في صوم العذراء.. الكنيسة تطلق دراسة حول لقب «والدة الإله»
05.08.2022 17:15
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
في صوم العذراء.. الكنيسة تطلق دراسة حول لقب «والدة الإله»
حجم الخط
الدستور

أطلق الباحث يانيس قنسطنطينيدس، دراسة متخصصة حول كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر والوطن العربي، أجاب خلالها عن تساؤل: «كيف تدعو الكنيسة الأرثوذكسية العذراء مريم أم الله أو والدة الإله مع أن المسيح قد أخذ من مريم طبيعة بشرية فقط؟ وكيف ولدت العذراء مريم الله؟ ولماذا ترفض الفئات البروتستانتية استعمال هذا اللقب؟».

العقيدة المريمية 

وقال قنسطنطينيدس، في الدراسة التي أعدها:«العقيدة المريمية مؤسَّسة على العقيدة الخريستولوجية «التعليم عن شخص المسيح»، حتى نفهم لقب «والدة الإله» المنسوب إلى العذراء يجب أولاً أن نفهم التعليم الصحيح المتعلّق بشخص المسيح المجيد، يسوع المسيح هو الله المتجسد، أي هو الله الكامل والإنسان الكامل. إنما هو شخص (أقنوم) واحد لا شخصان، وشخصه الإلهي كان شخص طبيعته الإلهية (اللاهوت) قبل تجسده».

وأضاف: «في يوم التجسد يوم بشارة العذراء، أخذ الرب يسوع من العذراء طبيعة بشرية كاملة بعد أن حلَّ الروح القدس على العذراء وقدّسها وطهّرها- بحسب تعبير القديس غريغوريوس اللاهوتي والدمشقي.. فصار شخصه الإلهي الواحد شخص طبيعته الإلهية وطبيعته البشرية أي الناسوت معاً على حد سواء، إذاَ يسوع هو شخصٌ واحد لا شخصان، كما أن العذراء مريم لم تلد ناسوت يسوع مجرداً! وأقنوم يسوع ضمّ إليه منها طبيعته البشرية».

دستور الإيمان

وتابع: «في دستور الإيمان نقول: «نزل من السماء وتجسّد... وتأنس»، وهو نفسه الواحد إله وإنسان بدون إمكان تجزئة أو انفصال، شخص يسوع واحد، فنقول مريم أم الله لأنّ الأقنوم واحد لا ينفصل، فهي ولدت شخصَ يسوع بكامله، أي ولدت اللهَ المتجسد بالتعريف، ومن هنا فإن تسمية العذراء «أم الله» ليست تسمية صحيحة فقط بل يجب تسميتها هكذا وإلا شققنا شخص يسوع وطعنّا في الخريستولوجيا».

وأردف: «في الإنجيل دُعيت العذراء أم ابن العلي وأم ابن الله وأم الرب وأم يسوع، ودُعيت أيضاً أم عمانوئيل، وأم المخلّص المسيح الرب، وهذه كلها أسماء الله حصراً، فعمانوئيل هو الله، واسم يسوع هو مختصر لـ«يهوه يخلّص»، والمسيح الرب هو المسيح يهوه، لهذا فالعذراء مريم هي أم الله، وإذاً العذراء في الأناجيل هي أم ابن العلي، أم ابن الله، أم المسيح الرب، أم يهوه الفادي المخلّص، أم عمانوئيل، أم يسوع، لهذا لخّصت الكنيسة كل هذه الألقاب بلقب واحد جامع هو أن الله أو والدة الله، ولهذا قال القديس يوحنا الدمشقي: إن اسم أم الله يحوي كل سر التدبير الإلهي، لأنه إن كانت التي حبلت به هي أم الله فالمولود منها هو بالتأكيد وأيضاً إنسان».

وقال أيضًا: «إن جميع الذين يرفضون لقب والدة الإله يقعون في الهرطقة النسطورية، ويخالفون المجامع الكنسية ويطعنون في الإيمان بأن شخص المسيح هو شخص واحد في طبيعتين كاملتين إلهية وبشرية وبالتالي يعرضون خلاصهم الشخصي للخطر، وإن قلنا إن مريم هي فقط أم يسوع الإنسان نشقّ شخص يسوع ونجعل الابن ابنين: ابن الله وابن الإنسان، وإن قلنا إن الآب هو أبو لاهوت يسوع فقط نشقّ شخص يسوع أيضاً».

واختتم: «وحدة أقنوم تسمح بتسمية مريم والدة الإله وبتسمية الآب أبا ناسوت يسوع، أيّ تفريق في في شخص يسوع هو هرطقة تصبّ في الهرطقات التي طعنت في الخريستولوجيا (ابوليناريوس، نسطوريوس، أوطيخا وسرجيوس)، فكيرلس الإسكندري قال إن العذراء ولدت ناسوت يسوع ولم تلد اللاهوت، الآب ولد لاهوت يسوع، وتقول إحدى الترانيم: «يا من هو بغير أمّ من جهة آبيه وبغير أبٍ من جهة أمّه...»، فالتركيز هو على وحدة الأقنوم التي جعلت الآب أباً ليسوع الإله-الإنسان والعذراء أمّاً ليسوع الإنسان الإله».

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.