نحو 24 ساعة من الأحداث العصيبة مرت على إيران، بعد إعدام 3 شباب في العشرينيات اعتقلوا في خلال تظاهرة، تعيش إيران بعدها أحداث متلاحقة وسط دعوات لاحتجاجات كبيرة بكرة، وتفريق تظاهرات بالرصاص الحي، وتقييد السلطات الإنترنت في بعض المحافظات، وأخرها دعوة عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج في تظاهرات عند السابعة من مساء الجمعة، تنديدا بحكم إعدام ثلاثة شبان، لكن البعض الإيرانيين خرجوا إلى الشوارع قبل الموعد المقرر.

أستاذ علوم سياسية: جمعة عصيبة وحلقة ضمن الأحداث المتوترة

وقال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، إن إيران تشهد منذ فترة توترات سياسية في الداخل نتيجة للعقوبات الدولية "الاقتصادية" المفروضة عليها والتي أثرت عليها من الناحية الاقتصادية، وبالتالي لا يمكن الفصل بين الأحداث الاقتصادية والتوترات السياسية، إلى جانب الاختلافات السياسية الموجودة داخل المجتمع الإيراني بين الاتجاهات المعتدلة والمتشددة في إيران، وأجيال الشباب والكبار والتقليديين والتحديثيين وغيرها من الطبقات المختلفة.

وتابع بدر الدين لـ"الوطن" أن المعطيات الحالية، تنذر بيوم عصيب بين المتظاهرين والسلطة، لكنه يظل حلقة في سلسلة التوترات التي تشهدها إيران في الفترة الأخيرة، ضمن سياق الأحداث والتوترات، لكنه أيضا قد يزيد من ردود الفعل الدولية على إيران للتضييق على الحريات والعنف الموجه ضد التظاهرات وقد يزيد أيضا من حدة المواقف المتخذة ضدها على المستوى الدولي.

دعوات للتظاهر 

ودعا عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج في تظاهرات عند السابعة من مساء الجمعة، تنديدا بحكم إعدام الشبان الثلاثة، لكن البعض الإيرانيين خرجوا إلى الشوارع قبل الموعد المقرر.

وذكرت وكالة "رويترز" نقلا عن شهود عيان أن القوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع، لتفريق متظاهرين تجمعوا في مدينة بهبهان في جنوب غرب البلاد.

وبدأ القمع عندما حاصرت قوات الأمن المتظاهرين قبل أن تشرع في مهاجمتهم في محاولة لتفريقهم.

وفر المتظاهرون، بحسب تقارير إعلامية، إلى مكان آخر في المدينة، ليتظاهروا هناك مجددا قبل أن تهاجمهم قوات الأمن مرة أخرى.

قيود على الأنترنت

قال مرصد "نت بلوكس" الذي يراقب عمليات حجب الإنترنت في تغريدة على "تويتر"، إن إقليم خوزستان، حيث تقع مدينة بهبهان، شهد بعض القيود على الإنترنت في وقت متأخر الخميس.

فض احتجاجات الخميس بالرصاص الحي

وكانت مظاهرات حاشدة في مدينة بهبهان، جنوب غربي إيران، خرجت مساء أمس، طالب المتظاهرون خلالها، برحيل النظام، فيما أطلقت قوات الأمن الرصاص على المحتجين لتفريقهم، ولم ترد أي تقارير عن وقوع إصابات حتى اللحظة.

ووفقا لوكالة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، فقد بدأت المظاهرات احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وصدور أحكام الإعدام ضد المتظاهرين المعتقلين، وفقا لما نشره موقع "العربية".

تظهر الفيديوهات التي تداولها المستخدمون الإيرانيون عبر مواقع التواصل أن المتظاهرين يهتفون " لا غزة، لا لبنان، روحي فداء إيران" وأيضا يهتفون "لو هاجمتمونا بالمدفع والدبابات.. الملالي يجب أن يرحلوا".

من هم الشبان الثلاث

كانت محكمة إيرانية قضت في وقت سابق بإعدام 3 متظاهرين في العشرينيات من العمر، لأنهم خرجوا في تظاهرات نوفمبر الماضي الحاشدة. وخلال تلك التظاهرات، قتلت قوات الأمن الإيرانية نحو 500 متظاهر واعتقلت أكثر من 7 آلاف، طبقا لمنظمات حقوقية.

 والأسبوع الماضي، أيدت المحكمة العليا قرار الإعدام الذي أصدرته محكمة أخرى، مما يعني أن تنفيذ الحكم الثلاثة بات وشيكا. وجاءت التحركات على الأرض، بعد "انتفاضة إلكترونية" مماثلة في شبكات التواصل رفضا لتطبيق أحكام الإعلام، إذ انطلق وسم "أوقفوا عمليات الإعدام".

وتقول منظمة العفو الدولية إن إيران أعدمت 251 شخصا العام الماضي، أي أنها أكثر دولة نفذت هذا الحكم بعد الصين.