مع تصاعد التوترات بشأن الصراع المحتمل مع حزب الله، تشهد إسرائيل زيادة كبيرة في مبيعات مولدات المنازل. أعلنت شركة من أكبر سلسلة سلع استهلاكية كهربائية بالتجزئة في البلاد، عن ارتفاع بنسبة 108٪ في مبيعات المولدات يوم الجمعة، خاصة في حيفا والمدن الشمالية.
وفقا لتقرير نشرته القناة 12 العبرية، تأتي هذه الزيادة في أعقاب تصريحات مثيرة للقلق أدلى بها مسؤول كهرباء إسرائيلي حول تعرض البلاد لانقطاع التيار الكهربائي في حالة نشوب حرب واسعة النطاق.
تصريحات مثيرة للقلق تثير الذعر
أصدر شاؤول جولدشتاين، الرئيس التنفيذي لشركة NOGA (مشغل النظام المستقل في إسرائيل)، تحذيرًا صارخًا بشأن استعداد إسرائيل لأي اضطرابات محتملة. وقال جولدشتاين، بحسب معهد دراسات الأمن القومي (INSS): “نحن في وضع سيئ ولسنا مستعدين لحرب حقيقية”. وأدت تصريحاته إلى قلق واسع النطاق بين الجمهور الإسرائيلي، مما أدى إلى ارتفاع كبير في الطلب على المولدات المنزلية ومحطات الطاقة.
زيادة في عمليات البحث عبر الإنترنت
كشفت بيانات مؤشرات جوجل عن زيادة بنسبة 140% في عمليات البحث عن "مولد المنزل الموصى به" خلال الأسبوع الماضي. وفي الـ 24 ساعة التي أعقبت تصريحات جولدشتاين، ارتفعت عمليات البحث عن "مولد كهربائي للمنزل" بنسبة 250%. وسرعان ما تُرجم هذا الاتجاه الرقمي إلى مبيعات فعلية، حيث سجلت الشركة زيادة بنسبة 15% في مبيعات المولدات ومحطات الطاقة مقارنة بمتوسطها اليومي خلال الشهر الماضي.
ارتفاع الطلب الإقليمي
يتجلى الارتفاع في الطلب بشكل خاص في شمال إسرائيل. وتتصدر حيفا بنسبة 36% من المشتريات الأخيرة، تليها مناطق الشمال الأخرى بنسبة 23%، ومنطقة الكريوت بنسبة 10%. وتنتشر نسبة 4٪ المتبقية من المبيعات في أجزاء أخرى من البلاد.
أدى اتجاه الشراء هذا إلى استنفاد المخزون بسرعة، حيث أفاد شركة ماتشساني هاشمل أن 80% من مخزونهم - حوالي 1000 مولد و2500 محطة كهرباء - قد تم بيعه بالفعل. ويتوقعون أن المخزون المتبقي سوف يختفي في غضون أيام، مع عدم توقع وجود مخزون جديد حتى سبتمبر.
أصداء الذعر الماضي
يعكس الوضع الحالي ارتفاعاً مماثلاً في شهر مارس بعد خطاب ألقاه زعيم حزب الله حسن نصر الله. في ذلك الوقت، باعت الشركة حوالي 850 وحدة على مدى ثلاثة أيام. وعلى الرغم من نصيحة المدير العام لوزارة البيئة، غي ساميت، بعدم شراء المولدات بسبب النقص المحتمل في الوقود أثناء النزاع، إلا أن خوف الجمهور دفعهم نحو تأمين مصادر طاقة احتياطية.
استمرار ارتفاع الطلب
أفادت شركة مستوردة لمنتجات إلى إسرائيل، عن "موجة ثانية" من الطلب المرتفع على محطات الطاقة المنزلية منذ بدء الصراع الأخير. ويعزو إيفي أهاروني، الرئيس التنفيذي لمجموعة هاميلتون، ذلك إلى "الخوف الحقيقي والأعظم من الحرب وانقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة".
تحديات الحكومة وقطاع الطاقة
بينما يسارع الإسرائيليون إلى تأمين مصادر طاقة احتياطية، تثار أسئلة حول قدرة البلاد على تعزيز شبكتها الكهربائية ضد التهديدات المحتملة. تعكس الزيادة الكبيرة في مبيعات المولدات حاجة الجمهور الملحة إلى طاقة موثوقة وسط مخاوف من انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة، مما يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى تدابير شاملة لأمن الطاقة.