
تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بذكري رحيل البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 في تاريخ باباوات الكنيسة الأرثوذكسية.
والبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، هو أحد أبرز الشخصيات الدينية في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وُلد في 3 أغسطس 1923 وتوفي في 17 مارس 2012، ويُعتبر من أكثر البطاركة تأثيرًا في العصر الحديث.
تولى البابا شنودة الثالث الكرسي البابوي في 14 نوفمبر 1971، وظل في المنصب حتى رحيله، وحقق خلال فترة رئاسته للكنيسة عدد من الإنجازات الروحية والإدارية.
من أبرز سمات البابا شنودة كانت اهتمامه الكبير بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، بالإضافة إلى دوره البارز في تقوية الروابط بين الكنيسة والمجتمع المصري، وكانت له بصمة واضحة في تعزيز العلاقات بين الأقباط والمسلمين.
ومن أبرز روابط التقوية بين الكنيسة والمجتمع المصري هو إقامة موائد رمضان، فكان البابا شنودة معروفًا بتقديم مبادرات لتقوية العلاقات بين الأقباط والمسلمين، حيث كان يحرص على المشاركة في هذه الموائد التي تُعدّ في شهر رمضان المبارك كما كان يولي أهمية كبيرة لقيم المحبة والتسامح، ويُعتبر أن وجوده في موائد رمضان كان يبعث برسالة قوية من الوحدة والاحترام المتبادل بين الأديان في مصر.
وفى عهد قداسة البابا شنودة الثالث بدأت موائد الافطار لأول مرة عام 1986 بمقر الكاتدرائية وتم تحويلها إلى عادة سنوية يجتمع فيها الجميع بروح الأخوة والمحبة والود، وبعدها أصدر قداسة البابا قرارات بانتقالها إلى كافة الطوائف والكنائس فى مصر وكذلك الإيبارشيات والكنائس فى مختلف الأحياء على مستوى مصر.
ومن جهته قال الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وسكرتير البابا شنودة الثالث في تصريح خاص لـ«الدستور»، أن موائد رمضان تعبر عن الوحدة الوطنية ومتانة العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وعندما بدأنا فى تنفيذ الفكرة، كان يشاركنا من المسلمين نحو ١٠٠ من المسئولين والوزراء ثم زاد العدد إلى ١٥٠ فردًا من القيادات إلى أن وصل إلى ٥٠٠ من القيادات والشيوخ والقضاة، وفى المقابل كان الأزهر أعد مائدة ردًا لهذه اللفتة الطيبة، وكان يدعو لها كبار رجال الدولة والقيادات وتشهد تبادل الرؤى بين الجانبين بشأن القضايا التى تشغل المواطنين.