كيف ترد روسيا عسكريا على العقوبات الأمريكية؟
27.08.2018 10:03
اهم اخبار العالم World News
الوطن
كيف ترد روسيا عسكريا على العقوبات الأمريكية؟
Font Size
الوطن

أكدت روسيا أنها تعمل على إعداد إجراءات فعالة ردا على العقوبات الجديدة المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة، متعهدة بمواصلة حماية مصالح وأمن البلاد عبر الوسائل الاقتصادية والعسكرية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، في مقابلة مع قناة "روسيا-1"، اليوم الاثنين: "هل تعتبرون حقا أننا لن نتمكن من التعامل مع موجة أو حتى 5 موجات من العقوبات؟ نعم، علينا الاستعداد لذلك، ونحن نستعد".

وقال العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للدراسات الإستراتيجية، إن هذه المرحلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تعتبر في إطار حرب باردة جديدة بين القوتين العظمتين وتحديدا ما بين الحرب الباردة والحرب الساخنة فيما يطلق عليه "الحرب الأكثر دفئا".

وأضاف راغب لـ"الوطن": "خلال هذا الأسبوع عبرت 3 سفن حربية روسية محملة بالآليات والعتاد مضيقي البوسفور والدردنيل عبر البحر الأسود في طريقها لقاعدة طرطوس، وهذا دليل على إعادة تمركز القوى الروسية في سوريا، إضافة لإعادة زيادة تغطية الدفاع الجوي في بعض المناطق مثل مطار الشعيرات، مثل قواعد حميميم واللاذقية وطرطوس".

وأوضح أن مناطق النفوذ الروسية ستزداد في سوريا بعد انتشار s-300، مشيرا إلى أنه مع تزايد الضغط الإعلامي من الممكن أن يصل الأمر إلى وضع روسيا رؤوس نووية داخل الأراضي الروسية، في نقلة جديدة لنقل التصعيد على الأرض.

وتوقع راغب أن روسيا ستقوم بتمركز قطع بحرية جديدة وإعادة تمركز طائرات حديثه لم تستخدم من قبل في سوريا مثل مقاتلات سو 57، موضحا أن روسيا تستخدم أجيال قديمة من المقاتلات في سوريا مثل ميج 29 وهذا لأغراض تكتيكية لاستطلاع المعدات، بسبب وجود تشابك في المجال الجوي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ولم يستبعد الخبير الاستراتيجي، أن تقوم روسيا ببيع منظومات دفاع جوية للجيش العربي السوري بشكل صوري ليستخدمها الروس، حيث إن روسيا أمدت سوريا بمنظومات دفاع جوي من جيل المنتصف مثل "دفينا"، مشيرا إلى أن الرد الأمريكي لن يتخطى الضربة الثلاثية.

وعن عدم اختيار أوكرانيا أو جورجيا، لتصبحا منطقتي الحرب الأكثر دفئا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، قال "سوريا هي الأهم بالنسبة للدولتين لاسيما في الشرق الأوسط، بسبب تشعب الأطراف الموالية لكل دولة بها، حيث إن روسيا من الممكن أن ترفع يدها عن مناطق التماس في سوريا، لاسيما الشرطة العسكرية المنتشرة في الجولان بالتنسيق مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وقال راغب، إن حال اشتعال المنطقة ستتحول العمليات الولايات الأمريكية في سوريا من "بروباجندا" إلى مشكلة كبيرة بسبب التحركات الروسية على الأرض، وهذا ما تخشاه واشنطن من استعداد الجيش العربي السوري والحشد الروسي لمعركة أدلب التي حال انتصار الجيش السوري فيها سيكون التفاوض لا داعي له، وحينها ستثير إيران مناطق التماس وتصبح روسيا هي المتحكم في الأراضي السورية.

وكانت العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا بذريعة استخدامها المزعوم لأسلحة كيميائية بمدينة سالزبوري البريطانية، دخلت حيز التنفيذ فجر اليوم الاثنين.

فيما قال الدكتور عبدالمهدي مطاوع، الباحث بمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، إن روسيا عندما تتحدث عن مصالحها العسكرية يكون القصد أي منطقة لديها اهتمامات بها.

وأضاف مطاوع لـ"الوطن": "التصريحات الروسية تأتي بالتزامن مع تهديدات طهران بمنع مرور شحنات النفط في مضيق هرمز بالخليج العربي إذا حظرت الولايات المتحدة الأمريكية مبيعات النفط الإيراني، وهذا سيتطلب التدخل الروسي في هذا التوقيت، كما أن الاتفاق مع المسلحين في أدلب ومخطط الهجمات الجوية من الممكن أن يشعل الأوضاع".

وأوضح أن حملات المقاطعة التي توجهها الولايات المتحدة الأمريكية لروسيا وإيران وتركيا، لن تصلح الأمور حيث إن واشنطن لم تعد اللاعب الوحيد في المنطقة كما كان في السابق فهناك دول أخرى لديها مصالح ومؤثرة في المنطقة.

وبموجب هذه العقوبات، ينبغي على "واشنطن إنهاء أي مساعدة أمريكية لروسيا بموجب قانون المعونة الأجنبية لعام 1961، باستثناء المساعدات الإنسانية العاجلة والغذاء والمنتجات الزراعية الأخرى" وهي كلها مساعدات غير قائمة ولا وجود لها أصلا.

وأكدت الخارجية الأمريكية في بيان لها، أنها ستتوقف عن منح تراخيص لتصدير الأسلحة الأمريكية للمؤسسات الحكومية الروسية، والمنتجات ذات الاستخدام المزدوج، باستثناء الصادرات اللازمة للتعاون في مجال الفضاء وعمليات الإطلاق التجارية إلى الفضاء، بالإضافة إلى المنتجات اللازمة لضمان سلامة رحلات الطيران المدني.

وهناك استثناءات فردية أخرى ممكنة أيضا، ولكن "افتراض الرفض" منصوص عليه في تراخيص التصدير ذات الصلة.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.