كيف يقود الرئيس السيسي ثورة التعليم الجامعي في مصر وتأهيل الشباب؟
07.07.2024 05:54
اهم اخبار مصر Egypt News
الدستور
كيف يقود الرئيس السيسي ثورة التعليم الجامعي في مصر وتأهيل الشباب؟
Font Size
الدستور

شهد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، اهتماما كبيرا من القيادة السياسية خلال الـ10 سنوات الماضية، حيث شهد طفرة غير مسبوقة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال إنشاء الجامعات التكنولوجية والأهلية واستضافة عدد من الجامعات الأجنبية في مصر، بالإضافة إلى البرامج الدراسية الجديدة بالجامعات الحكومية وزيادة عدد الجامعات في التصنيفات العالمية.

 

من جهته قال الدكتور تامر شوقي أستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن التعليم الجامعي هو أساس التقدم والرخاء في أى دولة، ويلعب الدور المحورى في نهضة أي أمة، وهو ما دفع الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى إلى إعطاء أهمية وأولوية خاصة لملف الجامعات.

وأضاف شوقي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن التعليم الجامعى يلعب دورا مهما في تشكيل مستقبل الشباب، من خلال إعداد الشباب في التخصصات المختلفة سواء الإنسانية أو العلمية أو الهندسية، وإكساب الشباب المهارات المطلوبة في سوق العمل الحديثة مثل المهارات التكنولوجية الحديثة والمهارات اللغوية ومهارات التواصل الاحتماعي الفعالة، وفتح آفاق جديدة للشباب الجامعي لمواصلة تعليمهم فيما بعد في الجامعات الأجنبية بالدول الكبرى.

إكساب الشباب قيم الولاء والانتماء للوطن 

وتابع أن التعليم العالي يعمل على إكساب الشباب قيم الولاء والانتماء للوطن وحمايتهم من التطرف والإرهاب، وإكسابهم مهارات وقدرات التفكير الناقد والإبداعى، وإتاحة الجامعات الفرصة لاكتشاف الطلاب الموهوبين في المجالات المختلفة سواء الرياضية أو الفنية أو الثقافية وغيرها، بالإضافة إلى إكساب الشباب روح العمل الجماعي والتعاونى من خلال الرحلات والمعسكرات.    

تحديات ومستقبل التعليم الجامعي

أكد الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن التعليم الجامعي  يواجه الكثير من التحديات وتتمثل أبرزها في استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب نتيجة للزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها الدولة المصرية في السنوات الأخيرة ولمواجهة هذا التحدي أنشأت الدولة العديد من الجامعات الجديدة.

وأضاف حجازي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن من ضمن التحديات التي تواجه التعليم العالي هو تطوير البنية التحتية والمناخ الأكاديمي الداعم للإبداع والبحث العلمي الجاد وفي هذا الإطار روعي في إنشاء الجامعات الجديدة مواكبة أحدث التطورات العالمية كما تمت زيادة الميزانية المخصصة للتعليم الجامعي ودعم تطوير الجامعات القائمة بالفعل أيضا ومواكبة المستجدات العالمية وفي هذا الإطار تم استحداث العديد من البرامج الدراسية الحديثة وإنشاء كليات حديثة كالذكاء الاصطناعي وغيرها وعقد شراكات مع جامعات أجنبية مرموقة، وكذلك الحصول على مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية وقد زاد بالفعل عدد الجامعات المصرية التي تم إدراجها في العديد من التصنيفات العالمية مثل Qs  و تصنيف us news الأمريكي  وغيرها كما حصلت العديد من الجامعات المصرية على مراكز أكثر تقدما في تصنيف ٢٠٢٤.

العديد من البرامج الدراسية الحديثة 
 

وتابع أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أنه في السنوات العشر الأخيرة تطور التعليم الجامعي تطورا شاملا وبوتيرة سريعة وشمل هذا التطوير نواحي عديدة منها توفير العديد من البرامج الدراسية الحديثة والكليات الحديثة التي تواكب المستجدات العالمية ككليات الذكاء الاصطناعي والثروة السمكية وغيرها.

وأضاف: “كما جرى التوسع في إنشاء البرامج الخاصة بالتعاون مع كبرى الجامعات العالمية وذلك في العديد من التخصصات، وزيادة عدد الجامعات المصرية لتصل إلى ١٠٩ جامعات ما بين حكومية وأهلية وتكنولوجية وبلغ عدد الجامعات الحكومية ٢٨ جامعة والجامعات الخاصة ٣٢ والأهلية ٢٠ بالإضافة إلى ١٠ جامعات تكنولوجية وجاري إنشاء المزيد إلى جانب وجود ٩ أفرع لجامعات أجنبية و٦ جامعات باتفاقيات دولية وجامعتين باتفاقيات إطارية وجامعة بقوانين خاصة و١١ مركزا بحثيا تابعا لوزارة التعليم العالي بالإضافة إلى المعاهد  وأكاديمية تشرف عليها وزارة التعليم العالي”.

وأشار إلى أن الجامعات الأهلية تعد نقلة نوعية في التعليم الجامعي لارتباطها الوثيق بسوق العمل، بالإضافة إلى الجامعات والكليات التكنولوجية التي تمثل نقلة نوعية للتعليم الفني والتقني وأسهمت في زيادة المساحة المخصصة لخريجي التعليم الفني في التعليم الجامعي وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على الخريج وعلى سوق العمل أيضا.

تأهيل طلاب الجامعات لسوق العمل العالمي

وأوضح الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي، كيف يتم تأهيل طلاب الجامعات لسوق العمل العالمي وذلك من خلال المزيد من الكليات التكنولوجية التي تمثل حلقة وصل قوية بين التعليم وسوق العمل، وتبني المعايير العالمية في إعداد المناهج وتدريسها.

وواصل: “أيضا تدريب الطلاب في مواقع العمل الفعلية وفقا لأحدث أساليب التدريب المهني والتقني، بجانب زيادة وعي الطلاب بالقضايا الاجتماعية والثقافية ذات الطابع الدولي وتأهيلهم نفسيا وفكريا إلى جانب الإعداد المهني، وتوفير فرص وبرامج للتعلم المستمر والترقي المهني المبني على الكفاءة وتطوير الذات”.

الارتقاء بالمنظومة التعليمية والبحثية في مصر

كما أولت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اهتماما كبيرا بزيادة البرامج التعليمية الحديثة والمختلفة في كافة المجالات لمواكبة سوق العمل المحلي والعالمي وكذلك للارتقاء بالمنظومة التعليمية والبحثية في مصر مما يؤدي إلى جذب المزيد من الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم، كما أن البرامج الدراسية تهدف إلى إعداد كوادر تعليمية متميزة تتماشى مع متطلبات الجمهورية الجديدة.
وقال الدكتور تامر شوقي أستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن البرامج الجديدة فرضت تطوير المناهج وطرق التدريس في الكليات المختلفة، كما أصبحت قادرة على إنتاج خريج يمتلك مهارات حديثة تجعله  قادرا على الوفاء بمتطلبات سوق العمل الحديثة سواء المحلية أو الدولية، كما أدت إلى تحسين ترتيب مصر في التصنيفات الدولية للتعليم.

كما أدت البرامج الدراسية الجديدة إلى جذب عدد كببر من الطلاب الذين كانوا يستهدفون الالتحاق بتلك البرامج بجامعات أجنبية مما أدى إلى توفير تلك النفقات، بالاضافة الى تحسين الصورة الذهنية للتعليم في مصر.

زيادة عدد الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية 

وأشار الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى أن الدعم غير المحدود الذي قدمته القيادة السياسية لملف التعليم العالي والبحث العلمي، أدى ذلك إلى زيادة عدد الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية وأفرع الجامعات الأجنبية في مصر، بالإضافة إلى استحداث تخصصات علمية جديدة بكافة روافد التعليم الجامعي.

إنشاء 10 جامعات تكنولوجية  

وفي مسار التعليم التكنولوجي الفني، تم إنشاء 10 جامعات تكنولوجية، تضم كافة البرامج التعليمية الحديثة التي يحتاجها سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وجاري استكمال انشاء 17 جامعة تكنولوجية أخري، حيث قال الدكتور أحمد الصباغ مستشار وزير التعليم العالي للتعليم الفني، أن وزارة التعليم العالي قامت بإنشاء  10 جامعات تكنولوجية بمختلف التخصصات شغالة بالفعل علي أرض حكومية،مضيفا أن هذه الجامعات تضم مجموعة مختلفة من البرامج الدراسية كالسياحة والفنادق والتخصصات الطبية كالأعمال الدوائية.

كذلك، فى مجالات التصنيع الدوائى ومساعد تمريض وصناعة الأطراف الصناعية وتكنوولجيا العلوم الصحية والزخرقة والبرمجه والكمبيوتر ومجالات صناعات التغذية والصناعة والتبريد والتكيف، وتستهدف هذه الجامعات تأهيل الخريجين لتزويد سوق العمل بالكوادر الفنية المدربة جيدًا والمؤهلة لمواكبة التطورات الحديثة في المجال الصناعي.

زيادة عدد الجامعات الأهلية في مصر

كما تم زيادة عدد الجامعات الأهلية الجديدة في مصر، حيث تم إنشاء (16) جامعة أهلية جديدة خلال السنوات الماضية، وهى جامعات "الجلالة، والملك سلمان الدولية بفروعها الثلاث "الطور، رأس سدر، شرم الشيخ"، والعلمين الدولية، والمنصورة الجديدة، وأسيوط الأهلية، والمنصورة الأهلية، وبني سويف الأهلية، والإسكندرية الأهلية، وحلوان الأهلية، والزقازيق الأهلية، وبنها الأهلية، والإسماعيلية الجديدة الأهلية، وجنوب الوادي الأهلية، والمنوفية الأهلية، والمنيا الأهلية، وشرق بورسعيد الأهلية".

وساهمت الجامعات الأهلية في تخفيف الضغط المُتزايد على الجامعات الحكومية، واستيعاب الزيادة على طلب الالتحاق بالتعليم الجامعي في مصر، منوهًا إلى أنها جامعات لا تهدف لتحقيق الربح.

استضافة 9 فروع للجامعات الأجنبية

كما تم إنشاء 9 أفرع لجامعات أجنبية مرموقة بالعاصمة الإدارية الجديدة خلال 10 سنوات، حيث يوجد في مصر (5) مؤسسات تعليمية تستضيف (9) فروع للجامعات الأجنبية المرموقة وتشمل، مؤسسة الجامعات الكندية في مصر التي تستضيف (فرعي جامعة الأمير إدوارد وجامعة رايرسون)، ومؤسسة جامعات المعرفة الدولية التي تستضيف (فرع جامعة كوفنتري البريطانية، وفرع جامعة نوفا البرتغالية)، ومؤسسة جلوبال التي تستضيف (فرع جامعة هيرتفوردشاير البريطانية)، ومؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر التي تستضيف (فرع لكل من جامعتي لندن، وسط لانكشاير)، مؤسسة مودرن جروب التي تستضيف فرع جامعة كازان الروسية وفرع جامعة سان بطرسبرج الروسية.

دور الجامعات في بناء الاقتصاد المحلي 

كما ساهمت الجامعات في بناء الاقتصاد وخدمة المجتمع وتنمية البيئة، مثل دورها في المشروع القومي لمحو الأمية، وتأسيس الشراكات وخلق الأفكار بما يتماشى مع مُتطلبات سوق العمل، وتحديد الأولويات التي يمكن من خلالها دفع عجلة الاستثمار بقيم ترسخ التنمية المُستدامة.

وفي هذا السياق قال الدكتور تامر شوقي أستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن الجامعات تسهم  في الاقتصاد المحلي والدولى من خلال عدة جوانب وهي مد سوق العمل بالقوى العاملة ذات مستويات مرتفعة من الكفاءة، وتغطية جميع مجالات وقطاعات العمل بالمتخصصين في كل مجال، بالإضافة إلى جذب عديد من طلاب الدول الأخرى للدراسة في مصر وجلب العملة الصعبة، وترويج السياحة التعليمية.

كما أصبحت المعرفة مصدر دخل كبير للكثير من الدول وهو ما توفره الجامعات، حيث يمكن للجامعات الوصول إلى العديد من الابتكارات والاختراعات وتحقيق دخل كبير منها، كما  يمكن للجامعات اقامة مشروعات مثلما يحدث في كليات الزراعة والهندسة والعلوم وغيرها وتحقيق دخل منها يسهم في الاقتصاد المحلي  .

تقدم الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية 

وشهد ترتيب الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية تقدمًا كبيرًا، حيث وصل عدد الجامعات في تصنيف US News لعام 2023 إلى 19 جامعة مقارنة بـ14 جامعة في تصنيف عام 2019، بينما وصل عدد الجامعات في تصنيف شنغهاي لعام 2023 إلى 7 جامعات مُقارنة بـ5 جامعات في تصنيف عام 2016، وزاد عدد الجامعات في تصنيف Leiden ليصبح 13 جامعة في تصنيف عام 2023 بدلًا من 5 جامعات في تصنيف عام 2018، كما تم إدراج 69 من الجامعات المصرية والمراكز البحثية، ضمن تصنيف سيماجو العالمي للمؤسسات البحثية والأكاديمية لعام 2024 بدلًا من إدراج 60 مؤسسة بحثية وأكاديمية في تصنيف عام 2023.

كما تم إدراج 79 مؤسسة تعليمية مصرية في نسخة يناير 2024 من تصنيف "ويبومتركس العام" بزيادة عن الأعوام الماضية، كما تم إدراج 50 جامعة مصرية في أحدث نسخة لتصنيف ويبومتركس للاستشهادات المرجعية، فضلًا عن إدراج 20 جامعة مصرية في تصنيف CWUR لعام 2024.

المبادرات الرئاسية في التعليم العالي 

وقال الدكتور تامر شوقي، إن مبادرات الرئيس السيسي هى أحد المحركات القوية لإحداث تطوير في التعليم الجامعي سواء من حيث إنشاء بنك المعرفة الذى أفاد عشرات الآلاف من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس، أو إنشاء الجامعات الأهلية أو الخاصة أو إنشاء فروع الجامعات الأجنبية في مصر مما فتح أبواب جديدة للالتحاق بالجامعة، وفتح مسارا جديدا لخريجى التعليم الفنى للالتحاق بالجامعة.


ومن أهم المبادرات الرئاسية التي أكدت عليها القيادة السياسية والاهتمام بها في مجال التعليم العالي هي:

مبادرة "جسور التنمية"

وتهدف هذه المبادرة الاستفادة من خبرات المغتربين المصريين، كما يسمح للخبراء المصريين بالخارج برؤية التحديات والمتطلبات الخاصة بعملية التنمية على المستوى المحلي وهي لا تركز على إعادة توطين الخبراء المصريين في الخارج، لكن يعتمد على تطوير علاقات قوية معهم.

مبادرة تحالف وتنمية 

وتهدف إلى دعم التحالفات الإقليمية في بناء التنمية الشاملة ضمن رؤية مصر٢٠٣٠، ورؤية الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي٢٠٣٠، وتعزيز فكرة التحالفات الإقليمية بين الجامعات والصناعة والهيئات الحكومية على مستوى الإقليم، ودورها في بناء التنمية الشاملة، والخروج بخطط تنمية نابعة من الإقليم.

مبادره صنايعية مصر

كما تهدف مبادرة صنايعية إلى تدريب وتأهيل أصحاب الأعمال اليدوية والحرف والمهن لتعزيز الدور الأصيل للجامعات والمعاهد الفنية فى خدمة وتنمية المجتمع

مبادرة حياة كريمة 

كما قامت الجامعات بتنفيذ مبادرة حياة كريمة وإرسال قوافل متعددة إلى قرى ومحافظات مصر وخاصة القرى الأكثر احتياجًا انطلاقًا من الدور المجتمعي وتوفير رعاية صحية متكاملة.

مبادرة 100 مليون صحة

تم تنفيذ مبادرة 100 مليون صحة بالتعاون مع وزارة الصحة للكشف وعلاج فيروس سي وأمراض السكر والضغط، من خلال 113مستشفى جامعي في جميع المحافظات.

مبادرة تحدي الأمية 

تنفيذ مبادرة تحدي الأمية بالجامعات عن طريق وضع درجات إضافية للطلاب لمحو امية أكبر عدد ممكن، حيث إن إجمالي من تم محو أمُيتهم وصل إلى ما يقرب من مليون مواطن مصري وساهم في حصول مصر على جائزة اليونسكو كأفضل تجربة في مجال محو الأمية باسم الجامعات المصرية.

مبادرة القضاء على قوائم الانتظار 

بلغ إجمالي عدد الحالات التي تم الانتهاء منها أكثر من 84 ألف تدخل جراحي بالمستشفيات الجامعية.

مبادرة مودة

بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وذلك  لتعميم المشروع القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية وتأهيل الشباب المقبلين علي الزواج.

مبادرة “ادرس في مصر”

 

أيضا ضمن الخطة المُستهدفة لعملية التسويق لجذب الطلاب الوافدين للدراسة بالجامعات في مصر.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.