أسقط مجلس البرلمان التونسي في جلسة سرية، اليوم الخميس، لائحة سحب الثقة من رئيسه، راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة، أكبر أحزاب البرلمان، وذلك عقب عملية تصويت شهدت مشادات عنيفة تم على إثرها وقف الجلسة لمدة عشر دقائق، ثم استئنافها مرة أخرى.
ويبدو أن حزب النهضة وحلفاءه قد اتبعوا أسلوب مقاطعة جلسة التصويت، حيث بلغ إجمالي النواب الذين حضروا الجلسة 127 نائبا فقط من إجمالي نواب البرلمان البالغ عددهم 217 نائبا.
وبحسب الدستور التونسي والنظام الداخلي للبرلمان، يتطلب تمرير لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان توفر الأغلبية المطلقة من الأصوات (109 من مجموع 217 نائبا) وهو ما لم تتمكن الأحزاب الداعمة للائحة من توفيره.
وكانت 4 كتل نيابية، قد قدمت الأسبوع الماضي لائحة لسحب الثقة من الغنوشي، وعلّلت هذه الخطوة بأنها "جاءت نتيجة اتخاذ رئيس البرلمان قرارات بشكل فردي دون الرجوع إلى مكتب البرلمان (أعلى هيئة)، وإصدار تصريحات بخصوص العلاقات الخارجية لتونس تتنافى مع توجّه الدبلوماسية التونسية".
وأقر مكتب البرلمان التونسي (أعلى هيئة به) عقد جلسة للتصويت على اللائحة، أن يكون التصويت سريّا ودون مداولات أو نقاش عام بين النواب، وذلك على غرار ما جرى في جلسة الانتخاب، حيث تنص المادة 51 من النظام الداخلي للبرلمان على أن سحب الثقة من رئيس البرلمان يكون بنفس طريقة الانتخاب (بشكل سري)".
وقال الغنوشي في تصريح عقب إقرار التصويت على اللائحة إنه "واثق من أنها ستكون لحظة لتجديد الثقة بي رئيسا للبرلمان وإعادة تزكيتي". وأضاف: "لم آتِ على ظهر دبابة لرئاسة البرلمان بل جئت بالانتخاب، ولست منزعجا من سحب الثقة مني، لذلك قبلنا إعادة اختبار الثقة".
وتابع الغنوشي: "تجاوزت الاعتراضات الشكلية التي تحتوي عليها اللائحة وهي كثيرة، وكان من الممكن إسقاطها شكلا في اجتماع المكتب، ولنا الأغلبية لذلك".
من جانبه، اتهم الناشط السياسي بحركة النهضة التونسية، لمصر العربية، حسين طرخاني، دولة الإمارات بلعب دور في توتر المشهد السياسي التونسي في الآونة الأخيرة، مضيفا أن أبو ظبي عرضت على بعض نواب البرلمان الملايين من الدولارات لسحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي.
وأوضح طرخاني لـ "مصر العربية" أن الأحزاب التي دعت لسحب الثقة من الغنوشي في جلسة الخميس المقبل غير كافية لتمرير قرار سحب الثقة.
وتابع: مع كل المؤامرات التي تحاك بالحركة، فإن الغنوشي سيظل رئيسا للبرلمان، نظرا لكون رصيد عبير موسى وأتباعها غير كاف لتمرير مثل تلك القرارات المصيرية، لافتا إلى أن من سيصوت للشيخ راشد قرابة 130 نائبا، ولذلك فهو باق في منصبه.
وفي محاولة لاستمالة نواب حزب "قلب تونس" للتصويت لصالح لائحة سحب الثقة، لوح نواب مؤيدون للائحة إلى إمكانية تعيين النائبة الأولى لرئيس البرلمان سميرة الشواشي لخلافة الغنوشي، في حال سحب الثقة منه. وقال رئيس الكتلة "الديمقراطية" هشام عجبوني، في تصريح لإذاعة "موزاييك": ''نحن لا نرى مانعاً في تولّي سميرة الشواشي رئاسة البرلمان، بناء على ما اكتسبته من خبرة في تسيير وإدارة المجلس".