تجمع متظاهرون إسرائيليون أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مطالبينه بالرحيل، بعدما قدمت الشرطة الإسرائيلية توصيات بالتحقيق معه في قضايا فساد تتعلق بتلقيه هدايا ورشاوى في القضيتين 1000 و 2000.
ورفض نتنياهو توصيات الشرطة، مؤكدا أنه لن يغادر الحكم وسيكمل فترة ولايته إلى آخر يوم، مشددا على أنه لم يحد أبدا عن مصلحة الدولة، ولا يوجد ولن يوجد ما يجعله يفعل ذلك.
وتسببت توصيات الشرطة الإسرائيلية بشأن نتنياهو في زلزال سياسي هز المنظومة الإسرائيلية وكشف عن التجاذبات التي تسيطر على علاقة الأحزاب الإسرائيلية بينها وبين بعضها البعض، حتى داخل اليمين الإسرائيلي ذاته.
وهاجم رئيس الاتئلاف في الكنيست، دافيد أمسلا، زعيم حزب "يش عتيد"، يائير لابيد، بعدما اتضح أن لابيد هو الشاهد الرئيسي في القضية 1000.
من جهته طالب المعسكر الصهيوني، رئيس الوزراء بضرورة إعلانه عجزه عن إتمام فترة ولايته، مؤكدين على أن احزاب الائتلاف يجب أن تتخذ قرارا بشأن نتنياهو إذا لم يفعل هو ذلك من تلقاء نفسه. وشدد المعسكر الصهيوني على أن الوقت قد حان للقضاء على ثقافة الفساد في المنظومة الحكومية.
وذكرت صحيفة "هاآرتس" أن زعيم حزب "كولانو"، موشيه كحلون، وزعيم حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، التزما الصمت حيال توصيات الشرطة وقررا عدم التعليق عليها اليوم، وأشارت الصحيفة إلى أن بينيت من المتوقع أن يصدر بيانا في هذا الصدد صباح الغد.
ولفتت الصحيفة إلى أن اعضاء حزب كولانو لا يعيرون اهتماما كبيرا لتوصيات الشرطة بالتحقيق مع نتنياهو، لأنهم يدركون أن صدور قرار نهائي من المدعي العام الإسرائيلي بإدانة نتنياهو، هو الشيء الذي يمكن أن يؤدي لإسقاط وتفكيك الحكومة الإسرائيلية.
في السياق ذاته، رفض بينيت التعليق على توصيات الشرطة لأسباب وموازنات سياسية بحتة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية. فقد صرح بينيت فيما مضى بأن الحكومة الإسرائيلية لن تحل بسبب سجائر وشمبانيا. وأكدت هاآرتس أن بينيت مستمتع للغاية برؤية نتنياهو في أزمته، لكنه يخشى أن يؤدي حل الحكومة إلى خسارته لدعم الناخبين من اليمين الإسرائيلي.
وهاجم وزير السياحة الإسرائيلي، ياريف لافين، زعيم حزب "يش عتيد"، يائير لابيد، مؤكدا أنه يحاول منذ سنوات أن يحل محل نتنياهو في الحكومة، ووصف شهادة يائير لابيد في القضية 1000 بأنها محاولة انقلاب على إرادة الناخبين في إسرائيل. وتابع لافين: "لاشك أن الحقيقة ستخرج إلى النور وستستمر الحكومة برئاسة نتنياهو في قيادة إسرائيل.
وقالت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريجيف: "الشيء الوحيد الجديد هذه الليلة هو الكشف عن الوجه الحقيقي ليائير لابيد، فهو سياسي فاشل فضل الانضمام الى المتظاهرين في ساحة روتشيلد ومحاولة اسقاط نتنياهو والليكود بطرق غير ديمقراطية.
وقال وزير الاتصالات، أيوب قرا، إنه على ثقة ببراءة نتنياهو، ونقلت هاآرتس عن قرا قوله: "أثق في أن الحقيقة ستخرج إلى النور، ويحصل نتنياهو على حقه في اكمال فترة ولايته كرئيس للوزراء، بل والولاية التالية لها، لقد تم اختيار نتنياهو بأغلبية ساحقة، هو مستمر وسوف يستمر في رئاسة حكومته الوطنية، سيواصل القيادة وتأمين مستقبل دولة إسرائيل.