التليجراف البريطانية: أطفال السودان يعانون من المجاعة فى ظل استمرار الحرب
15.02.2025 03:03
اهم اخبار العالم World News
الدستور
التليجراف البريطانية: أطفال السودان يعانون من المجاعة فى ظل استمرار الحرب
Font Size
الدستور

سلّطت صحيفة "التليجراف" البريطانية، الضوء على معاناة الأطفال في السودان، مشيرة إلى أن المجاعة التي اجتاحت البلاد، خاصة في ظل الحرب الأهلية، جعلت الأطفال يعانون من الجوع الشديد في أزمة إنسانية منسية.

مكافحة الجوع فى ظروف قاسية

وأوضحت الصحيفة، في تقريرها، أنه في مدرج ترابي بجبال النوبة السودانية، تكافح النساء في حر الصحراء، ينخلن الرمال بحثًا عن بقايا الحبوب، في مشهد يعكس قسوة الجوع الحقيقي.

وفي وقت سابق، ألقت طائرة نقل عسكرية سابقة، تحلّق على ارتفاع منخفض، مئات الأكياس المليئة بالذرة والفاصوليا والملح، لكن بعضها تمزق عند اصطدامه بالأرض، ما جعل هذه الإسقاطات الجوية بمثابة شريان حياة ضعيف لسكان المنطقة، حيث تم الإعلان رسميًا عن المجاعة.

ورغم ذلك، تظل هذه المساعدات غير كافية لتلبية احتياجات السكان الأصليين، فضلًا عن مئات الآلاف من النازحين الذين لجأوا إلى جبال النوبة هربًا من نيران الحرب الأهلية.

 

مجاعة فى أرض معزولة

وفي السياق ذاته، حصلت صحيفة "التليجراف" على وصول نادر إلى جبال النوبة، وهي منطقة نائية تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال (SPLM-N)، وهي جماعة متمردة محلية، ويعيش في هذه المنطقة الآن حوالي أربعة ملايين شخص، حيث يبدو الجوع واضحًا في كل زاوية.

مونة عبدالله، لاجئة فرت إلى المنطقة بحثًا عن الأمان، تقول: "نقضي اليوم كله ونحن نكنس هذه العصي تحت الشمس"، بينما تجمع بقايا الحبوب، لكن السكان المحليين يحذرون من أن الأسوأ لم يأتِ بعد.

وفي غضون أسبوع، ستتوقف عمليات الإسقاط الجوي، ما سيجعل السكان يعتمدون على الإمدادات القادمة عبر الطرق البرية. ومع حلول شهر مايو، ستؤدي الأمطار الموسمية إلى قطع الطرق الترابية، ما يعزل المنطقة تمامًا عن العالم الخارجي.

حرب مدمرة وأزمة إنسانية غير مسبوقة

ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان حربًا شرسة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع. ومع تدفق الأموال والأسلحة من قوى إقليمية، تصاعد العنف إلى مستويات غير مسبوقة.

وحسب الأمم المتحدة، قُتل حوالي 150.000 شخص، وفر 12 مليونًا من ديارهم، ما جعلها أسوأ أزمة إنسانية في العالم اليوم.

وفي يناير الماضي، اتهمت الولايات المتحدة ميليشيا الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن المجاعة قد تكون أشد فتكًا، حيث يوجد حوالي 638.000 شخص في خطر وشيك من الموت جوعًا.

أطفال على حافة الموت

في مناطق النوبة، تتجلى مشاهد سوء التغذية الحاد، ويظهر الأطفال كأكثر الفئات تضررًا.

وفي أحد المراكز الطبية غرب المنطقة، يرقد صلاح، البالغ من العمر عامين، بلا حراك تقريبًا. تبرز عظام وجنتيه وضلوعه بشكل حاد، بينما يتدلى جلده على أطرافه النحيلة.

ويشتبه الأطباء في أنه مصاب بمرض السل (TB)، وهو مرض يصبح أكثر فتكًا عندما يكون الجسم ضعيفًا بسبب سوء التغذية.

ويقول الدكتور الأمين عثمان، مدير مستشفى تجور في مقاطعة دلامي: "معظم الأطفال الذين نراهم يعانون من سوء تغذية حاد. غالبًا ما يأتون في مراحل متأخرة، مصابين بالإسهال والقيء، لكن لا يوجد الكثير من المساعدات المتخصصة هنا".

في مخيم حجر الجواد، أحد أكثر المناطق تضررًا في غرب جبال النوبة، يعيش حوالي 2.800 شخص في أكواخ من القش تُعرف باسم "التكول"، والتي بالكاد توفر أي حماية من شمس الصحراء الحارقة.

ويؤكد التقرير أن أكثر سكان المخيم هم نساء وأطفال، حيث قُتل العديد من الرجال، بعد أن استهدفتهم القوات المتحاربة عمدًا لإضعاف الجماعات المتمردة المحلية.

 

ووسط هذه الظروف القاسية، ترددت تقارير عن وفيات بين الأطفال الصغار بسبب تناولهم أعشابًا سامة عن طريق الخطأ لمحاولة إسكات جوعهم.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.