تحتفل الكنائس الخلقدونية في مصر وخارجها، بصوم السيدة العذراء، وفي هذه المناسبة قدمت إيبارشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس، تعريفًا لـ«صلاة البراكليسي».
وقالت الإيبارشية: «في الـ15 من أغسطس، تعيّد الكنيسة المقدسة لرقاد سيّدتنا والدة الإله، وقد رتّبت فترة استعداد مدّتها خمسة عشر يومًا يُعِدّ خلالها المؤمن نفسه لاستقبال هذا العيد المجيد، تتخلّلها صلاة يوميّة مسائيّة تُعرف باسم «خدمة البراكليسي»، كما يرافقها ما يُعرف بـ«صوم السيدة»، وهو انقطاع عن الزفرين، أي عن كل نتاج الحيوان من لحمٍ وبياض، ينتهي بعد قداس العيد».
ما هي صلاة البراكليسي؟
وأضافت: «أما البراكليسي فمعناها الابتهال، وهي صلاة خشوعيّة لها نواتها التي تعود الى القرن الخامس، ثم تطوّرت فاتّخذت في القرن التاسع شكل قانون شعريّ ذات تسع تسبيحات، وفي القرن الخامس عشر، أُضيفت الى هذا القانون الطلبات والطروباريات التي نعرفها اليوم، فاكتمل ترتيب خدمة البراكليسي بشكلها النهائي، وباتـت تُـقام في طلب شفاء مريض، وذلك إمّا في الكنيسة أو في منزل المريض».
وتابعت: «ولم تدخل حيّز العبادة الجماعية خلال النصف الأوّل من شهر أغسطس إلّا في أواخر القرن الخامس عشر أو أوائل القرن السادس عشر، أما مضمون البراكليسي فهو مناجاة حارّة نرفعها نحن «طالبي الخلاص» المنسقمين نفسًا وجسمًا معًا إلى الشفيعة الحارّة، رجاء المؤمنين التي وَلدت الرب المتحنّن والمقتدر، والتي لا ترفض مجاري دموعنا حتى تُبادر إلى الشفاعة، لدى ربّها وابنها، فتشفي أمراض نفوسنا وأوجاع أجسادنا، وتنجّينا من الشدائد والأهواء ومن الموت والفساد، ومن أضرار العدوّ الرديئة، وغالبا ما يَخفى علينا أن العدو الرديء، هو الخطيئة المتمكّنة في القلب والتي تعصف به، وتزيل عنا حزن الخطيئة، والجهل وهو جهْلنا الحقَّ، وجَهْلنا الصلاةَ، وتُخلّص شعبها ومدينتها».
واختتمت: «وشعبها اليوم هو الرعية، ومدينتها اليوم هي قلب المؤمن، وعندما تنسى النفسُ النبيهةُ المناجية الساجدة لأيقونة السيدة، عندما تنسى شعبَها وبيتَ أبيها، والمكان الذي تقف فيه، حينئذ تُخطف مع العذراء عبر سُحُب التمجيد، مع صفوف العادمي الأجساد، إلى حيث يمكث ابنُ العذراء في المدينة ذات الإثني عشر سورًا، وهكذا تكون خدمة البراكليسي، وأروع صلاةٍ جماعية تهيّء المؤمنين لأعظم أعياد والدة الإله».