
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، بذكرى نياحة القديسة إيريني.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة إيريني، وكانت ابنة ملك وثني يدعي ليكينيو، وكانت فريدة في جمالها الطبيعي ولمحبة والدها لها بنى لها قصرًا حصينًا وجعل معها 13 جارية لخدمتها، والسهر علي حراستها حفظًا لها مما يفسد بهاء شرف عائلتها، وكان عمرها وقتئذ 6 سنوات، وقد ترك لها بعد التماثيل لتسجد لها وتعبدها وعين لها شيخًا معلمًا حكيمًا لتعليمها.
وأضاف "السنسكار": "وحدث أن رأت القديسة في رؤيا حمامة وفي فمها ورقة زيتون نزلت ووضعتها علي المائدة أمامها ثم هبط نسر ومعه إكليل وضعه علي المائدة فجزعت من هذه الرؤيا وقصتها علي المعلم الذي كان مسيحيًّاـ دون أن يعرف والدها ذلك، فأجابها: أن الحمامة هي تعليم الناموس، وورقة الزيتون هي المعمودية، والنسر هو الغلبة، والإكليل هو مجد القديسين، والغراب هو الملك والثعبان، هو الاضطهاد وختم قوله بأنه لا بد لها أن تجاهد في سبيل الإيمان بالسيد المسيح.
وتابع: "زارها أبوها ذات يوم وعرض عليها الزواج من أحد أولاد الأمراء فطلبت منه مهلة ثلاثة أيام لتفكر في الأمر، ولما تركها أبوها دخلت إلى التماثيل وطلبت منها أن ترشدها إلى ما فيه خيرها فلم تجبها فرفعت عينيها إلى السماء وقالت: "يا إله المسيحيين أهدني إلى ما يرضيك"، فظهر لها ملاك وقال لها: سيأتيك غدًا أحد تلاميذ بولس الرسول ويعلمك ما يلزم ثم يعمدك" وفي الغد أتاها القديس تيموثاوس الرسول وعلمها أسرار الديانة وعمدها.
ولما علم أبوها بذلك استحضرها وإذ تحقق منها اعترافها بالسيد المسيح أمر بربطها في ذنب حصان جموح ثم أطلقه، غير أن الله حفظها فلم ينالها أذى، بل أن الحصان نفسه عاد وقبض بفمه علي ذراع والدها وطرحه علي الأرض فسقط ميتا، وبصلاة ابنته القديسة قام حيا وآمن هو وامرأته وثلاثة آلاف نفس، ونالوا سر العماد المقدس وقد شرف الله هذه القديسة بصنع آيات كثيرة أمام ولاة وملوك، حتى آمن بسببها كثيرون ولما أكملت جهادها تنيحت بسلام".