القى قداسة البابا تواضروس عظة في إجتماع حفل مبنى مدارس الأحد بكنيسة الشهيد مار مرقس الرسول بـ”ناتيك ماساتشوستس”، قال فيها:
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين.
المزمور رقم 128 “1طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي ٱلرَّبَّ، وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ. 2لِأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ، طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ. 3ٱمْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ ٱلزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ. 4هَكَذَا يُبَارَكُ ٱلرَّجُلُ ٱلْمُتَّقِي ٱلرَّبَّ. 5يُبَارِكُكَ ٱلرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، وَتُبْصِرُ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ، 6وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ. سَلَامٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. نعمة الله الأب تكون مع جميعنا أمين.
طبعًا كما تعلموا أن عيد النيروز هو بداية السنة القبطية الجديدة بدأ يوم الثلاثاء الماضى ونحن فى سنة 1735 ش فهى سنة الشهداء، وكما تعلموا ان الكنيسة القبطية أكثر مايميزها هي محبتها للقديسين وكلنا بنحب القديسين ونحتقل بالأعياد السيدية مثل عيد الميلاد وعيد القيامة وبنحتفل بتلك الأعياد الكبيرة وعيد العذراء وعيد الرسل. ونحن شعب بيحب القديسين ومحبتنا للقديسين على أختلاف انواعهم فنحن نحب القديس موسى الأسود من الشهداء الذين تابوا ونحب القديس الأنبا بيشوى وهو من النساك ونحب القديس ابانوب النهيسي وهو طفل صغير، وبنحب القديسة مارينا الشهيدة والراهبة نحب كل نوعيات القديسين ومارمرقس كاروز بلادنا مصر ونحب القديسين على أختلاف اسمائهم وأنواعم وبنسمى أولادنا وبناتنا على أسمائهم.
ويأتي سؤال مهم ماهو سر القداسة؟
وماهو سر سعادة القدسين؟
والسؤال الثالث ماهو سر نجاح القديسين؟
وسأحدثك عن السر الذي يربط بين القداسة والسعادة والنجاح، كل القديسين الذين نحبهم كانوا سعداء ولا نجد قديس كان زعلان أو مهموم او متضايق وكل القديسين كانوا ناجحين في حياتهم مهما كان شكلها وكانت صورتها للنجاح وأرجوك ضع هؤلاء الثلاثة مع بعض (القداسة والسعادة والنجاح) وما هو سر السعادة وسر القداسة وسر النجاح؟
ونحن في بداية سنة قبطية جديدة يهمنا كثيرًا أن نعرف حياة القديسين كانت كيف؟ نحن أمتداد لهم ولأننا فى بداية سنة قبطية جديدة الكتاب المقدس بيقدم لنا برنامج عمل لنكتشف به سر السعادة وسر القداسة وسر النجاح وكل القديسين الذين نحتفل بهم كانوا سعداء وناجحين.
وبرنامج العمل هشرحه أمامك فى خمسة نقاط ممكن أن تتعلمهم وتضعهم امامك واحنا فى بداية السنة القبطية الجديدة ودائمًا رقم خمسة يذكرنا بأصابع اليد الخمس وكلمة خمسة في أصلها القديم تعني القوة والأيد تعبر عن القوة وهذا البرنامج بيقدمل لنا الحياة القوية.
+ العنصر الأول: حضور المسيح والفرح بالمسيح
هذه القوة التى كانت عن القديسين انهم كانوا دائمًا فرحانين بالمسيح الانسان اللى فرحان بوجود المسيح فى قلبه وفرحان بمعرفته للمسيح وهذه المعرفة وهذا الفرح فى داخله وأمنا العذراء قالت عبارة جميلة “أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل، يا ابني والهي”، العالم كله بيفرح بخلاص المسيح واول حاجه بنلاحظها فى حياة القديسين انهم كانوا دائمًا فرحانين يبقى فى طريقه للأستشهاد لكنه فرحان جدًا وهذا الكلام ليس لأفراد ولكن للعائلات والكبار والصغار، ونسمع أيضًا عن القديسة رفقة وهى وأولادها لما دعى للاستشهاد كانوا في قمة السعادة لأن المسيح كان حاضر داخلهم أول شئ في حياة كل الذين عاشوا في القداسة انهم كانوا فرحين جدًا وداود النبي قال “جعلت الرب أمامي في كل حين” الصورة الجميلة تبدأ بفرح الانسان بتجسده بصليبه بقيامته بمعجزاته بأمثاله وتعاليمه وياترى لما تقرأ عن حياة المسيح هل تفرح بحضور المسيح أجعل مسيحك دائمًا أمامك حاضر هو الذي يملأ عينيك وقلبك وحياتك وبيتك وخدمتك والانسان الشاطر يجعل المسيح أمامه في كل وقت، ايام القديس دانيال النبى القوه في جب الأسود ولكن دانيال بمنتهى الثقة قال ياجلالة الملك الهي ارسل ملاكه وسد افواه الاسود والآية اتعكست الأسود التي خافت من دانيال، فرحك بالمسيح يجعلك لا تخاف ويجعلك دائمًا واثق وانت في عملك او خدمتك فرحان ويابخت البيت الي يجعل المسيح حاضر دائمًا داخل البيت وان حضر المسيح حضر الفرح على الدوام وهذا أول عنصر في سر القداسة والسعادة والنجاح.
+ العنصر الثانى : كانوا كاملين بالكنيسة
ان الكنيسة التي قال عليها المسيح “ان على هذه الصخرة أبنى كنيستي” وكنيستى بصيغة المليكة ونسمى الكنيسة عروس المسيح ووجود الأنسان الذى يقدر أن يعيش داخل الكنيسة يقدر أن يتلامس الفرح ويشبع داخل الكنيسة ، والكنيسة ليست مجرد مبنى او مؤسسة إجتماعية بل الكنيسة تكمل الأنسان وتبنى الروح والفكر والمشاعر والاحساس والوجدان بكل عمل الخلاص الذي صنعه المسيح عندما تقف تصلى داخل الكنيسة وتفتح الأجبية وتصلى كل هذا يبنيك من الداخل وانت جسد وروح ونفس وعقل ويصنع كل هذا الكيان داخل الكنيسة من أجل هذا نسمى الكنيسة صانعة القديسين هي التي تعمل القديسين وكنيستنا الرائعة الطفل وهو عمره أيام يبدأ ابونا يصلي صلاة الحميم وبعدها سر المعمودية ثم سر الميرون ثم سر الأفخارستيا ثم يدخل مدارس الأحد ويتعلم ويكبر شوية بشوية والكنيسة كعمل إلهي فيها ثلاثة أبعاد مهمين فيها مدارس الأحد التي تنتج شمامسة وبنات فى فرق الكورال ويبقوا بنات صغيرين وكبار ويطلعوا فى فرق الترانيم والتسبيح زى ماشوفنا، ثم المعاهد والكليات الأكليركية التي تخرج الأباء الكهنة وكنيستنا بقى فيها الأقسام المسائية التي يكون فيها رجال ونساء ويطلع منها الأباء الكهنة اللى عندهم خبرة روحية ويطلع أيضا من الأكليركية شباب وشابات يخدموا بداخل الكنيسة، وفيها الأديرة اللى بتخرج رهبان وبنختار منهم اباء أساقفة يخدموا فى مواضع كثيرة.
الكنيسة مؤسسة روحية متكاملة وكل القديسن الذين نحتفل بهم باستمرار كانت لهم علاقة وطيدة بالكنيسة وكنيستنا من 5 سنين اعترفت بقداسة البابا كيرلس السادس كواحد من القديسين المعاصرين أعترفت بقداسة الأرشيدياكون حبيب جرجس وهو واحد كان شماس خادم فى الحياة ولسة في المستقبل سنعترف بقديسين أخرون وهذه مجرد نماذج نضعها أمامنا للطريق والكنيسة تشكل البعد الروحي في حياة الانسان.
+ العنصر الثالث: حياتهم الكاملة فى الكلمة المقدسة
كانواهؤلاء القديسين على علاقة قويه جدًا بالكتاب المقدس وكان الكتاب امامهم باستمرار هو سبب التعزية الأولى والاخيرة وخدوا بالكم من آية (في 1: 27): فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ” وركزوا في كلمة فقط، سر القداسة في خلال ارتباطك بالكتاب المقدس انجيلك حاضر في حياتك زمان كانوا يفتحوا الانجيل ويضعوا على الراية أى حامل الأنجيل ويقعد يقرأ باستمرار وكانت فترات الأصوام يقرئوا فيها اسفار كاملة ياترى بتقرأ باستمرار، وياترى بتشعر أن الانجيل فيه رسالة خاصة لأجلك ؟ ؟ ولا هو كلام ربنا وخلاص، ياترى بتفرح بالإنجيل وتحفظ منه وتستخدمه آية (مت 4: 4): فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ».
علشان كدة الكتاب المقدس المفتوح في البيت دائمًا يخلى بيوتنا مفتوحة وتعيش فى الأنجيل وتأخذ منه وتستخدمه وكل القديسين اللى بنحبهم كانوا قديسين علشان عاشوا فى الأنجيل وكانوا سعداء لأنهم عاشوا فى الأنجيل “افرحوا فى الرب كل حين “.
افرحوا من خلال الأنجيل وكل المدائح متّاخذه من الكتاب المقدس سر القداسة وفي كلمة الانجيل اللى بتاخذ منها كل يوم وفي مرة من المرات جه التلميذ لمعلمه. وقال له انا عايزاك تشرحلي المزامير علشان اكون فاهمها قال له يلا نبدأ المزمور الاول بيقول “طوبى للرجل الذي لم يسلك في …..” وبعد ما شرحها له قال له كفاية كده النهاردة ومشى التلميذوفضل المعلم منتظر تلمذه تانى يوم ثم تانى اسبوع وبعد ستة أشهر رجع له وقال له انا جاى أخذ الحصة الثانية يعنى حصة كل ستة أشهر قال مانت عطتني الحصة الأول وطبقتها وصارت جزء من كياني وجاي اخذ الحصة الثانية، كلمة الله جزء من الأنسان وكلمة الله حيه وفعالة وفي رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4: 12) لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.
+ العنصر الرابع : كل القديسين “اهتموا اهتمامًا واحدًا ” الوحدانية
كل القديسين اهتموا اهتمامًا واحدًا بأن يعيشوا فى الوحدانية وأكثر خطية تجعل الله حزين من الانسان هي خطية الأنقسام حتى بولس الرسول لما لقاهم من اهل كورنثوس بدئوا يختلفوا يقولهم “هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ ” كل القديسين اللى بنحهم عاشوا تلك الوصية ودائمًا يحرصوا على الوحدانية وعلى مستوى الأسرة البيت بيتأثر بأي انقسامات او انشقاقات وحتى لو في اثنان اصدقاء واحد يقول كلمة يزعل صديقه هل قبل ماتتكلم تسأل نفسك هل تحافظ على الوحدانية وممكن لما نجتمع نختلف لكن هل بنتخانق ولا نفهم بعض ولا نعطي وقت اكثر لفهم وتحليل الموضوع ولا بضع نفسى مكان الطرف الثانى كل واحد له وجهه نظر انتم عارفين قاعدة رقم سبعة ورقم ثمانية كل واحد بيشوف من وجهه نظره ومكانة ويعتقد ان هذا الصح، وممكن فى نفس الموقف يحتمل الخطأ أو الصح اهتموا اهتمامًا واحدًا والمركب اللى لها ريسين تغرق الأنسان الشاطر هو اللى بيحافظ على الوحدانية وهذه الحكاية في كل بيت وكل خدمة وكل كنيسة وربنا عاطانا صوابع أيدينا مختلفة هحكيلكم حكاية توضح لكم هذا “مرة جه الصباع الأول في الأيد قال انا احسن واحد لان ربنا خلقتني لوحدي بعيد عنكم، ثم الصباع اللى بعده قال انا اهم صباع التعليم وأفضل صباع، ثم الصباع الأوسط قال أنا افضلكم لأني الأطول، ثم الصباع الرابع قال انا الافضل لانى بشيل اي رباط مثل الدبله، وجه الصباع الصغير قال انا احسنكم لأنى متحملكم وشايلكم كلكم.”
مفيش صباع اهم من الثانى ربنا عامل صوابعنا مختلفة، وهكذا نحن متنوعين كل واحد له قدراته وامكانيته للعمل اهتموا اهتمامًا واحدًا، عن الوحدانية اذكر وصية السيد المسيح ليكون الجميع واحدً وكل القديسين كانوا في وحدانية لا يحقروا من بعض كانوا فى اهتمام واحد وعلشان كده لما يكون فى اثنان يعيشوا حالة حب يقال ان الحب ان لا ينظروا لبعضهم ولكن ان ينظروا لهدف واحد الحب يكونوا هدفهم واحد بل الاهتمام الواحد.
+العنصر الخامس: صانع سلام
عيشوا بالسلام والانسان المسيحي وفي وسطنا القديسين دائمًا تلاقيه أنسان يصنع سلام في حياته وقد نجد شخص يسمى ” trouble Maker” اي صانع المشكلات فى اى مكان يعمل مشكلات ويعكر الجو وفي واحد يسمى ” Peacemaker” صانع السلام.
وتاريخ القديسين مليئ بالثمار، احكى لكم قصة جميلة كان في البرية في الحياة الرهبانية راهب قديم ساكن في مكان وجه راهب جديد والأديرة كانت منغير سور وجه راهب جديد قاله خد قلايتى وانا هسكن فى حته تانيه والناس لما بدئت تيجى تزور راحوا للراهب الجديد فبدأ شيطان الغيرة يدخل فى قلب القديم فارسل للراهب الجديد تلميذه يبلغه أن يترك قلايته والتلميذ قاله معلمي ارسلنى لأساأل عنك انت جديد ولو محتاج حاجه ورجع لمعلمه قال له الراهب الجديد بيقول لك أعطنى يومين وهيمشى وبعد يومين أرسل له التلميذ مرة أخرى، قال قول له يمشى والا هطرده بنفسى وراح التلميذ قال له معلمي قلق عليك جدًا هل تحتاج شيئ فشكره الراهب وتكررت الحكاية اكثر من مرة فالراهب القديم قال لتلميذه روح قوله يمشى حالًا والا هاجي أطرده بنفسي فراح التلميذ للراهب الجديد قال له معلمي قلق جدًا عليك لدرجة انه بنفسه جاي يسأل عليك فالراهب الجديد قال ازاى راهب شيخ يجى لغاية عندى فأنا هنزل أستقبله وفى الطريق عطى له مطانية وساعة ماقدم له تلك السجده شعر انه غلط، الانسان الشاطر يكون صانع خير وزي ما بنسمع في مصر يكون محضر خير وهي حكاية في غاية الاهمية فى تلك الايام انتم بتشوفوا العالم فيه صراعات وفيه عنف وتفكك ومتاعب كثيرة لأن لا يوجد من يصنع السلام في واحد مبيعرفش يختار الكلمات التى لا تصنع السلام وفي حياة القديس أبو مقار بعت تلميذه علشان يحضر الكنيسة للصلاة فشاف كاهن للاوثان بيقطع الخشب فقال له “عليك اللعنة ياخادم الشيطان” فطبعًا كاهن الأوثان احتد وضرب التلميذ وبعد شوية جه ابو مقار شاف كاهن الأوثان بيقطع الخشب فقال له “طوباك يارجل النشاط” كلام حلو وصنع سلام ولما سأله ليه بتقولى كده رد ابو مقار وقال له انا شايفك بتقطع الخشب وبتعمل بجد من بداية الصباح فرد وقال له في واحد عدى عليا وقال لي “عليك اللعنة يارجل الشيطان” وكنت هموته وقاله قالي كلام وحش على الصبح.
انتبه نفس الموقف لكن القديس ابو مقار شافه بصورة والتلميذ شافه بصورة أخرى ياترى انت بتشوف الحياة ازاى ايجابية ولا سلبية؟؟؟
الخلاصة يا أخواتي ان أردت ان تعيش فى القداسة والسعادة والنجاح عليك بالبرنامج الذى يعلمه لنا الكتاب
1- إفرح بالمسيح
2- وأكمل بالكنيسة
3- تعزي وعيش بالإنجيل
4- واهتم اهتمام واحدًا بالوحدانية
5- وأخيرًا عش بالسلام في حياتك كل يوم
لو إتبعت هذا البرنامج في بداية سنة جديدة حياتك هتكون فيه سعادة وقداسة على الدوام ربنا يحافظ عليكم ويبارك حياتكم أمين.