة خاصة بين الجانبين، رغم امتداد العلاقات الدبلوماسية عبر قرن من الزمان بين البلدين، حيث تعكس الزيارة في هذا التوقيت مدى الأهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات مع بولندا.

وأضاف الرئيس السيسي أنه على الصعيد الثنائي تناولت مباحثاتنا بشكل تفصيلي سبل المضي قدما في تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والبولندي، وهو الأمر الذي يتطلب العمل على تكثيف الزيارات الثنائية المتبادلة على مختلف المستويات بغية تعميق التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما في الشق الاقتصادي والذي ينطوي على الكثير من الفرص الواعدة في مجالات مختلفة أهمها زيادة حجم التبادل التجاري خاصة في مجالات تصدير اليوريا والفوسفات والميثانول ومواد البناء من مصر إلى بولندا، وكذلك تكثيف التعاون في مجالات التحول الرقمي والطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية المياه وإعادة تدوير النفايات، فضلا عن الخدمات السياحية والعلاجية والاستفادة من الخبرة البولندية في هذه المجالات وكذا عن نقل وتوطين التكنولوجيا البولندية في مصر.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: «لقد حرصت على إطلاع الرئيس البولندي على كافة التطورات التي تشهدها مصر في المجالات ذات الصلة بعمل الاتحاد الأوروبي مثل قضايا مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، حيث تم استعراض الجهود المصرية المبذولة في هذا الصدد لا سيما مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان في سبتمبر 2021، وكذا ما يتعلق بالتطور الذي تم إحرازه في مجال تعزيز حقوق المواطنة والحريات الدينية ومكافحة التطرف وذلك بالنظر لما هو معروف عن الاهتمام الخاص الذي توليه بولندا لمسألة الاضطهاد الديني في جميع المحافل الدولية ذات الصلة».

وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لدعم بولندا لجهودها للقضاء على الإرهاب، من خلال إلقاء الضوء على الجهود الوطنية المبذولة بهدف حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، والتأكيد على الحاجة لبذل جهود مضاعفة لمواجهة الإرهاب على الصعيد الدولي خاصة فيما يتعلق بتمويل الإرهاب وتوفير الملاذ الأمن للعناصر الإرهابية.

وأوضح الرئيس السيسي أن المباحثات تطرقت أيضا لاستعراض الجهود التي بذلتها مصر من خلال جميع مؤسساتها لوقف الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية لأوروبا عبر البحر المتوسط على الرغم من العبء الملقى على اقتصادنا، من خلال استضافة أكثر من 6 ملايين لاجئ يتمتعون بكافة الحقوق الأساسية والخدمات الاجتماعية في مصر، وهو الأمر الذي كان له طيب الأثر في تخفيف ضغط الهجرة على القارة الأوروبية التي تشهد دولها تدفقا مكثفا للمهاجرين مؤخراً.

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه تم الترحيب بما أبدته بولندا من استعداد لتقديم الخبرة فيما يتعلق باستضافة مصر لقمة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27) أخذا في الاعتبار استضافة بولندا لثلاث دورات سابقة للقمة.

وقال الرئيس السيسي: «لقد شهدت المباحثات توافقا على أهمية دعم استقرار التنمية الاجتماعية والاقتصادية أثناء تطبيق إجراءات التخفيف والتكيف مع آثار التغير المناخي وتم توجيه الدعوة للجانب البولندي للمشاركة في المؤتمر».

وأضاف: «على صعيد القضايا الإقليمية والدولية فقد تطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا ذات الأهمية والأولوية لمصر وفي مقدمتها ملف سد النهضة حيث تم استعراض الجهود المصرية على مدار عقد كامل من المفاوضات من أجل اتفاق منصف وملزم قانونيا مما يكفل عدم الإضرار بالمصالح المائية المصرية وحقوق الأجيال الحالية والقادمة من مياه النيل المصدر الأساسي للمياه في مصر، وفي ذات الوقت يضمن فيه بشكل عادل تحقيق الأهداف التنموية للشعب الإثيوبي».

ومضى الرئيس السيسي قائلا: «تطرقت المحادثات إلى عدد من قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تعد القضية الجوهرية في المنطقة، حيث تم التأكيد على أهمية حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهو الأمر الذي يتطلب وقف سياسة الاستيطان الإسرائيلي واقتطاع الأراضي الفلسطينية ويستلزم إيجاد مناخ هادئ يتيح الفرصة لمفاوضات جادة وبناءة تفضي إلى تسوية مستدامة لهذا النزاع الممتد».

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: «وعلى الصعيد الدولي تناولت المباحثات الأزمة الروسية الأوكرانية التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي بأسره وتهدد الأمن الغذائي لمختلف دول العالم حيث تم الاستماع لوجهة النظر البولندية إذا مسببات الأزمة وسبل التغلب عليها».

وأضاف: «كما تم استعراض وجهة النظر المصرية تجاه الأزمة والموقف المصري بهذا الصدد والذي يقوم على تناول كافة السبل المؤدية إلى التهدئة والتوصل لحل سلمي للنزاع وبذل كافة الجهود من أجل تحقيق ذلك سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو الدولي».

وتابع السيسي: «ومن ثم تم التأكيد على أهمية إيجاد البدائل والحلول لتجنيب الشعوب الآثار السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية وفي هذا السياق تم استعراض الجهود المصرية المبذولة من أجل تسوية الأزمة من خلال المبادرة المصرية لتشكيل مجموعة اتصال وزارية في إطار الجامعة العربية والتي قامت في ابريل الماضي بزيارة إلى كل من موسكو ووارسو لالتقاء بوزراء خارجية الدول المعنية لحث جميع الأطراف على التهدئة وتغليب لغة الحوار والتفاوض وصولا إلى تسوية تجنب الجميع ويلات الحرب وآثارها الاقتصادية الوخيمة».

واختتم الرئيس كلمته قائلا: «فخامة الرئيس أجدد الترحيب بكم وأعرب عن تقديري إلى شخصكم الكريم في زيارتكم الأولى لمصر وأيضا تطلعي إلى تلبية دعوتكم إلى زيارة بولندا في أقرب وقت التي تؤرخ لبناء حقبة جديدة بين التعاون والتنسيق بين مصر وبولندا من أجل مزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين».

من جانبه، وصف الرئيس البولندي أندريه دودا، اليوم، زيارته الرسمية إلى مصر بأنها تمثل "مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.. وقال: "أنا سعيد بأول زيارة رسمية إلى مصر، إن مصر وبولندا لديهما تاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية يمتد إلى مائة عام".

وأوضح الرئيس البولندي - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السيسي بقصر الاتحادية- أنه بحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي عددا من القضايا المهمة والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. مؤكدا سعي بلاده لتعميق العلاقات مع مصر خاصة في مجال الطيران، بالإضافة إلى المجالات الاقتصادية والسياحية.

وأشار إلى أنه دعا الرئيس السيسي إلى زيارة وارسو، منوها إلى أن مئات الآلاف من المواطنين البولنديين يأتون إلى مصر من أجل السياحة، ويتلقون ضيافة لائقة متمنيا زيادة عدد السياح البولنديين إلى مصر، ليزوروا كل الآثار العريقة التي تعبر عن الحضارة المصرية.

وأشار الرئيس البولندي أندريه دودا، إلى أن العلاقات بين القاهرة ووارسو تمتد لقرن من الزمان، لافتا إلى أنه أثناء زيارة الرئيس الأسبق حسني مبارك في شهر مارس عام 2008 إلى وارسو، كان حينها وزيرا في ديوان الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي، مؤكدا أن زيارته إلى مصر ستسهم في بدء في عصر جديد للعلاقات الثنائية.

وأعرب عن سعادته لاستئناف شركة الطيران البولندية الوطنية الرحلات المباشرة بين القاهرة ووارسو اعتبارا من 31 من مايو 2022، حيث سيتم تسيير خمس رحلات جوية في الأسبوع؛ مما يسهم بدوره في تطوير العلاقات الاقتصادية والسياحية بين البلدين.

كما أعرب الرئيس البولندي أندريه دودا، عن سعادته بدعم السلطات المصرية للبعثة الآثارية البولندية.

وقال: «أطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي المساعدة لفتح محطة أثارية جديدة أخرى في الأقصر لكي يتمكن الآثاريون البولنديون من الاستفادة بالعلم والحضارة المصرية، ومن أجل التعاون مع زملائهم المصريين في الكشف عن آثار هذا البلد العظيم، وعن مخزون هذه الأرض والحضارة، من أجل الاستفادة منها بدرجة أكبر وكشفها بشكل أوسع».

وأضاف الرئيس البولندي: «ناقشنا الشأن الحالي والوضع الراهن في المنطقة، وبحثنا سبل التعاون الاقتصادي والتعاون المثمر بين البلدين، حيث تعد مصر من أقرب الدول العربية لبولندا، لأنها تعد شريكا دائما، فمصر دولة وشعبا محبوبة في بولندا».

وتابع: «هناك قاعدة أساسية للتعاون الاقتصادي والرقمي بين البلدين، ومجالات تبادل المعلومات والتقنيات الحديثة، وأيضا في مجال التعاون العسكري المشترك، والمجال الزراعي، حيث إن الزراعة متطورة في بولندا، فهي بلد مستقل غذائيا، وتقوم بتصدير الأغذية للدول بجميع أنحاء العالم، لذلك ناقشنا القدرات الكبيرة التي يمكن من خلالها توريد الأغذية إلى مصر».

وأشار إلى أن هناك إمكانية واسعة للتعاون في مجال العلوم المائية، مؤكدا أن عملية الاقتصاد المائي قضية مهمة لكلا الدولتين، ونحن هنا مستعدون لمشاطرة الجانب المصري كل هذه التجارب، ونتفهم أهمية مياه النيل لمصر وما يتعلق بسد النهضة.

وأكد أندريه دودا موقف بلاده الداعم لمصر، وضرورة ألا يؤثر بناء سد النهضة على الاقتصاد والزراعة في مصر، فالقضية لا تتعلق بمصر وحدها، وإنما بجزء كبير من شمال إفريقيا.

وأعرب الرئيس البولندي أندريه دودا، عن شكره للرئيس السيسي على تفهمه للأوضاع في بولندا، حيث تستضيف بلاده أكثر من مليوني لاجئ من أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية.

وأشار إلى أن بلاده تولي أهمية كبيرة للأزمة الأوكرانية، وتأمل أن تنتهي بسلام، لافتا إلى أن العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا جاءت من دون أي مبرر، وانتقصت من الحقوق الدولية.. مؤكدا ضرورة إنهاء هذه الأزمة بشكل سلمي.

وأوضح أن العقوبات التي تعرضت لها روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا يمكن أن يتم إلغاؤها عن طريق المفاوضات، مؤكدا ضرورة مشاركة أوكرانيا في هذه المفاوضات وضرورة قبولها للحلول المطروحة وأن تكون جزءا لا يتجزأ من هذه الحلول.. مشددا على وقوف بلاده إلى جانب أوكرانيا.

كما أعرب الرئيس البولندي عن شكره للرئيس السيسي على التعاون السياسي القائم بين البلدين في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن، مؤكدا أهمية هذا التعاون، مشيرا إلى حرصه الشخصي على حضور قمة "مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ" (COP 27) في شهر نوفمبر المقبل بشرم الشيخ.. مؤكدا أن بلاده ستكون ممثلة خلال المؤتمر بأعلى المستويات.

وأوضح الرئيس البولندي أنه ناقش مع الرئيس السيسي إمكانية توريد الغاز المصري المسال، لافتا إلى أن مصر بالنسبة لبلاده هي شريك مستقبلي، وأن بلاده تدعم المفاوضات التي تتم بين مصر والاتحاد الأوروبي من أجل تصدير الغاز المصري إلى دول الاتحاد.

وأعرب الرئيس البولندي - في ختام كلمته - عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، معربا عن أمله في زيارة قريبة للرئيس السيسي وقرينته إلى العاصمة البولندية (وارسو)، لتوثيق العلاقات بين البلدين.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.