بات الحديث عن التربية الجنسية من الأمور الملحة بل و الضرورية فى عملية التنشئة الاجتماعية لابنائنا ، و لم يعد الخوض فى هذا الملف ضمن ” ثقافة العيب ” كما كان يعتقد البعض فى أوقات سابقة فى ظل التحديات الأخلاقية المستجدة التى نواجهها حاليا وسط عالم منفتح يستهدف اطفالنا و شبابنا بضياع هويتهم الجنسية و التأثير عليهم افكار و معتقدات مغلوطة لا يقبلها العقل أو المنطق كما يرفضها الدين و العلم .
و لأن الكنيسة جزء من المجتمع و تعى تماما حجم المخاطر الخارجية التى تستهدف صغارنا لجرفهم ضد التيار بإسم الحرية ، وجدت ان عليها مسؤولية و واجب والتزام نحو ابنائها بجانب الأسرة في تقديم موضوعات اجتماعية تربوية من منظور روحى لتحصينهم و توعيتهم و حمايتهم من حروب ” عدو الخير ” بهدف تكوين كيانهم وتشكيل وعيهم و شخصيتهم و التأكيد على هويتهم الجنسية و غرس المبادىء الروحية و القيم و المبادىء الاجتماعية لخلق جيل واعي صالح للمجتمع ، و من هذا المنطلق نظمت كنيسة مارمرقس بشبرا ندوة توعوية للصف الثالث الإعدادي تحت عنوان ” العائلة فى فكر الله ” لحماية المخدومين من خطر ” المثلية الجنسية ” و كيفية مواجهة التيار المحيط فى ظل العالم المنفتح و ” السوشيال الميديا ” المتاحة بين أيدينا على مدار اليوم من خلال الهواتف المحمولة و من ثم التخوف من الانصياع وراء أفكار مغلوطة أو التأثر بما يحدث بالغرب تحت اسم الحرية .
أدرجت مناقشة خطر ” المثلية الجنسية ” ضمن أولويات جدول الموضوعات الملحة و المطروحة لتقديمها للمخدومين كأولوية فى وقتنا الحالى للحديث مع الفتيات فى إطار من الشفافية دون ادنى حرج وإنما إعطاء المعلومة كاملة بشكل سليم و صحى ، إلى جانب إتاحة الفرصة للمناقشة و الحوار وطرح التساؤلات و الرد عليها فى جو يسوده المحبة .
للوقوف حول مخاطر ” المثلية الجنسية ” و ما نواجهه من تحديات و لأى مدى نتأثر بأفكار العالم ، و كيف يمكننا التمييز بين قصد الله والحرب من الشيطان ، و ما الحرية بمفهومها الصحيح ، كان ل ” وطنى ” تلك المتابعة ..
_ واقع افتراضى مشوه:
تحدثت دكتورة ريموندا رؤوف – دكتوراه مهنية فى الصحة النفسية و معلم تربية إيجابية للوالدين معتمد من الجمعية الأمريكية و مدربة إدارة سلوك مونتيسوري وتربية جنسية من الطفولة للمراهقة : للأسف نعيش وسط زمن صعب بوجود حرب شديدة لما يمليه علينا الغرب بأفكار ومعتقدات خاطئة غريبة و بعيدة كل البعد عن طبيعة مجتمعنا و معتقداتنا و ايماننا ليصدر لنا كل ما هو غريب يناقض العقل و المنطق بل يرفضه العلم و الدين و رغم ذلك نجده يتصدر المشهد و كأنه الواقع ” الصورة الحقيقية ” رغم انه واقع افتراضى من صنع البشر ، صورة مشوهة عما خلقه الله ، فنعرف ان من بداية الخليقة كما يقول الكتاب المقدس فى سفر التكوين ” فخلق الله الإنسان على صورته . على صورة الله خلقه . ذكرا وأنثى خلقهم ” ( تك 1 : 27 ) بما يعنى أن قصد الله منذ بداية خلقته ” هو أن يكون الإنسان ذكرا ” آدم ” و انثى ” حواء ” على صورته وشبهه خلقهما ولم يكن هناك جنس آخر خلق كما يدعى البعض بكونه تنوع بشري فهذا ما تسلمناه و عرفناه ، و من هنا يتضح لنا مفهوم ” العائلة فى فكر الله ” أب و أم و اطفال و ليس ” العائلة فى فكر العالم ” كما يحاول قوى الشيطان بانهال الحرب علينا و يفرض افكار ” المثلية الجنسية ” علينا بخدعة من خلالها يوصل لنا رسالة محتواها انه ليس شرطا ان تكون العائلة مكونة من أب و أم و اطفال و يمكن ان يكون الوالدين من نفس الجنس و كأنه أمرا طبيعيا أو أنها الصورة الحقيقية لتنقلب الموازين لنجد تقاليع رجل متغرب عن جسده فى شكل انثى و العكس أو تصوير العائلة بكونها تتكون من نفس الجنس اب و أب و معهم اطفال و إغفال ” الأم ” من الصورة وكأنها كائن ليس لها وجود ، أيضا الحال أم و أم و معهم اطفال فى تغيب ” للأب ” .. كل ذلك فى تشويه كامل لفكر العائلة كما قصدها الله منذ بداية الخليقة حينما قال ” اثمروا و اكثروا و املاؤا الأرض ” ( تك 1 : 28 ) ، هنا يجب على احكم عقلى من أين جاء وا الأطفال ؟ فالطفل المولود يحتاج لتكوينه و مجيئه للحياة لخلية من الأب و خلية من الأم , و بالتالى يصبح ما نراه وما نشاهده ” هزل ” صورة مشوهة و فى غير سياقها الطبيعى , و الأطفال الموجودين بالصورة برفقة والدين من نفس الجنس هم مجرد ابناء بالتبني و دورهم فى الصورة لخداعك و تقديم معلومات مشوهة .
_حرب شرسة :
أضافت ” رؤوف ” ما نتعرض له حرب شديدة من العالم ” شغل عالى ” من الشيطان ذاته حينما أصبح للفرد حرية لاختيار جنسه و ما يرغب العيش به داخل المجتمع ، لنجد ولد رافض لهويته الذكورية و يعيش في جسد انثى و العكس ، و هذا ما يسمى التغرب عن الهوية الجنسية وبالتالى مهم انى اعتز بهويتي كأنثى أو كذكر و أاكد على ذلك بالاهتمام بالنفس و الاعتزاز بهويتى كما خلقنى الله بالفطرة و اعرف ان فى اختلافنا حكمة و ان وجودنا لهدف ورسالة هو استمرار الخليقة و الجنس البشرى وهى رسالة سامية ومقدسة ، و من ثم ما يخالف ذلك فكر مغلوط علميا و دينيا .
تساءلت ” رؤوف ” ماذا يحدث حولنا ، و لماذا يفكر البعض هكذا ؟ رغم كونه يناقض العقل و ليس له علاقة سواء بالعلم أو بالدين .. انها حرب شرسة من العالم ، و اقصد حرب ” عدو الخير ” ، فمن يفكر فى ذلك و من يعتقد فى هذا ويؤمن به لديه خلل و اضطراب نفسى ، و لا عجب فى هذا مثلما الجسد يمرض و يحتاج لطبيب للعلاج هكذا النفس ايضا تمرض وتحتاج لعلاج ، و الكل يمر باضطرابات و ليكن التعرض لصدمة شديدة تسبب نوع من الاكتئاب أو التوتر الشديد و غيرها بما يحتاج لعلاج نفسى , و عادة الخلل يكون سببه فى اول 6 سنين فى عمره نتيجة صدمة , حادثة معينة , مشكلة فى التربية و غيرها .
_ “تنوع بشرى” .. انتكاسة:
لفتت ” رؤوف ” الى خطورة ما نتعرض له و خطر ” المثلية الجنسية ” ومحاولة فرضه على أرض الواقع و الاعتراف به من باب كونه تنوع بشرى ، بالإشارة إلى وضع الدليل التشخيصي و الإحصائي العالمي المتعارف عليه عالميا باسم ” DSM ” وهو المرجع الاساسى لكل المتخصصين فى علم النفس للاطلاع على أعراض اى مرض نفسى للاسترشاد به، قائلة : بعدما كان الدليل يتضمن مجموعة كبيرة من الاضطرابات و يندرج من ضمنها اضطراب ” المثلية الجنسية ” ليعلن و يعترف امام العالم كله ان ذلك النوع يعد اضطراب نفسى ، اليوم مع اصدار النسخة الحديثة منه رقم ( 5 ) تم الغاء ” المثلية الجنسية ” من بند الاضطرابات لاعتباره تنوع بشري و حرية ! و المفزع فى الأمر أنه يسجن من يفكر فى علاج شخص مثلي فى الخارج لعدم اعترافهم بالأساس انه مرض يندرج تحت بند الاضطراب النفسي كما يتهم الشخص الراغب فى معالجة المثليين بأنه شخص ضد الهوية .. و الاخطر من ذلك يمكن سؤال الطلبة فى المدارس بالخارج اى جنس تفضل ان تعيش ولد أم بنت ؟ بما يعد انتكاسة و مؤشر خطر لما نواجهه من تحدى , فللاسف الوضع داخل الدول الأوروبية صعب و سيىء للغاية ولم تعد الحرب فى الخارج فقط فهناك محاولات لتسلل ذلك الفكر الشيطانى بالداخل من خلال ” السوشيال ميديا ” و ما تشكله من خطر كبير فى التأثير علينا بوجود الهواتف المحمولة بين أيدينا لنتلقى الأفكار العبثية الملوثة المشوهة، كما هي عبر فيديوهات تتخللها أفكار غربية أيضا الحال مع افلام الكرتون لتستهدف أطفالنا و شبابنا في غرس معتقدات مخالفة لإيماننا و معتقداتنا و عاداتنا و طبيعة مجتمعنا حينما يقدم محتوى فحواه ان بابا و ماما من نفس الجنس لتشويه الصورة لدى الصغ
خلى بالك ” .. السم فى العسل :
تؤكد ” رؤوف ” امام ذلك التحدى علينا مسئولية تجاه انفسنا اولا و هو الانتباه لما يقدم و لتلك المخططات الشيطانية و الانتقاء فيما بينها , فليس كل ما يقدم اقبله و كأنه أمر مسلم به , الى جانب معرفة الهدف من ورائه و تحكيم العقل و التمييز بين الصح و الخطأ و التفرقة بين معلومات صحيحة علمية و بين ” بروبجندا ” اعلامية ممنهجة تبث معلومات هزيلة و كأنها بحث علمى ليس له نظير و منها الادعاء بأن من ينادون بالمثلية الجنسية مولودن هكذا و ان المسألة مسألة جينات من خلال عينة عشوائية تروج لأفكارها الشاذة بطريقة تجعلك تتأثر معهم بل و تتعاطف معهم وكأنهم ضحايا ومظلومين لتقتنع بما يرددونه .. كن واعي و اعلم ان هناك مخطط ممنهج يلعب على ” دغدغة المشاعر ” لتتعاطف معهم و تقتنع بأفكارهم , و الا ستصبح فريسة سهلة تحت أيديهم بالانصياع وراء أفكارهم . ايضا لديك رسالة تجاه أسرتك حيث متابعة اخواتك الصغار فيما يتابعونه على ” السوشيال ميديا ” و الأفلام الكرتونية و التأكد من ان ما يتابعونه يتضمن أفكار سليمة لسلامتهم و حمايتهم ، و اذا ما حدث ولاحظت ان الفيلم الكرتوني يشوبه فكر غربب و مغلوط ، اتناقش معه على قدر سنه و عرفه ان هذا خطأ و الغى نوعية الفيديوهات من هذا النوع واتاحة الفرصة أمامهم لمشاهدة افلام ذو قيمة يتعلمون من خلالها مبدأ أو فضيلة أو قيمة انسانية .
تضيف ” رؤوف ” هناك معلومة علمية تقول ” انت ما تراه وما تسمعه و ما تأكله ” اى كل ما تتعرض له تعرض متكرر للأسف مع الوقت تجد نفسك مقتنع به شئت أم أبيت لكونها تترسب فى عقلك اللاوعي , و هنا خطورة ” السوشيال ميديا ” و ” اليوتيوب كيدز ” و قوة تأثيرها و الدليل كثيرا ما نلاحظ سلوك مختلف على اطفالنا الصغار أو ترديد ألفاظ غريبة عن محيط الأسرة لنكتشف بعدها انه الفيلم الكرتونى الذى شاهده بما اكسبه عادة أو سلوك سلبى ، و من هذا المنطلق انتبه للأفكار الغريبة التى تستهدفنا بطرق جذابة و افكار شيقة لغرس الأفكار ” الخبيثة ” داخلها و كأنه السم فى العسل .
_ شعار .. رمز للشيطان:
تستطرد ” رؤوف ” : لزيادة وعيكم بما يحدث , نجد من ينادون بالمثلية يأخذون لأنفسهم شعار ال rainbow لكنه واقعيا يخالف تماما عن ” قوس القزح ” الذي نعرفه حينما كان علامة عهد بين الله و البشرية و رمز للسلام بأن الله لم يعد بطوفان جديد على الأرض مرة ثانية , فنجده من حيث الشكل ينادون بأن هذا شعارهم و هى أكذوبة فكيف شعار رمز للسلام يصبح رمز للشيطان , و عليه نجد شعارهم يتضمن فقط 6 ألوان ( الأحمر , البرتقالي , الأصفر , الأخضر , الأزرق الغامق , البنفسجي ) و يستثنوا منه اللون اللبنى السماوى أى لون السماء , و هو ما يتعارض مع ” قوس القزح ” المتعارف عليه أيام الطوفان فى وقت أبينا نوح , كما أنهم يطلقون عليه LGBT Flag .
_ الحدود تحمى العلاقات:
تؤكد ” رؤوف ” ان ” الهزار ” بين الأصدقاء فيما يتعلق بالمثلية الجنسية أمر غير مقبول على الإطلاق و الآية واضحة و صريحة فى الكتاب المقدس ” و لا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التى لا تليق ” ( أف 5 : 4 ) , فتح المجال للهزار يجعلنى اروج المخطط الشيطانى عن دون قصد وبالتالى لا داعي لذلك . أيضا ضروري وضع حدود لنفسك فى التعامل والمحافظة على دائرتك الخاصة وعدم السماح لأحد أن تتجاوز حدودك الخاصة و رفض أى لمسة غير مقبولة ، و كل فكر غير مقبول .. فكل منا له حدوده و هو من يحدد طريقة التعامل معه , و لا يؤثر اطلاقا الحدود على المحبة بالعكس ” الحدود تقوى العلاقات و تحميها ” كما تحمى الحدود المحبة , و الشاطر هو الذي يحدد كيفية التعامل معه و دائما اكدى و قولى ” انت عارفة انا بحبك قد ايه بس مش باقبل الكلام ده ” ” انت عارفه انت غالية على قد ايه بس مش باقبل حد يهزر معايا بالاسلوب ده ” , غير مسموح على سبيل الهزار صديقتى تلمسنى لمسة غير لائقة لأن فى بنات بتتعرض لأذى من محيطها القريب , و بالتالى على ان اخذ ” بالى كويس ” و اكون واعية و اعرف ان جسدى له كرامة و له قيمته.
_ العلاج فى سرية:
توضح ” رؤوف ” هناك حالات إيجابية تدرك مدى اضطرابها و تعترف بمشكلتها و تسعى للعلاج , فالمسالة يمكن علاجها طالما ادركنا بالمشكلة ” بكدة نكون اتحطينا على بداية الطريق ” , و بالتالى من يعانى من اى اضطراب أو يشعر بمشاعر مختلفة عن الطبيعى أو المتعارف عليها اى انجذاب الفتيات نحو الشباب و العكس , عليه بالمصارحة بما يعانيه لأى من يأتمنه على حالته سواء أب الاعتراف أو خادم أو خادمة بالكنيسة لمساعدته فى المتابعة مع متخصص فى ظل وجود اماكن علاجية كثيرة و الموضوع فى سرية تامة .. المهم كون ايجابى مع نفسك و لا تخف , فما تعانيه نتيجة اضطراب ما و ضغط نتيجة ظروف محيطة و لست لوحدك فيما تعانيه و لكن غيرك قد يكون سبقك في تخطي ازمته و فى طريقه للتعافي .
اعرف ان ” العالم وضع فى الشرير ” و ان العالم فيه شر لكن الله قادر يرفع عنك أى تعب و أى ضغط من أى نوع , كما أن الله خلق الإنسان حر و بالتالى اعلم ان لديك إرادة لتتحرر من أى قيود تعباك و بمقدرتك تشتغل على نفسك .. ” خد المبادرة و ابدأ المشوار , و افتكر ان دائما بكرة احسن و تستحق الأفضل ” .