ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، صباح اليوم، عظة أثناء قداس تدشين كنيسة السيدة العذراء ورئيس الملائكة رافائيل بمنطقة درافي بباريس (مقر المطرانية).
كان نصها:
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين.
أرحب بكل أحبائنا ضيوفنا الأعزاء الذين أصروا أن يحضروا معنا تدشين هذه الكاتدرائية, ويوم التدشين هو تاريخ ميلاد الكنيسة وهو يتم مرة واحدة في تاريخها نرحب بسيادة السفير المصري وأعضاء السفارة المصرية في باريس وكل ممثلي الكنائس نرحب بكل الأحباء ضيوفنا الأعزاء ونشكركم على هذه المشاركة الجميلة والله يديم الأفراح في حياتنا.
في إنجيل هذا الصباح أيها الأحباء ونحن في الشهر الثاني من السنة القبطية شهر بابه نتحدث عن معجزات شفاء أعمى وأخرس وفي هذا الصباح المبارك المسيح منح الصحة للإنسان المشلول ومعروف أن هؤلاء الأصدقاء الأربعة كما يقال في أمثالنا المصرية “الصديق وقت الضيق” سمعوا عن المسيح أنه في كفر ناحوم ولكنهم وجدوا مشكلة أنهم لم يستطيعوا أن يدخلوا وأتت فكرة غريبة في ذهنهم فتحة في السقف وكانت البيوت سقفها من الخشب وكانت فكرتهم ابداعية أنهم يتسطيعوا ازاحة بعض الواح الخشب ثم يدلوا صاحبهم عن طريق فتحة السقف وينزلوا منها المفلوج ويقدموه أمام المسيح و الكل في تعجب واندهاش والمسيح قال له ثلاث كلمات “مغفور لك خطاياك” وابتدئت الناس تقول من الذي يستطيع أن يغفر الخطايا إلا الله فوقف المسيح, وقال لهم “أيهما أيسر قم واحمل سريرك وامشي أم مغفورة لك خطاياك” كان قديماً هناك ارتباط بين الخطية والمرض مابالك بشخص مشلول ومريض فوضعهم المسيح أمام انفسهم مغفوة لك خطاياك “قم احمل سريرك وامشي” حسب مفاهيم القديم الارتباط بين المرض والخطية المسيح قال “قم احمل سريرك وأمشي” وهنا تظهر عظمة هذه المعجزة شفاء المفلوج ونرى أربع صفات في هذه المعجزة في هؤلاء الأصدقاء الأربعة:
١- ناس مبدعين
كان من الممكن لما يلاقوا ازدحام يمشوا “فالكسلان يقول الأسد في الطريق” لكن هما اصروا أن يحملوا صديقهم المريض للسيد المسيح من تأتي له فكره أن يشيل الخشب وينزلوا المفلوج من السقف فكانوا مبدعين .
٢- كانوا محبين كثيراً جداً
المحبة تمضي مع الإنسان إلى الميل الأول و الثاني يوجد شخص يعمل وخلاص وآخر يتمم العمل ويكمله وهؤلاء كانت محبتهم لصديقهم المريض محبة فياضة وأكيد لفوا به كثيراً فالمحبة لا تسقط أبداً
٣- كانوا ناس متعاونين
كان ممكن واحد من الأربعة يقول نمشي لكثرة الزحام لكن لم يحدث هذا لكنهم فكروا في فكرة واتفقوا عليها ونفذوها ولم يعترض أحد فتعاونوا في الصعود للسطح وازالة الخشب وحمل السرير و انزال صديقهم حتي يصل للمسيح
٤- كانوا محتملين
لأن لهم إيمان قوي في داخلهم أنهم عندما يصلوا صديقهم للمسيح سوف ينال الشفاء و الإيمان في قلب الإنسان وهذا ما يسمي الإيمان العامل بالمحبة عندما يعتمر قلب الإنسان بالإيمان يجد أنه يعمل بالمحبة فالإيمان في داخلنا وواعماقنا واحتمالهم يظهر في حياة الإنسان ونشعر به من خلال المحبة فليس هيناً ويبدو أن هذا المريض كان مقطوع من شجرة ليس له أحد ويصلوا صديقهم أمام المسيح .الإيمان يعطي من خلال الأعمال الجيدة المليئة بالمحبة و المهم الإنسان يتمم قصد الله فيه ويتمم خطة الله فيه هذا في الإنسان القنوع أما الإنسان الغير راضي عن نفسه إنسان يضيع أيام حياته ونعم الله الكثيرة التي اعطاها الله له ولا يبعد عن يد الله الذي يشفي أي انسان مريض بأي صورة و الله اعطاه العقل و العقل خلقه الله هذه الرسالة توجد عندك الرجاء في حياتك فلا ينقطع رجائك فكل الأشياء تعمل معاً للخير الله يستخدمه طالما تحب الله من قلبك هؤلاء الأصدقاء الأربعة رسالة الصباح.
في هذا اليوم المبارك دشنا هذه الكنيسة فدشنا المذبح الكبير علي اسم السيدة العذراء مريم والملاك رافائيل و المذبح الصغير علي اسم التسعة والأربعون شيوخ شيهيت وهم أقباط من القرن الرابع الميلادي قديسين نساك ودشنا المعمودية .اكرر محبتي لكم وللحضور الكرام واصلي لأجلكم لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلي الأبد أمين.