نظم مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري)، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، اجتماع المائدة المستديرة الثاني للمنتدى الإفريقي لوكالات حماية البيئة، الذي عقد في القاهرة على مدار ٣ أيام بمشاركة عدد كبير من قيادات وكالات حماية البيئة بإفريقيا والدبلوماسيين القائمين المعتمدين لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالإضافة إلى مجموعة رفيعة من الخبراء الوطنيين بالقارة الإفريقية.
وجرى إنشاء المنتدى الذي يجمع رؤساء وكالات حماية البيئة في أفريقيا بموجب قرار المجلس الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة (AMCEN) عام 2022 ليقوم على تبادل الخبرات بين دول القارة ونشر أفضل الممارسات، وتعزيز الترابط بين العلوم والسياسات، وحشد الشراكات، ومواجهة التحديات المشتركة في المستويين التقني والسياسي، ودعم تنفيذ الأجندات البيئية الإقليمية والعالمية.
وخلال الجلسة الختامية، جرى التوافق على اختيار المغرب عضوًا في المكتب التنفيذي للمنتدى الإفريقي لوكالات حماية البيئة، والذي يضم خمسة أعضاء منتخبين من مناطق أفريقيا الخمس على أساس التناوب، ولمدة سنتين، وقد حظيت المملكة المغربية بدعم من مصر وتونس وليبيا لتمثيل منطقة شمال أفريقيا وبذلك فقد ضم المكتب التنفيذي للمنتدى دول رواندا، وزامبيا، والنيجر، والجابون، والمغرب.
وأعرب الدكتور أحمد عبد الرحيم، في كلمته، عن امتنانه لمشاركة رؤساء هيئات البيئة بأفريقيا والسادة الدبلوماسيين، مؤكدًا على دعم المركز المستمر لعقود للدول الأفريقية الشقيقة في السعي نحو التنمية المستدامة والتزام المركز بالمزيد من الجهود تجاه تلك الغاية.
التجربة المصرية كنموذج ملهم للقارة الأفريقية
كما أعرب عن شكره للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لدعمها لفعاليات هذا الاجتماع وللدول الإفريقية؛ حيث قدمت التجربة المصرية كنموذج ملهم للقارة الإفريقية يُظهر إمكانية تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية وسلامة البيئية.
وكانت الدكتورة ياسمين فؤاد، قد افتتحت أعمال الاجتماع مؤكدة في كلمتها على الدور المحوري لتكامل العلم والسياسة في دفع عجلة التنمية المستدامة، وأهمية تحويل النتائج العلمية إلى سياسات عملية، كما يتجلى في تحول مصر نحو الطاقة المتجددة وخطة الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية.
ودعت الوزيرة إلى تعزيز التعاون الإقليمي لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات، بهدف الارتقاء بريادة أفريقيا البيئية إلى آفاق جديدة. كما شارك الدكتور علي أبو سنة، رئيس جهاز شؤون البيئة، في فعاليات الاجتماع مستعرضًا التجربة المصرية الرائدة في ملف السياحة البيئية والإنجازات المحرزة في هذا المجال، والتي حظيت بإشادة كافة رؤساء هيئات البيئة المشاركين بالاجتماع.
ترأس الاجتماع السيد فوستين مونيازيكوي، نائب رئيس جهاز إدارة البيئة بدولة رواندا، ممثلًا عن دولته التي استضافت الاجتماع الأول للمنتدى، مشيرًا إلى أن هذا الاجتماع بالقاهرة كان مثمرًا للغاية، وأن المنتدى حقق الأهداف الثلاثة المدرجة في جدول الأعمال وخاصة الهدف الخاص بتحديث خطة العمل لأفريقيا، والتي ستواجه الإجراءات المستقبلية.
كذلك جرت عدة مناقشات خلال الاجتماع حول التلوث البلاستيكي وتعزيز الشراكات بين مختلف الدول الإفريقية في هذا المجال، بالتزامن مع المحادثات التي جرت في كوريا الجنوبية بخصوص الجهود إلى الوصول إلى اتفاق ملزم بشأن التلوث البلاستيكي.