"وحش بشري" قتل طفلته للاستيلاء على منزل والده بالبحيرة
08.09.2020 12:23
اهم اخبار مصر Egypt News
الوطن
Font Size
الوطن

طفلة بريئة لم تبلغ عامها السادس بعد، تعودت على سماع كلام والديها، فهي الأكبر بين شقيقاتها، لم تكن تعلم أن طاعتها لوالدها في منتصف الليل ستكون نهايتها، بكل براءة طلب منها إحضار«شال قماش» خاص بجدها من «منشر المنزل المجاور» فأطاعته وذهبت، لكنها لم تدر ان والدها الذي تحجرت عاطفته سيغدر بها، إذ أقدم الأب القاتل على خنقها من الخلف غدراً.

أب تحجرت مشاعره وام فقدت حنانها وانقطعت الرحمة من قلبها، جلسا سوياً في ساعة متاخرة من الليل، على سرير الزوجية، وفكرا كيف ينفذان جريمتهما لإلصاق التهمة لوالد ووالدة الزوجة، كي يستوليا على منزلهما بسبب خلافات أسرية قديمة نشبت بينهم، وطرحا سوياً خيارات عدة، أولها قتل« الجد» والتخلص من جثته، أو قتل « الجدة» أيضاً لكنهما رأيا أن قتلهما للطفلة « مي يوسف أحمد» البالغة من العمر 6 أعوام وهي ابنتهما الكبرى، التي تتعلق بها جدتها، هو التفكير الأمثل بالنسبة لهما، فخططا ونفذا الجريمة وقتلا طفلتهما وتركا الحزن في نفوس أهالي عزبة السرايا التابعة للوحدة القروية بالسحايت في مركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ.

والدا الطفلة اللذان سقطا في امتحان الأبوة، قتلا طفلتهما« أول فرحتهما» بدم بارد، سهرا ليلتهما وقتلاها، وحاولا إلصاق التهمة بجديها إلا ان الشرطة كشفتهما سريعاً.

«الوطن»استمعت لحكايات جدتها وعددا من شهود العيان وعمدة القرية، الذين كشفوا تفاصيل الجريمة البشعة التي دارت أحداثها في منزل مهجور كان مخصصاً لإيواء « الماشية

 

بخطوات ثقيلة وصوت محبوس، ودموع لم تكف، روت أم هاشم ابراهيم، البالغة من العمر  55عاماً، جدة الطفلة القتيلة، ماحدث في تلك الليلة التي إعتبرتها من أسوأ ليال حياتها: «لو كنت أعرف إن ده هيحصل لمي كنت خدتها باتت معايا، جيت الساعة 12بالليل اطمنت عليها وقولت لأبني القاتل هدخل انام يايوسف، قالي اعمليلي كباية شاي، عملتله شاي وسيبته ومشيت وكانت مي صاحية وقولتلهم هنام، ومشيت وفجأة الساعة 6 الصبح لقيت سمر أم مي جاية تصحيني وتقولي مي عندك؟، قولتلها لا أنا سيباها نايمة وقافلة الباب كويس، ومن هنا بدأت الحكاية المؤلمة».

 

الجدة:« مي جابت الشال لأبوها فأطفأ نور حياتها بقلب متحجر»

عندما تطأ قدماك القرية، تجد الجميع متشحاً بالسودا حزناً على مقتل الطفلة التي وصفوها بالمُحبة: «كانت حبوبة والأطفال في الشارع يحبونها، أعز الولد ولد الولد، دي كانت أغلى حاجة عندي، وعمري ما تخيلت أن أبوها وأمها يقتلوها، دا كان قلبهم فين، دي حفيدتي كانت زي النسمة ولما أمها قالتلي مي مش موجودة طلعت أجري مش عارفة أنا رايحة فين وبصوت وبقول إلحقوني مي مش موجودة، الناس قعدت تدور وفجأة واحد قال قدم الطفلة أهي، دخلت جري حضنتها وشيلتها بس الناس قالولي حطيها تاني لما الشرطة توصل، لقيت أمها فجأة صوتت وقالت بنتي مشنوقة بشال جدها وجلابية مرات جدها ومحفظته جنبها، قتلوا بنتي، وبقت تصرخ وتمثل على الناس كلها»، هكذا تحكي جدة الطفلة

 

تضيف الجدة المكلومة: «سرقت المحفظة وعباية ضرتي علشان تودينا في داهية وخرجت تصرخ بدموع التماسيح وتقول قتلتوا بنتي، انا متخيلتش أن أبني ومراته يقتلو بنتهم، دا أنا كنت بودهم ومحدش يتوقع إنهم يعملوا كدة في ضناهم، برغم الخلافات الأسرية لكن كنت دايما بقول دا ابني وضنايا، وكنت حاضنة حفيدتي وهي ميتة ورجلي مش شيلاني، وفجأة الشرطة خدتنا كلنا على المركز وبعد ساعات من التحقيقات قالولنا روحوا وقالوا أبوها وأمها قتلوها، وقتها تمنيت الأرض تنشق وتبلعني، يقتلوا ضناهم إزاي، دا انا طالبة إعدامهم، ومش هقول إبني خلاص هقول قاتل حفيدتي».

لم يصدق أهل القرية ماحدث، فأول مرة تُبكيهم جريمة بهذه الطريقة، لم يصدقوا تجرد الأب من مشاعره وإنسانيته، حسبما قال عبد الحميد العمدة، عمدة القرية: «مش قادرين نصدق إن جريمة تحدث بالقرية البسيطة بالشكل ده، الساعة 6 الصبح الناس قالوا مي بنت يوسف لقيناها مقتولة، جريت على المكان وطلبت منهم يسيبوها مكانها وأبلغت الأجهزة الأمنية، ولقيت الأم بتصرخ وتعيط وتقول قتلوا بنتي، والأب بيدور مع الناس عادي، وبعد التحريات وتضييق الخناق تبين أنهما القاتلان، قتلاها بدم بارد، وتركا طفلتين أصغر منها سناً، منهما رضيعة تبلغ عام ونصف والآخرى 3 أعوام».

شقيق القاتل:« إعتاد على السرقة لكن لم نتوقع قتله لطفلته وعاوزينه يتعدم»

يوضح عمدة القرية: «ليلة الجريمة، إتفق الأب مع الأم  على تنفيذ الجريمة، قالها لازم نضحي بجد، الساعة 2 فجراً قال للطفلة تعالي نيجيب شيكارة علف للحصان من المبنى المجاور وروحي هاتي شال جدك من على المنشر، سمعت كلامه وجابت الشال وراحتله، وشنقها في المكان المهجور، الناس كانت نايمة، البنت خرجت أنفاسها، نحتسبها شهيدة عند الله، وألقي المحفظة الخاصة بجدها وعباية خاصة بزوجة الثانية للجد، بجوارها على سبيل تضليل العدالة، لكنهم اعترفوا».

بدموع لم تنقطع، روت موزة عبد السلام، الزوجة الثانية لجد الطفلة الضحية، ماحدث، قائلة:« لقيت أبوها يدور عليها على غير العادة، دا بيصحى الضهر، ويقول بنتي موتوها، طلعنا ندور ولقيناه مسك التليفون، وبيقول للنجدة أبويا ومراته قتلوا بنتي ، الحقوني، ومراته ماشية تجري وتقول أبقى تعالى قابلني، رجعنا لقينا الناس لقيت الطفلة في المنزل المهجور، ومقدرتش أشوفها لأني بخاف، لقينا المحفظة اللى كانت ضايعة قبلها بـ 15 يوم، دورنا عليها علشان يسافر الصعيد لكن معرفش، ولقيت العباية بتاعتي اللي ضاعت تحت الطفلة، مصدقتش، دا أنا بعامل الأطفال زي جدتهم مش مرات جدهم».

تضيف زوجة الجد،« أمها كانت محبوسة قبل كدة، في واقعة سرقة شقة في المنصورة، وهو حاول قبل كدة أنه يغرق البنت دى، وانا اللي مربياها، ومتوقعتش أن ده يحصل».

عمدة القرية« نطالب بالقصاص العادل والقرية في رعب من وقت وقوع الجريمة»

مجاهد أحمد، شقيق القاتل وعم الطفلة القتيلة، يقول:« أخويا إتعود على سرقتنا لكن متوقعناش أنه يقتل بنته، إحنا ربينا الطفلة ورعينا أخواتها وقت ماكانت أمهم وأبوهم مسجونين، وطلعناهم وإختفى شوية ورجعلنا بعد ما خلف بنتين كمان، قعد في وسطنا وأكرمناه، وعمل معانا مشاكل، ومشي ورجع تاني، لكن دلوقتي عاوزينه يتعدم، قتل بنته وضناه وسابلنا العار».

وعثر الأهالي على جثمان طفلة تبلغ من العمر 6 أعوام، " مشنوقة" بشال من القماش، داخل أحد المنازل المهجورة، بقرية السحايت التابعة لمركز الحامول في محافظة كفر الشيخ، وجرى نقل الجثة الى مشرحة مستشفى الحامول المر كزي، تحت تصرف النيابة العامة.

انتقل رئيس مباحث الحامول ، المقدم محمد عماد عامر، الى القرية وتبين ان الطفلة عُثر عليها " مشنوقة بشال من القماش" وملقاه داخل منزل مهجور بالقرية التي يقيم قفيها ذويها، وبسؤالهم اكدوا انهم استيقطوا صباحاً ولم يجدوها، وجرى البحث عنها لعدة ساعات بمساعدة اهل القرية حتى جرى العثور على جثتهاغ داخل منزل مهجور.

و وجرى تقلها لمشرحة مستشفى الحامول المركزي تحت تصرف النيابة بعدما حُرر المحضر رقم 4504 اداري المركز، وجرى حبس القاتلين 4 ايام على ذمة التحقيق.457615399159958029716481080431599580386

 

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.