تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بأحد الإبن الضال وهو ختام ثالث أسابيع الصوم الكبير الذي بدأ يوم 20 فبراير وينتهي يوم 16 أبريل بحلول عيد القيامة المجيد.
وقصة الإبن الضال قصة رمزية ولم تحدث في الحقيقة ولكن رواها السيد المسيح كمثالًا عن محبة الله للخطاة وقبوله لتوبتهم، فقال إن «إنسان كان له ابنان، فقال أصغرهما لأبيه: يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال، فقسم لهما معيشته، وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة، وهناك بذر ماله بعيش مسرف، فلما أنفق كل شيء، حدث جوع شديد في تلك الكورة، فابتدأ يحتاج.
فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة، فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير، وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلم يعطه أحد. فرجع إلى نفسه وقال: كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعًا! أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له: يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا. اجعلني كأحد أجراك. فقام وجاء إلى أبيه. وإذ كان لم يزل بعيدا رآه أبوه، فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله. فقال له الابن: يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا. فقال الأب لعبيده: أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتما في يده، وحذاء في رجليه، وقدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد، فابتدأوا يفرحون.
وكان ابنه الأكبر في الحقل، فلما جاء وقرب من البيت، سمع صوت آلات طرب ورقصًا، فدعا واحدًا من الغلمان وسأله: ما عسى أن يكون هذا؟ فقال له: أخوك جاء فذبح أبوك العجل المسمن، لأنه قبله سالمًا، فغضب ولم يرد أن يدخل، فخرج أبوه يطلب إليه، فأجاب وقال لأبيه: ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك، وجديا لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي. ولكن لما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني، ذبحت له العجل المسمن! فقال له: يا بني أنت معي في كل حين، وكل ما لي فهو لك، ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر، لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد.
وعن أحد الإبن الضال، قال القمص إثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية في كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير إن تركز الكنيسة في هذا الأحد على قصة الابن الضال، لترينا حنان الأب، وخطايا الابن وتوبته، فتلك القصة تكشف لنا عن قلب الأب المحب الشفوق، الذي يشتاق إلى رجوعنا، وترينا الأرض الضيقة حيث الجوع الروحي والظلام وعيشة الغربة عن الله، حيث ارض الخنازير، وثمار الخطية، ونلتفت في هذه القصة إلى التوبة والرجوع والخضوع للآب والتلمذة للوصايا الإلهية والشهادة لعمل نعمة المسيح ومخافة الرب وحياة القداسة حيث فرح التوبة (ينبغي أن نفرح) (وتفرح الملائكة) وحياتنا بلا توبة هي حياة خالية من الفرح.