دماء متناثرة، جثة مقطوعة الرأس، ملقاة بجوار الشارع، لا أحد يستطيع الاقتراب، الكل خائف يترقب، عيون شاردة، تنتظر قوات الأمن، لحظات فارقة فى حياتهم.. «القتيلة» أم لطفلتين جمعت بين 5 أزواج فى وقت واحد دون علم زوجها، استغلت غيابه ودخلت فى طرق آثمة وغير مشروعة، مقابل أموال، كل ذلك يدور فى غياب الزوج.
تفاصيل مثيرة يرويها أهالى منطقة محمد نجيب بالمرج لـ" صدى البلد" بعد العثور على جثمان ربة منزل مقطوعة الرأس واليدين.
قال ياسر محمد، صاحب ورشة مفاتيح: "اعتدت يوميًا أن أفتح ورشتي فى تمام الساعة السادسة ونصف، وفى يوم الجريمة منذ ما يقرب من شهر فوجئت بكرتونة سخان كبيرة الحجم ملقاة بجوار منزل عم مرسي البواب، لم أتخيل خلالها أنها جثة سيدة، وبعد مرور ساعات أخبرني أحد الجيران أنه توجد رائحة كريهة تنبعث من داخل الكرتونة، وهنا طلب مني الأهالى فتحها ومعرفة ما بداخلها، فى بداية الأمر كنت أعتقد أنها زبالة ملقاة فى الشارع، وأثناء فتحها فوجئت بيدي مليئة بالدماء".
وأضاف: "لم أشعر بنفسي ولم أستطع الحديث مع الأهالى، وقفنا جميعًا فى ذهول وعيوننا تترقب، والصمت يخيم على الحضور، وجسدي "تيبس" وكأنني صنم، لم أستطع الحركة حتى أخذ بيدي أحد الجيران وقمت بغسل يدي من الدماء، وبعدها هرول أحد الجيران إلى حارس الأمن الذي يقف أمام الكنيسة المجاورة للمنطقة، وتم إبلاغ الشرطة، التى حضرت وقامت بفتح الكرتونة بالكامل وهنا فوجئنا بالجثة مقطوعة الرأس واليدين، وملفوفة بجوالين".
وتابع: "كانت القتيلة ترتدي بنطلونا أسود و"لانجري"، وبعدها قامت الشرطة بتركها فى الشارع وهي على تلك الحالة ما يقرب من 7 ساعات متواصلة حتى وصل فريق من النيابة العامة لمعاينة مكان الواقعة، وبعدها مكث رجال الأمن يبحثون عن خيوط الجريمة وسؤال الأهالى، ولكن لا أحد من الأهالى يعلم هوية القتيلة لأنها ليس من أهل المنطقة، فضلًا عن أنها مقطوعة الرأس".
واستطرد: "مرت الأيام وكانت الأجهزة الأمنية تأتي يوميًا لسؤال الأهالى عن الواقعة، ولكن دون إجابة، ويرجعون إلى قسم الشرطة دون معلومة، وبعد أيام فوجئنا بقوات الأمن تصطحب عم مرسي البواب إلى قسم الشرطة ليروي لهم بداية تعرفه بالمجنى عليها، ولكن النيابة العامة اكتشفت أنه ليس المتهم".
"عم مرسي البواب" يلتقط أطراف الحديث ليروي لـ" صدى البلد" بداية تعرفه بالقتيلة قائلا: "كنت أجلس على كرسي أمام العقار الذى أحرسه كعادتي بمنطقة اللوادر بالمرج، وفى تمام الساعة الرابعة عصرًا منذ ما يقرب من 45 يومًا جاءت لى ربة منزل وبصحبتها طفلتان وأخبرتني بأنها تريد شقة للإيجار، وأخبرتني أنها متزوجة من رجل سعودي، وسوف يحضر إلى هنا بعد أسبوع، فى ذلك الوقت كان أحد الأهالى يعرض شقته للإيجار، اتصلت به وقابل القتيلة، واتفقا سويًا على 1000 جنيه إيجار فى الشهر، وبعد مرور 4 أيام من تواجدها بالشقة بصحبة طفلتيها "شهد وملك" جاء رجل سعودي، طويل القامة يبدو عليه الثراء".
وأضاف"عم مرسي": "الرجل السعودي، مكث معها فى الشقة 3 أيام، وبعد ذلك أخبرتني المجني عليها بأنه سافر إلى السعودية، وبعد أيام سوف تذهب إليه، مرت الأيام والليالي، وفى يوم كانت زوجتي موجودة معي بصحبة أبنائي فى العقار، سمعنا صوت صراخ يخرج من شقة القتيلة، فوجئنا بالطفلتين تصرخان وكانت والدتهما غادرت الشقة منذ الصباح وأخبرتني أنها سوف تذهب لشراء بعض متطلبات المنزل فى العتبة، وتركت لي مفتاح الشقة، فقامت زوجتي بإحضار الطفلتين ومكثتا تلهوان أمام العقار بصحبة أطفالى، حتى عادت المجني عليها فى تمام الساعة الرابعة عصرًا، وكان معها طعام "بيتزا" ومكثت تتحدث مع زوجتي ما يقرب من نصف ساعة، وبعد مرور 17 يوما من مكوثها بالشقة غادرت ولم أعرف عنها أي شيء، حتى تم العثور على جثتها بجوار الشارع الذي أقطن فيه بمنطقة محمد نجيب بالمرج".
ينهي عم مرسي حارس العقار حديثه لـ" صدى البلد" قائلًا: "القتيلة كانت دائمًا تخرج فى الصباح الباكر وتعود قرب أذان المغرب، وعلمنا بعد ذلك أنها كانت تعمل خادمة فى البيوت، ولكن سمعتها كانت طيبة ولم نسمع عليها سوءا خلال تلك الفترة القصيرة التى مكثتها معنا، وبعدها كشفت النيابة العامة والأجهزة الأمنية أن وراء ارتكاب الجريمة زوجها وقام بقتلها بمنطقة الفلاحة بالمرج".
على الفور انتقلنا بصحبة أحد الأهالى إلى منطقة الفلاحة بالمرج، والتى تبعد عن مكان العثور على الجثة ما يقرب من كيلو ونصف الكيلو، وأثناء سؤالنا عن منزل المتهم، أنكر الأهالى معرفته، وبعد دقائق اصطحبنا شاب إلى مكان شقة المتهم، الذي نفذ وخطط لجريمته بداخلها دون أن يسمعه أحد وفكر في التخلص من زوجته بقطع رأسها وإلقاء جسدها فى مكان ورأسها فى مكان آخر.
قال أحد الجيران الذي رفض ذكر اسمه، إن المتهم كان يقطن منذ 3 أعوام بتلك المنطقة، وفى الفترة الأخيرة، وقعت خلافات بين صاحب العقار وبين المتهم، وقام بطرده، بعدها استأجر شقة فى نفس الشارع، ولكن المتهم كان دائمًا يتشاجر مع زوجته بسبب رغبتها فى العمل، وخروجها المتكرر من المنزل وترك الأطفال وحدهم داخل الشقة.
وأكد أنهم لا يعلمون عن الواقعة شيئا، ولم يسمعوا فى يوم الواقعة صراخا، مشيرين إلى أن "القتيلة كانت طيبة ولكن زوجها كان دائما يشك فى سلوكها ويوجه لها السباب".
وقال أحد الجيران: "المتهم كان دائما يأتى للجلوس على المقهى بصحبة عدد من أصدقائه، ومنذ أيام وقعت مشاجرة بينه وبين أحد أقاربه، وبعدها علمنا أن المتهم تخلص من المجنى عليها، وأن أحد أقاربه هو الذي قام بإبلاغ الأجهزة الأمنية بعد المشاجرة التى حدثت بينهما، واكتشفنا بعد ذلك أن والدة القتيلة زوجت بنتها 4 مرات عرفي وهي على ذمة زوجها".
كانت حى المرج شهد جريمة قتل بشعة بعد أن قام زوج بذبح زوجته بسكين، وفصل رأسها عن جسدها، ولم يكتف بذلك بل قام بالتمثيل بجثتها وقطع الكفين لإخفاء معالمها، تم ضبطه وأمر اللواء خالد عبد العال، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، بإحالة المتهم إلى النيابة للتحقيق.
كان المقدم محمد رضوان، رئيس مباحث قسم شرطة المرج، تلقى بلاغا بالعثور على جثة بشارع إبراهيم المحمدي، حيث انتقل رجال الأمن برئاسة محمود هندى، رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة، وبالفحص عثر على جثة لأنثى "مجهولة الهوية" مبتورة العنق والكفين وملفوفة داخل جوال بلاستيك وعليها 2 بطانية داخل كرتونة.
وجه اللواء محمد منصور، مساعد وزير الداخلية لمباحث القاهرة، بتشكيل فريق بحث تم من خلاله تحديد شخصية المجني عليها والتعرف عليها بمعرفة شقيقتها التى قررت أن المجني عليها على خلاف مع زوجها عاطل، وأنه وراء ارتكاب الجريمة.
تم ضبطه، واعترف المتهم أمام العميد نبيل سليم، مدير المباحث الجنائية بالقاهرة، بارتكاب الواقعة، وقرر أنه حدثت مشادة كلامية بينهما قام على أثرها بالتعدي عليها بسلاح أبيض "سكين" وفصل رأسها عن جسدها وقام بالتمثيل بالجثة بقطع الكفين في محاولة لإخفاء معالمها، ثم قام بالتخلص من الجثة بمكان العثور عليها، وأكد تخلصه من الرأس والكفين والسلاح الأبيض المستخدم في الواقعة بإلقائها بأحد مقالب القمامة أسفل الكوبرى الدائري.