قام نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، بتطييب رفات القديس العظيم أبي سيفين مرقوريوس فيلوباتير، خلال صلاة عشية مساء أمس السبت الموافق 7 ديسمبر 2024، في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال بإقليم الكيبيك الكندي. وشارك في خدمة صلاة عشية وتطييب الرفات المقدس أبونا الحبيب القمص ميخائيل عطية، ملاك الكنيسة، أبونا الحبيب جابرييل ثروت “قيثارة السماء، كاهن الكنيسة”، وسط مشاركة عدد كبير من شعب الكنيسة وكثيرون من كنائس أخري في مونتريال وبروسار والويست آيلاند وسانت تريز وغيرها، لنوال بركة القديس العظيم.
وقام نيافته مع الآباء الكهنة الأجلاء بتطييب الرفات المقدسة للقديس العظيم أبي سيفين، وبعدها كانت زفة الفرح وسط ترتيل الألحان القبطية وتمجيد القديس أبي سيفين وفرحة وزغاريد الشعب، ورغبة الجميع في نوال بركة الرفات المقدسة، التي كان يحمل كل أبونا القمص ميخائيل عطية وأبونا جابرييل ثروث، ويقوم أبونا الأسقف الأنبا بولس بترأس الزفة والشورية في يد نيافته وسط فرحة كبيرة، ورائحة بخور عطرة ملأت جنبات الكنيسة التي كانت مكتظة بالشعب المحب لرب المجد المسيح يسوع.
كما أن أبونا الأسقف الأنبا بولس المحب للصلاة والتسبيح، حيث اهتم نيافته بترأس خورس الشمامسة وأخذ الدف ليضرب به في تمجيد أبي سيفين وكل الشعب يردد مع نيافته والآباء الكهنة الأجلاء وخورس الشمامسة وسط تهليل وفرحة الشعب بهذه الأجواء الروحانية المعزية.
= عشاء “أخوة الرب” .. التبرع لـ “صندوق احتياجات عيد الميلاد”
هذا ويذكر أنه قبل صلاة عشية، نظمت الكنيسة بحضور أبونا الأسقف الأنبا بولس والآباء الكهنة الأجلاء عشاء “أخوة الرب” حيث يوجه إيراده لدعم احتياجات “أخوة الرب” بمناسبة عيد الميلاد المجيد. واتسم العشاء الذي تم تنظيمه في قاعة الكنيسة بدرجة عالية من التنظيم. أما الطعام فكان نظيفا ولذيذا للغاية، بفضل خدمة وتعب مجموعة من الخدام والخادمات يضيق المكان لذكر أسمائهم، وأن كنا نذكر نيابة عنهم الشماس لوقا جرجس والشماس راجي يوسف. وربنا يعوض تعب ومحبة الجميع.
وبدأ العشاء، بصلاة من أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، قال فيها: أن مائدة الأغابي تعد امتداد لسر الافخاريستيا، وتكملة لسر الشكر، ونحن فرحون بهذا الاتحاد، حيث كان كل واحد يقدم أفضل ما في بيته للآخر. وكان معلمنا مار بولس الرسول في رومية 13 يقول أن الأغنياء يعطون الأكل للفقراء بدون الحب الإلهي، ولذا علمنا في كورنثوس 12، أنه من المهم أن نتشارك كلنا في جسد واحد. وشجع نيافته الشعب علي حضور اجتماع الأسرة كل يوم جمعة الساعة الثامنة مساء.
= كيفية التبرع ودعم صندوق احتياجات عيد الميلاد لأخوة الرب في مصر؟
ودعا نيافته الجميع إلي دعم تبرعات وعطايا صندوق عيد الميلاد المجيد، الذي تقوم به الإيبارشية من أجل دعم احتياجات أخوة الرب في مصر، في ظل الغلاء الكبير الذين يعانون منه: ويشمل هذا الصندوق: 2 كيلو لحم، وعلبة بيض، وكيلو جبنة فيتا، وعلبتين من جبنة المثلثات، و2 كيلو سمنة، و2 كيلو أرز، و2 كيلو سكر، و2 كيلو مكرونة، وربع كيلو شاي، وتكلفة هذا الصندوق، تعادل التبرع بقيمة 40 دولار كندي، يمكن تحويلها باسم الإيبارشية قبل يوم 23 ديسمبر الجاري علي بريد الإيبارشية:
وأكد نيافته أن عطاياكم لدعم ومساعدة أخوة الرب في مصر، ستكون مصدر نعمة وسعادة وبركة في حياتكم، خاصة وأن الكثير من أخوة الرب في محافظات مثل المينا وأسيوط وسوهاج لا يأكلون مثلا اللحوم إلا في عيدي الميلاد والقيامة المجيدين. داعيا الجميع أن ينالوا نعمة المشاركة في اسعاد احتياجات “أخوة الرب في مصر، والمسيح الذي بداخل كل منكم يعطيكم الفرح، لأن الله يعلم جميع أعوازكم كما يقول معلمنا مار بولس الرسول، والله قادر أن يبارك كل ما تمتد إليه أيديكم.
= عظة الإيمان بالمسيح يسوع
ألقي أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، بعد قراءة الإنجيل المقدس لصلاة عشية عظة حول قوة الإيمان بالسيد المسيح، قال نيافته فيها: نحتفل هذه الأيام بمناسبات مباركة، حيث غدا الأحد 29 هاتور، وهناك 3 مناسبات مباركة هي البشارة والميلاد والقيامة. ومنذ 3 أيام كنا نحتفل بعيد شفيع كنيستنا القديس العظيم العظيم أبي سيفين مرقوريوس فيلوباتير، وطوال هذا الأسبوع كنا نحتفل بعيد شفيعنا. واليوم نصلي عشية ونقوم بتطييب رفاته المقدسة.
أضاف نيافته: أن الانجيل اليوم يحدثنا عن الإيمان. وكان من العادات اليهودية القديمة، أن الناس يرتدون الصندل، وبالتالي كانت الأرجل متسخة، وكان من الترتيبات، غسيل القدمين علي باب البيت، وأن يقبلوا بعضهم بقبلة تحية السلام، ثم يدهن الرأس بزيت “العطر”، وكانت هذه الترتيبات الثلاثة من تراتيب الترحيب بالضيوف في أي بيت يهودي غني أو فقير.
وكان سمعان الفريسي قد دعا رب المجد المسيح يسوع في بيته. وكانت هناك سيدة صيتها وسمعتها أنها خاطئة، دخلت بيت سمعان، وقامت بمنتهي الاحترام والتقوي والهدوء وانكسار القلب بعمل الترتيبات الثلاثة للترحيب بالسيد المسيح، علما بأن سمعان لم يقم بهذه الترتيبات.
وسمعان الفريسي عندما رأي هذا المرأة، تساءل: كيف دخلت البيت؟ ولكن السيد المسيح علم ما يدور بخاطره، قال له أنك يا سمعان لم تقم بأي من هذه الترتيبات الثلاثة للترحيب بي. وقال للمرأة “إيمانك قد خلصك”. ولكن السيد المسيح لم يتجاهل سمعان الفريسي، بل اهتم أن يفهمه، معطيا مثل أنه كان هناك مديونان واحد مديون بمئة دينا والثاني مديون بخمسمائة دينار، وقام الدائن بمسامحة كل منهما ولم يطلب منهما الدين، فأيهما يحبه أكثر؟ فقال سمعان الفريسي: من سامحه في الدين الأكبر.
أوضح نيافته: أن المرأة جاءت وهي تعلم أنها خاطئة، ولأن المسيح يسوع، هو الله الديان العادل، والمرأة جاءن بمنتهي الحب، هنا تبرز رسالة السيد المسيح لنا أن كل من وقع في الخطية وعليه دين، عليه أن يأتي إلي المسيح يسوع، المخلص، حيث جاءت بشارة السماء، وأن السيد المسيح جاء ليخلصنا، ويأخذ جسدنا وطبيعتنا، ليعطينا جسده وطبيعته، بمعني أخذ خطيتنا وجسدنا وطبيعتنا الخاطئة والفاسدة والساقطة في الموت، ليعطينا طبيعته غير الفاسدة، طبيعة ابنه الوحيد، الذي نتحد في جسده ودمه في سر الافخاريستيا. يا أحبائي علي كل واحد منا أن يسأل نفسه: هل أؤمن بالمسيح إلهنا، أنه يعيش معنا ومتحد معنا؟ ولا يجب أن يقل أو يضعف إيمان أي شخص منا، داخل قلبه أو في بيته، ومهم أن نسأل أنفسنا دائما: هل تؤمن بابن الله الديان العادل الذي يغفر الخطايا؟
= يا قليلي الإيمان لماذا شككت؟ كيف نكون شهداء للمسيح يسوع؟
أكد أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أنه من المهم أن نقول: أؤمن، ولكن أعن ضعف إيماني، يا ربي إيماني ربما يكون نظري، ولا يجب أن تهتم بالمشاكل أو الاضطرابات، لأن المسيح يقول لهذه النوعية من البشر: يا قليلي الإيمان، لماذا شككت، لذا مهم علي كل واحد فينا أن يراجع إيمانه. ونقول في الصلاة “آمنت لذلك تكلمت”. وقداسة البابا كيرلس السادس كانت دائما يرد علي كل من يطلب من قداسته طلبة “قضيت يا ابني” لأنه مهم أن نظهر إيماننا بأن المسيح يسوع ربي ومخلصي. إذ أن كل ما تطلبونه باسمي في الصلاة يعطيكم لكم، ولكنكم أحيانا تطلبون طلبات لا تليق بأبناء وبنات الله، لأنها طلبات عبيد تتعلق بالأمور المادية السلطة والوظيفة والمال والمكانة وغيرها. ولذا قال لنا “لا أعود أسميكم عبيدا، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي”. الله يشرق شمسه علي الأبرار والأشرار، لذا اطلبوا طلبات تليق بأبناء وبنات الله، “أن تطلبوا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم”.
كما أننا في لحن ابهورو نقول أن عمانوئيل في وسطنا الآن، وكل آن، في أوقات التجارب والامتحانات والأوقات الصعبة تقول آمنت يا رب. والقديس أبي سيفين مرقوريوس قال آمنت بالمسيح يسوع، وكنت مؤمنا وعايش معه. استيقظا يا أحبائي وقول ومجدوا الله وآمنوا به مثل القديس أبي سيفين، الذي نلقبه في تمجيد شفيع العذارى، والمقصود هنا “ليست الفتيات العذريات”، ولكن المقصود هنا “لنفوس العذراء”. ربنا يديكم النعمة والقوة والبركة لتتمتعوا بإيمان هذا المخلص المسيح يسوع، لتكونوا شهداء له