أعلن مسبار المريخ (TGO) منذ ساعات قليلة عن التقاط صورة غريبة على سطح كوكب المريخ، وظهر في المشهد دائرة تشبه جذع شجرة عملاق، الأمر الذي أثار عاصفة من الدهشة بشأن الحياة على كوكب المريخ الأحمر بعد سنوات طويلة قضاها علماء في الرصد والتحليل.
النهري: بيئة المريخ القديمة كانت تحتوي على الماء
وقال الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بهيئة الأمم المتحدة: «إن بيئة سطح المريخ القديمة كانت تحتوي على الماء وأنها ربما كانت صالحة لعيش البكتيريا»، موضحا أن الأبحاث العلمية بدأت بغرض التعرف على أدلة للحياة في القرن التاسع عشر، وما تزال مستمرة حتى يومنا هذا من خلال التلسكوبات والمسبارات الفضائية المنتشرة فى مدار الكوكب أو على سطحه هناك.
وأكد النهري لـ«الوطن»، أن الصور الملتقطة من المسبار الروسي الأوروبي (TGO) والتي أشير إلى أنها تخص حفرة دائرية غريبة على سطح الكوكب الأحمر، تشبه إلى حد كبير جذع شجرة عملاق والدوائر التي تحدد عمر الشجر متحدة المركز فهي لجذور أشجار، حيث إنه مع توافر مقومات الحياة قديما من مياه وحياة مكروبية، ومع العلم بأن هناك تأكيدا من العلماء بهروب مكوني الماء (الأكسجين والهيدروجين) ووجود ثاني أكسيد الكربون ولو بنسبة كبيرة جدا نتيجة لهروب مكونات الهواء الغازية الأخرى من الغلاف الجوى للمريخ فأني أرجح بأن الصور الملتقطة من جوال كيريوسيتى هي الأشجار تحجرت بفعل الطبيعة وهي تشبه لحد كبير الأشجار المتحجرة المنتشرة في الصحراء الغربية لمصر وبعض الدول في الصحراء الكبرى، وأنه بمقارنة الوضع التشريحي لشجرة المريخ وشجرة حقيقية نستطيع أن نثبت بأن شجرة المريخ هي من الأشجار التي تحجرت منذ ملايين السنين ونستطيع تأكيد وجود حياة قديمة على المريخ، وإن كانت بدائية.
الأبحاث والرحلات عن كوكب المريخ تركز على الدلائل الحيوية في الغلاف الجوي
وأضاف أن الأبحاث والرحلات عن كوكب المريخ ركزت على المياه، والبصمات الحيوية في التربة والصخور على سطح الكوكب، والدلائل الحيوية في الغلاف الجوي والتي تعبِّر بشكل عام إلى مؤشر قابل للقياس لأحد الحالات أو الظروف الحيوية، لافتا إلى مصطلح الدلائل الحيوية يشير إلى مادة يدل وجودها على وجود كائن حي، علاوة على ذلك، عُرِفت أشكال الحياة بالبحث عن مواد كيميائية فريدة كالحامض النووي (DNA) في البيئة المحيطة كدليل على وجود الحياة.
وتابع أنه في 22 نوفمبر 2016 أفادت وكالة ناسا بأنها عثرت على كمية كبيرة من الجليد تحت السطح في منطقة «يوتوبيا بلانيتيا» على كوكب المريخ وتعادل كمية المياه التي عُثر عليها كمية مياه بحيرة سوبيريور وهي أكبر البحيرات الخمس العظمى في أمريكا الشمالية وأكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم من حيث المساحة، وثالث أكبر بحيرة للمياه العذبة من حيث الحجم.
وأكد أنه في يونيو 2018 أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أن الجوالة كوريوستي وجدت دليلا لمركبات عضوية معقدة من صخور طينية «Mudstone» يعود عمرها لحوالي ثلاثة ونصف المليار سنة، حيث تم أخذ العينات من موقعين مختلفين في بحيرة جافة، وعينات الصخور هذه، أظهرت بعد تحليلها حرارياً، بواسطة أداة تحليل عينات كوكب المريخ المتواجدة على عربة كوريوستي الجوالة، مجموعة من الجزيئات العضوية تشمل ثيوفين المحتوي على الكبريت وهو مركب عضوي له الصيغة C4H4S، وهو من المركبات العطرية الحلقية غير المتجانسة ومركبات عطرية مثل البنزين والتولوين ومركبات أليفاتية مثل البروبين والبيوتين، مشيرا إلى أنه وُجد أن تركيز المركبات العضوية أعلى بمائة مرة من القياسات السابقة، ويعتقد المحررين أن تواجد الكبريت قد ساعد في عملية حفظ هذه المركبات، وتشبه نواتج المركبات تلك المأخوذة من تجزئة الكيروجين وهو الخليط العضوي الذي سبق النفط والغاز الطبيعي على الأرض.
وتابع أن مسبار الأمل الإماراتي الذى يحلق في مدار المريخ بحث دراسة أسباب هروب الأكسجين والهيدروجين مكوني جزئ الماء من الغلاف الجوى للمريخ، وهو احتمالية وجود حياة قديمة على المريخ عالية جدا وموثقة بالدلائل والبراهين التي سبق الإشارة إلى بعض منها.