استدعت وزارة الخارجية الهولندية سفير إسرائيل لدى هولندا، مودي إفرايم، للرد على الاتهامات الخطيرة بالتجسس ضد المحكمة الجنائية الدولية من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
وفقا للجارديان، يأتي هذا التطور في أعقاب تحقيق أجرته صحيفة الجارديان، ومجلة +972، والموقع الناطق باللغة العبرية Local Call، والذي كشف عن حملة مراقبة سرية استمرت تسع سنوات تهدف إلى تقويض وترهيب مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
مزاعم التجسس
كشف التحقيق أن وكالات المخابرات الإسرائيلية كانت تجري عمليات سرية للتأثير على المحكمة الجنائية الدولية وترهيبها.
دفع هذا العديد من النواب الهولنديين إلى إثارة أسئلة في البرلمان، سعياً للحصول على توضيح بشأن وعي الحكومة الهولندية واستجابتها لهذه الاكتشافات. وأكدت وزارة الخارجية الهولندية اللقاء مع السفير إفرايم، مشيرة إلى أنه تم التعبير عن المخاوف بشأن هذه المزاعم خلال المحادثة. ومع ذلك، تظل تفاصيل المناقشة سرية.
الحفاظ على السرية الدبلوماسية
رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية الكشف عن تفاصيل محددة عن الاجتماع بحجة السرية الدبلوماسية. ولم يصدر عن السفارة الإسرائيلية في هولندا أي تعليق بخصوص الأمر.
التزام هولندا تجاه المحكمة الجنائية الدولية
باعتبارها الدولة المضيفة للمحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، فإن هولندا ملزمة بضمان سلامة وأمن موظفي المحكمة الجنائية الدولية وحماية المحكمة من أي شكل من أشكال التدخل.
في وقت سابق من هذا الشهر، تعهدت هولندا، إلى جانب 93 دولة عضو أخرى، بالدفاع عن المحكمة الجنائية الدولية ضد الضغوط والتدخلات السياسية، مؤكدة دعمها للمحكمة ورئيس الادعاء فيها كريم خان.
سياق الإجراءات الأخيرة للمحكمة الجنائية الدولية
قدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، مؤخرًا طلبات لإصدار أوامر اعتقال ضد قادة من حماس وإسرائيل، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتعلق بهجمات 7 أكتوبر والهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة. وتخضع هذه الطلبات حاليًا للمراجعة من قبل إحدى الدوائر التمهيدية بالمحكمة الجنائية الدولية.
الرد السياسي ودعوات الشفافية
في ضوء نتائج التحقيق، طالب النواب الهولنديون، بما في ذلك كاتي بيري من تحالف حزب العمال الأخضر، بإجراء تحقيق شامل حول ما إذا كانت السفارة الإسرائيلية متورطة في الأنشطة السرية.
شدد بيري على مسؤولية هولندا الخاصة في ضمان قدرة المحكمة الجنائية الدولية على العمل بشكل مستقل ودون تخويف. وانتقدت افتقار الحكومة إلى الشفافية، ودعت إلى دعم شعبي أعلى من جانب المسؤولين الهولنديين للمحكمة الجنائية الدولية وموظفيها.
موقف الحكومة
ردا على استفسارات النواب، أكدت وزارة الخارجية الهولندية معارضتها لأي شكل من أشكال التهديد أو التخويف ضد المحكمة الجنائية الدولية، وأكدت أنها تحافظ على اتصالات منتظمة مع المحكمة لمعالجة المخاوف الأمنية المختلفة.