تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى نياحة القديس ماروتا اسقف ميافرقين، وقال السنكسار الكنسي إن في هذا اليوم يحل تذكار نياحة القديس ماروتا أسقف ميافرقين ونقل أعضاء القديسين الذين استشهدوا بها ايام دقلديانوس. وكان ماروتا رجلا عالما فاضلا ولذلك وقع اختبار الملك الكبير ثاؤدسيوس أبو اركاديوس واونوريوس ، لإرساله إلى ملك الفرس لمفاوضته في أمر الهدنة التي كانا يرغبان في توقيعها .
فاكرم سابور الملك وقادته ، واسكنه في قصر ملكي ولما علم ماروتا إن للملك ابنة مجنونة طلب إحضارها إليه وصلي عليها فبرئت وفرح سابور بذلك وزاد في إكرامه فطلب القديس من الملك أجساد القديسين الذي استشهدوا في بلاد فارس يأذن له بذلك فأخذها وبني لها كنيسة ثم حصنا كبيرا حولها . وفيما بعد بنيت مدينة داخل ذلك الحصن دعوها باسمه ماروتا . وبعد إن أتم عمله عاد إلى الملك ثاؤدسيوس وأقام إلى إن تنيح برومية .
كما تحتل الكنيسة ايضا بذكرى نياحة البابا غبريال بابا الاسكندرية السابع و الخمسون، وقال السنكسار ايضا إن في مثل هذا اليوم من سنة 911 م تنيح الاب العظيم القديس غبريال بابا الإسكندرية السابع والخمسون وقد ترهب هذا القديس منذ حداثته وقام بعبادات كثيرة . وكان محبا للانفراد والوحدة . وكان يكثر من البكاء في الصلاة طالبا من الله إن ينجيه من مكائد الشيطان.
ولما تنيح البابا ميخائيل السادس والخمسون وقع الاختيار علي هذا الاب ليكون بطريركا مكانه فرسم سنة 900 م رغما عنه. فاخذ يهتم بشئون الكنيسة ولم تمنعه مهام البطريركية عن عبادته ونسكه، إذ كان يقضي اغلب الأيام في البرية . وإذا جد ما يستدعي قيامه إلى مصر أو الإسكندرية كان يذهب ثم يعود إلي الصوم والسهر والصلاة والتواضع . وكان يستيقظ في الليل ويأخذ مجرفة من حديد ويلبس ثوبا رثا ويمر علي دورات المياه التي بالقلالي فيغسلها وينظفها . وأقام علي هذا الحال عدة سنين حتى نظر الله إلى تواضعه وانسحاق قلبه فرفع عنه الآلام ومنحه نعمة الانتصار علي الخطية والذات . وأقام هذا الاب عابدا ومجاهدا وواعظا إحدى عشر سنة ثم تنيح بسلام.