كشفت صحيفة "جيورزاليم بوست" الإسرائيلية عن كواليس موافقة مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي على إرسال وفد لمحادثات المحتجزين في الدوحة وباريس بعد أن أعربت إسرائيل عن تفاؤل حذر ليلة السبت بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة محتجزين قد تشمل وقف القتال لمدة ستة أسابيع قبل شهر رمضان والانسحاب من شمال غزة، بالرغم منه لا تزال هناك فجوات كبرى بين الأطراف.
فجوات كبرى في المفاوضات.. وتقدم ملحوظ قبل رمضان
وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إن الجانبين ما زالا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق لتأمين عودة المحتجزين الـ134 المتبقين في غزة، لكن حماس خففت بعض مطالبها بعد تصلب مواقف رئيس الوزراء نتنياهو.
وتصر إسرائيل على أن أي اتفاق يجب أن يسمح للجيش الإسرائيلي باستكمال حملته العسكرية ضد حماس.
وقال مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي للقناة 12 إنه من لهجة ما سمعته في الساعات الأخيرة سيكون من الممكن إحراز تقدم.
ولم يقدم هنجبي المزيد من التفاصيل لكنه هز رأسه على ما يبدو عندما سئل عما إذا كان من الممكن تحقيق تقدم في الوقت المناسب قبل شهر رمضان، وتحدث هنغبي بعد عودة وفد إسرائيلي من المحادثات التي أجراها يوم الجمعة مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز في باريس.
وقالت مصادر مشاركة في المفاوضات للصحافة الإسرائيلية إنه تم إحراز تقدم نحو إطار عمل جديد، على الرغم من أن العديد من التفاصيل الحاسمة لا تزال بحاجة إلى الاتفاق عليها.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية "كان"، يتضمن المخطط يومًا واحدًا لوقف إطلاق النار لكل محتجز يتم إطلاق سراحه، أي ستة أسابيع من وقف إطلاق النار، مقابل كل محتجز يتم تحريره، سيتم إطلاق سراح 10 أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وتوافق إسرائيل أيضًا على الانسحاب من شمال قطاع غزة، تعتبر قضية توسيع المساعدات الإنسانية قضية سهلة نسبيًا للتوصل إلى حل وسط بشأنها، على الرغم من أن التفاصيل ليست واضحة بعد بشأن ما يتضمنه المخطط الجديد.
وقال مسئول فلسطيني مطلع على المحادثات إن الإسرائيليين، في باريس، كانوا "غامضين" بشأن نهاية اللعبة في غزة.
وأضاف المسئول: "بينما تركز إسرائيل على محاولة تحويل أي اتفاق إلى صفقة تبادل أسرى، تصر حماس على أن أي اتفاق يجب أن يرتكز على التزام الاحتلال الإسرائيلي بإنهاء الحرب وسحب قواته من قطاع غزة، هذه هي الأولوية بالنسبة لحماس”.
وأشار مسئول فلسطيني آخر إلى أن إطلاق سراح المحتجزين في إطار عملية تبادل ليس وشيكًا، قائلًا إنه لم يكن هناك أي نقاش حول الأسرى، لا من حيث الفئات ولا الأرقام.
وقال مصدر مطلع على محادثات باريس إنهم توصلوا إلى "خطوط عريضة" مقترحة للهدنة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى هدنة، لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
وضم الوفد الإسرائيلي إلى محادثات الجمعة رئيس الموساد ديفيد بارنيع، ورئيس الشاباك رونين بار، ومنسق شئون المحتجزين نيتسان ألون، ورئيس قسم الشئون الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي أورين سيفر.
وكان الاجتماع في باريس هو اللقاء الثالث بين الأطراف الأربعة التي تتفاوض على صفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، وعقد أول اجتماع بين بارنيع وبار ورئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز والوفدين المصري والقطري في نهاية يناير، وتم التوصل إلى الخطوط العريضة الأولى للصفقة.
ومع ذلك، فإن الشروط العديدة التي وضعتها حماس لتنفيذ اتفاق باريس الأول جعلته غير ممكن، حسب تقديرات إسرائيل، مقدرةً أن الحركة لم تكن مهتمة في تلك المرحلة بالتوصل إلى اتفاق جديد، ولم يتم اقتراح لقاء ثان إلا بعد ضغوط متزايدة من واشنطن والدوحة والقاهرة تجاه حماس.