زخم تفاوضي ودبلوماسي على طريق الحل تشهده الأزمة الخليجية في الساعات الأخيرة مع تأكيد رسمي كويتي عن محادثات مثمرة في سبل إنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام، بين دول الخليج وقطر.
من جانبه قال وزير الخارجية والإعلام الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، في بيان متلفز إن أطراف المفاوضات أكدت حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وقد لاقى البيان ترحيبًا من وزير الخارجية نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني البيان الذي وصفه بالخطوة المهمة نحو الحل، أما وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان فأكد بدوره إحراز تقدم كبير في جهود فض الخلاف الخليجي معربًا عن دعم الرياض لجهود الوساطة الكويتية والأمريكية في هذه المسألة.
فهل تكاملت عناصر حلِ الأزمة الخليجية؟ وما مدى أهمية البيان الكويتي؟ وما هو الدور الأمريكي في إتمام هذا الصلح؟ وما هي طبيعة الخطوات المتبقية لتتكلل مساعي حل الأزمة بالنجاح؟
من جانبه قال د. عايد المانع، كاتب وباحث أكاديمي من الكويت، أن البيان الصادر بشأن حل الأزمة هو إيجابي جدًا، وبيان الخارجية الكويتية لم يكن ليصدر إلا ليؤكد أن الأمور تتجه نحو انفراجة كبيرة ونحو العودة الطبيعية للعلاقات بين بلاد الخليج ومصر وقطر، ونجن الآن أمام مرحلة جديدة، ربما نحتاج لبعض الوقت، لكن الكل تقريبًا متفق حول المصالحة وهو مؤشر إيجابي.
وأضاف في مداخلة لقناة روسيا اليوم، المعلومات حول تفاصيل المصالحة شحيحة، وكان هناك تحركات إيجابية من الجانب السعودي والجانب القطري، وأيضًا وزير الخارجية الأمريكية كان في نيوم بالسعودية خلال الأيام الماضية، فكل هذه المؤشرات تؤكد أن المصالحة في طريقها للعلن رسميًا في أقرب وقت.
على الجانب الآخر قال د. صالح غريب إعلامي وسياسي من قطر، بيان وزير الخارجية الكويتي كان مليء بالإشارات إلى إنهاء هذه الأزمة التي استمرت طوال 3 سنوات ونصف السنة، وفي شهر يناير كان هناك تحرك وكانت قطر قاب قوسين لإعلان المصالحة مع دول الخليج.
وأضاف نحن نثق بالوساطة الكويتية وجهود وزير الخارجية الكويتي عندما قام بجولات بين الدوحة والسعودية لتقريب وجهات النظر على الأقل بين البلدين كمرحلة أولى، وبالنهاية الكويت وليست أمريكا هي من استطاعت أن تحقق هذه المصالحة، وكنا نتمنى أن يكون هذا البيان في عهد الملك الراحل.
مشيرًا إلى أن المصالحة ربما لها علاقة بتولي بايدن رئاسة أمريكا، وننتظر بالساعات المقبلة بيان صادر من المملكة السعودية بشأن المصالحة مع قطر ورفع الحصار عنها.
وفي ذات السياق قال د. محمد القبيبان، خبير سياسي من السعودية، إن قطر بالفعل تسببت في هذه الأزمة بخروجها عن المسار الخليجي، ولكن لننظر إلى الأمام وهناك تفاؤل وأنا لا أعتقد أن يكون الحل قريب لكن الأمور ستسير إلى الأمام، في ظل تغيرات كبيرة في المنطقة وعلى رأسها تغير الإدارة الأمريكية والتهديد الإيراني المستمر للمنطقة، ولذا لا بد أن تتوحد دول الخليج لمواجهة هذا التحدي.