آخرهم «عاوز طفل يارب».. هل يقرأ الله خطابات المناجاة؟
23.08.2021 12:33
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
آخرهم «عاوز طفل يارب».. هل يقرأ الله خطابات المناجاة؟
حجم الخط
الدستور

تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، صورة لرجل يحمل لافتة على أحد أسوار دير السيدة العذراء الشهير بدير درنكة بأسيوط، مكتوب عليها “عاوز طفل يارب”.

من هو صاحب الصورة

أسامة فايز، مواطن قبطي، من محافظة الإسكندرية، وُلد في الأول من مايو عام 1979، انطلق مع زوجته هويدا نعيم في رحلة إلى الصعيد المصري، حيث زار معالم الكنيسة القبطية في عدة محافظات أبرزها سوهاج والمنيا وأسيوط، ليأتي المشهد الذي جذب أنظار العالم أجمع.

صورة الحساب الشخصي لأسامة

ليست المرة الأولى

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تشهد فيها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موقفًا كهذا، فقد حدث الأمر مرات عدة، إلا أن السوشيال ميديا ساعدت في انتشار الأمر مؤخرًا.

واقعة مماثلة لها، خلدها الجزء الثاني من فيلم “فخر الرهبنة”، والذي جسد السيرة الذاتية لحياة “تماف ايريني أبو سيفين”، رئيس ديري أبي سيفين بمصر القديمة وسيدي كرير الراحلة، حيث قامت إحدى السيدات برفع لافتة كتبت عليها “أنا عاوزة بيبي يا تماف”، وما إن رأتها الأم إيريني رئيسة الدير طمئنتها وقالت لها: ”بإذن ربنا .. ربنا هيديكي”.

صورة من الفيلم

واستجاب الله لطلبتها في العام التالي، قامت السيدة نفسها برفع نجلها حديث الولادة في نفس المكان الذي رفعت فيه اللافتة، إعلانًا لشكر الله الذي استجاب بصلوات الأم إيريني.

صورة من الفيلم

مصر جميلة...

الطبيب المُسلم يتضامن مع شقيقه في الوطن

تعاطف الشعب المصري المُحب والمحبوب مع موقف أسامة بشكل كبير، إلا أن أبرز ردود الأفعال جاءت من الطبيب المصري المُسلم إسلام سعيد الذي أعلن تبرعه بعمل اللازم مع الحالة مجانًا في مركز زينة الحياة للحقن المجهري في أسيوط.

خطابات أخرى تُرسل إلى الله

ليست لافتة أسامة، هي الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها الأقباط في توصيل طلباتهم إلى الله الذي قال هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ، وقال أيضًا "«اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ." (مت 7: 7)، وهذا بالإضافة إلى قوله  كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ.... وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ.

من هنا كانت وسيلة كتابة اللافتات هي المنفذ أمام المتوسلين إلى الله، والطالبين منه أمورًا حياتية معلنة تتعلق بالرزق والأطفال والشفاء، أو غير ذلك، وفي الكنائس الأثرية والأديرة يحضر المصلون الأوراق ويكتبون عليها طلباتهم، وتُطبق بعناية شديدة وتوضع على مذابح الكنائس المتواجدة داخل الهياكل الكامنة في شرقية كل كنيسة، أو في رفات القديسين ومزاراتهم، لتُحرق فيما بعد، لأن قدسيتها من قدسية الصلاة.

ولم يسهو الأقباط عن وسيلة جديدة للتواصل مع الله، والإعلان عن أمانيهم، وهي السوشيال ميديا فكثيرًا ما يلجأ المسيحيون للصلاة عبر السوشيال ميديا، وإعلان طلباتهم من الله عليها.

أسامة فايز صاحب اللافتة نفسه، بتاريخ 10 أغسطس من العام الجاري، كان قد أعلن عن طلبته لله عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث قام بنشر مُعجزة لأحد الذين رزقهم الله بنسل بعد فترة من عدم الإنجاب ليعلق على القصة قائلا: ”أنا منتظر يارب”.

هل يقرأ الله خطابات الأقباط؟

على الصعيد النفسي، تحدث إلى «الدستور» ماهر  يواقيم، الحاصل على دبلومة الإرشاد النفسي والأسري، من معهد الرعاية والتربية الكنسية، وأشار إلى أن الأقباط يؤمنون أن الله في كل مكان، ويوجد حتى في قلبهم استنادًا على النص الكتابي «وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ». (لو 17: 21).

وأوضح أن إيمانهم ذلك، دفعهم لمخاطبته في كل لحظة وكل شئ وهم يؤمنون أنه يستمع ويستجيب في المواعيد التي حددتها مشيئته الصالحة، مستبعدًا أن يكون ذلك بغرض العرض أو الشو، مُعللًا استبعاده ذلك بأن المتألمين والمغامرين بكشف طلباتهم من الله على الملأ، تكون آلامهم أكبر من أي رغبة أخرى، فهم الآن يسعون لتحقيق رغبة واحدة فقط وهي التي يطلبونها من الله، مؤكدًا أن اشتياقات قلوبهم تتحكم فيهم وفي ردود أفعال وتُعلن وتُكشف من كثرة الرغبة بها، لذا طلب الله ان يكون ”الملكوت” هو الاشتياق الأول والأكثر إلحاحا في قلوب المؤمنين بقوله ”لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ”. (مت 6: 33).

وعلى الصعيد الروحاني والكنسي، قال الايبدياكون الإكليريكي حنا عطاالله، إن الكنيسة لا تمانع من تواصل الأقباط مع الله بأي شكل وأي وسيلة، ولا يوجد من يدعي أن هذه الطلبات مرفوضة أمام الله، أو أنه “تعالى” لا يقرأ خطاباتهم وأوراقهم ولافتاتهم ومنشوراتهم الإلكترونية، إلا أن الثابت والمعيار الكتابي الذي يمكن الاحتكام له كبشر هو قول المسيح نفسه ”وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” (مت 6: 6).

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.