قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن فوز الرئيس دونالد ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، أثارمخاوف من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية.
سياسات ترامب الخارجية
وقالت "الجارديان" إن الرئيس الأمريكي المنتخب يريد إنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط للتركيز على الصين، ولكنه غير واضح بشأن كيفية عمل هذا الأمر.
وتابعت: "في الفترة الأولى لترامب، اعترف ريتشارد مور، المدير السياسي لوزارة الخارجية البريطانية آنذاك ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني الآن، بأن نصف الدبلوماسيين البريطانيين كانوا يستيقظون كل صباح وهم يخشون ما قد يقرؤونه على تويتر من ترامب".
وأوضحت الصحيفة أن عدم القدرة على التنبؤ بتقلبات ترامب، وإيمانه بكاريزمته الغريبة، جعل من الصعب على الدبلوماسيين العمل، وكثيرًا ما كان الأمر يتطلب مشاورات محمومة مع كبار مساعدي ترامب، بمن في ذلك البعض في البنتاجون، قبل أن يتم التوصل إلى خطة، مثل الانسحاب المبكر لـ2500 جندي أمريكي من أفغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه الآن، ورغم كل التهاني الشكلية، عاد ذلك الشعور بالتشاؤم، ورغم أن 4% فقط من الناخبين الأمريكيين قالوا إن السياسة الخارجية كانت القضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم في الانتخابات، لكن مواطني الدول الأخرى اهتموا بشكل أكبر بسياسة ترامب الخارجية.
حروب جديدة فى عهد ترامب
وقالت "الجارديان" إن هذا ليس مفاجئا على الإطلاق، لأن ترامب يمثل بوتقة من المواد القابلة للاشتعال في عالم متفجر بالفعل، فهناك حربان مستعرتان، إحداهما الآن تضم قوات من كوريا الشمالية تقاتل إلى جانب روسيا، والأخرى لا تزال قادرة على تحريض إيران ضد إسرائيل. وتلوح حرب ثالثة مع الصين في الأفق، وفي نظر مفكري السياسة الخارجية الجمهوريين، فإن هذا يعني حربين إضافيتين على الأقل.
ومع ذلك، وعلى نحو غير عادي، لم تترك حملة ترامب سوى القليل من الأدلة حول الكيفية التي قد يدير بها السياسة الخارجية، وكثيرا ما كانت المقترحات التي أشار إليها مجرد عناوين رئيسية، مثل إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، وترحيل 10 ملايين مهاجر.
وبعيدا عن ذلك، هناك نية واسعة النطاق لجعل التعريفات الجمركية بقدر العقوبات جزءا مركزيا من ترسانة السياسة الخارجية الأمريكية، من الصعب أن نزعم أن هذا كان بمثابة خطة عمل جادة.
سياسة خارجية جديدة
وأوضحت "الجارديان" أن بعض الخبراء يميلون لأن ترامب سوف يتجه لسياسة خارجية جديدة.
وقالت نادية شادلو، زميلة بارزة في معهد هدسون للأبحاث في واشنطن: "سوف يدخل ترامب ساحة جيوسياسية أكثر خطورة من تلك التي تركها قبل أربع سنوات. إن مجرد استئناف السياسة الخارجية لولايته الأولى لن يكون كافيا للتنقل في بيئة معقدة حيث يتسلح منافسو الولايات المتحدة بوتيرة سريعة، وفي حالة روسيا وإيران، ينخرطان في حروب إقليمية. لم يعد هذا مجرد منافسة؛ يمكن أن تكون صراعات اليوم مقدمة لحرب أوسع نطاقا".
وتابعت شادلو: "سوف تحتاج الولايات المتحدة إلى تبني استراتيجية التفوق، وهو مفهوم عسكري يشير إلى الجمع بين القدرات على نطاق كافٍ لضمان انتصارات غير متوازنة على العدو في القتال. لتحقيق التفوق، يجب أن تكون القوات الأمريكية قادرة على اغتنام المبادرة والحفاظ على حريتها في العمل وإيجاد طرق للحد من خصوم البلاد إلى تدابير رد الفعل".