كشف مسئولون أمريكيون وإسرائيليون عن أن ما يصل من 80% من أنفاق حركة حماس الواسعة في قطاع غزة لا تزال بكامل قوتها وسليمة بالكامل، بالرغم من اقتراب دخول الحرب شهرها الخامس، ما يعني أن إسرائيل فشلت بشكل كامل في تنفيذ أحد أهم أهدافها، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
أنفاق حماس تواجه الحرب الإسرائيلية الوحشية
قال مسئولون إسرائيليون إن إحباط قدرة حماس على استخدام الأنفاق هو حجر الأساس في جهود إسرائيل للقبض على كبار قادة حماس وإنقاذ المحتجزين الإسرائيليين المتبقين، وقالت إسرائيل إنها شنت ضربات على المستشفيات وغيرها من البنى التحتية الرئيسية في سعيها وراء الأنفاق، ولكن دون جدوى.
وأوضحت الصحيفة أن تعطيل الأنفاق، التي تمتد لأكثر من 300 ميل تحت الشريط الضيق من شأنه أن يحرم حماس من تخزين آمن نسبيًا للأسلحة والذخيرة، ومخبأ للمقاتلين، ومراكز قيادة وسيطرة لحماس، وقالت إسرائيل إن قيادتها والقدرة على المناورة حول المنطقة غير المعرضة للنيران الإسرائيلية.
وتابعت أن إسرائيل اتبعت عدة طرق مختلفة لتدمير هذه الأنفاق ولكن دون جدوى، بما في ذلك تركيب مضخات لإغراقها بمياه البحر، وشن غارات جوية عنيفة وإلقاء المتفجرات السائلة، والبحث عنها بالكلاب والروبوتات وتدمير بعض مداخلها ومداهمتها بالجنود المدربين بشكل كبير.
وأضافت أن هذه الحملات لم تسفر سوى عن ارتقاء أكثر من 25 ألف شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وواجه المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون صعوبة كبيرة في إجراء تقييم لمستوى الأنفاق التي تم تدميرها، ولكن يبدو أنها لا تشكل أي أهمية بالنسبة لحماس، فهي لا تُشكل سوى من 20% إلى 40% فقط من قوة الأنفاق، معظمها في شمال غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن إسرائيل تفكك بشكل كامل وتدريجي شبكة الأنفاق، ورفض البيت الأبيض ومكتب مدير المخابرات الوطنية التعليق.
وفي أواخر العام الماضي، وفي عملية أطلق عليها اسم "بحر أتلانتس"، قامت إسرائيل بتركيب سلسلة من المضخات في شمال غزة، على الرغم من المخاوف بشأن التأثير المحتمل لضخ مياه البحر على إمدادات المياه العذبة في القطاع والبنية التحتية فوق الأرض، وأدى القصف الإسرائيلي للأنفاق إلى إلحاق دمار واسع النطاق بالمباني الموجودة على السطح، بينما ظلت الأنفاق سليمة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قامت إسرائيل بتركيب مضخة واحدة على الأقل في مدينة خان يونس بجنوب غزة لتعطيل شبكة الأنفاق هناك، حسبما قال مسئول أمريكي مطلع على الجهود. وقال المسئول إن المضخات الأولى التي تم تركيبها داخل غزة تستخدم المياه من البحر الأبيض المتوسط، في حين أن المضخة الأحدث تسحب المياه من إسرائيل.
وقال مسئولون أمريكيون إنه في بعض الأماكن، أدت الجدران والحواجز والدفاعات الأخرى غير المتوقعة إلى إبطاء أو إيقاف تدفق المياه، وقال مسئولون أمريكيون إن مياه البحر أدت إلى تآكل بعض الأنفاق، لكن الجهد العام لم يكن فعالًا كما كان يأمل المسئولون الإسرائيليون.