
شهدت حرب أكتوبر 1973 تعاونا عربيا كبيرا مع مصر، حيث عملت كافة الدول العربية على توفير الدعم اللازم لمصر خلال الحرب، في واحدة من أبرز مشاهد التكاتف والتكامل العربي.
ويقول الدكتور أحمد المتولي، أستاذ تاريخ عسكري وعضو اتحاد المؤرخين العرب، إن حرب أكتوبر 1973 شاهدة على وصول التعاون العربي إلى أقصى درجة، على مدار تاريخه كله بالكامل، مشيرا إلى ما حدث في أكتوبر 1973 من تعاون عربي لم يسبق له مثيل من قبل ولا بعد ذلك.
ما أشار إلى أن بداية هذا التعاون كانت من مؤتمر الخرطوم في أغسطس 1967، عندما قدمت الدول العربية بالكامل دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا ومعلوماتيا الى دول المواجهة، وقسمت نفسها إلى دول مواجهة ودول معاونة، أو كما نقول في الوقت الحالي دول إسناد.
وأضاف أن العرب في أكتوبر 1973 أثبتوا أن القوة أيضا من الممكن أن تنبع من فوهة برميل البترول، حيث غير العرب في أكتوبر 73 الخريطة الاقتصادية للعالم بالكامل، وتحولت دول الشرق الأوسط والدول العربية إلى دول مؤثرة في السياسة الدولية بالكامل، وكان من نتائج هذا الموضوع صدور بيان كوبنهاجن ثم صدور بيان بروكسل الذي قدم دعما سياسيا للقضية العربية والقضية الفلسطينية بشكل أكثر مما كان تتوقع الدول العربية.
حرب أكتوبر غيرت الخريطة السياسية
وأشار إلى أن حرب أكتوبر غيرت الخريطة السياسية وأعادت توزيع الأوزان السياسية لدول المنطقة مرة أخرى، مضيفا أن نصر أكتوبر هو نصر أسطوري قد تكون كلمة معجزة قليلة لوصفه، وتحولت دول من دول هامشية إلى دول مؤثرة في السياسة العالمية.
وأوضح أن حرب أكتوبر أظهرت تأثير الدول المصدرة للطاقة في العالم لتصبح دولا مؤثرة في السياسة وأصبح لها وزن كبير، وبعد ذلك كان درسا للقوى الكبرى في محاولتها للسيطرة على منابع الطاقة الموجودة في العالم بالكامل.
وشدد على أن العقيدة الإسرائيلية مبنية على التوسع، وتعتبر إسرائيل هي الدولة الوحيدة بالعالم التي ليس لها حدود ثابتة، ولكن حدودها عندما يقف آخر جندي لها، مضيفا أن إسرائيل سياساتها تشبه السياسات النازية والفاشية في التوسع الكبير، وأنها لن تتوقف نهائيا عن التوسع إلا إذا كان هناك قوة تردعها عن ذلك.
وطالب بأهمية وجود مادة علمية تدرس في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية عن حرب أكتوبر، من أجل تربية النشء على أهمية تلك المعركة ومدى التكاتف الشعبي والعربي في مواجهة أي تحديات تواجه المنطقة.