على مدار الـ48 ساعة الماضية، اهتز اقتصاد العالم وخسر مليارات الدولارات على إثر تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط وقرب تنفيذ إيران ووكلائها وعودها بالرد القاسي على إسرائيل، ردًا على اغتيال "هنية" في طهران.
في وقت استنفرت فيه الولايات المتحدة عسكريًا ودبلوماسيًا، فدفعت تعزيزاتها الحربية ورفعت حالة الاستعداد في قواعدها بالمنطقة، مع مواصلة الضغوط الدبلوماسية لاحتواء حرب إقليمية على وشك الاشتعال.
مخاوف من اشتعال الحرب الإقليمية
أسبوع مر على ذكرى الليلة العاصفة التي عاشتها بيروت، بعد أن استهدف طيران الاحتلال القيادي العسكري البارز في حركة "حزب الله" فؤاد شكر، ليحيي زعيمها حسن نصر الله ذكراه هو وهنية الذي اغتيل بعده بساعات في طهران، متوعدًا برد قاس على إسرائيل انتقامـًا لهما وتعلن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" تعيين يحيي السنوار زعيمًا لها.
نصر الله يتوعد باقتراب الرد وحماس تولي “السنوار” زعيما
زعيم جماعة حزب الله حسن نصر الله، ألقى كلمته في احتفال تأبين بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد القائد العسكري فؤاد شكر "السيد محسن"، وقال إن الرد على إسرائيل قادم سواء وحدنا أو مع الحلفاء، وذلك في تبرير لتأخر الرد على إسرائيل بأنه "جزء من العقاب".
وأضاف: هذه معركة كبيرة وهذا استهداف خطير، مؤكدًا: ردنا آت سواء وحدنا أو في إطار جامع، مشيرًا إلى أن حزب الله ملتزم بالرد على اغتيال فؤاد شكر.
في المقابل، أعلنت حركة حماس الفلسطينية عن اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة خلفًا لـ إسماعيل هنية، وحدثت بيانها: "بعد مناقشات معمقة اتسمت بالمسئولية العالية اتفقت قيادة الحركة على المباشرة بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة".
ووصف تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، تعليقًا على قرار اختيار يحيى السنوار رئيسًا للحركة خلفًا لإسماعيل هنية الذي اُغتيل الأسبوع الماضي في العاصمة الإيرانية طهران، بأنه أخطر الأشخاص بالحركة.
رعب وتخبط إسرائيلي ونتنياهو يختبئ في ملجأ
حالة من الرعب دبت في الداخل الإسرائيلي، عبر عنها مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بقول الكاتب إنه يشتري كميات كبيرة من زجاجات المياه، والأطعمة، والمولدات الكهربائية، استعدادًا للرد الإيراني المرتقب.
وأشار الكاتب إلى تصريحات الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، الذي أعلن خلالها أنه يفضل استهداف مكان واحد يتركز فيه كل اليهود، لأنه بهذه الطريقة سيكون القضاء عليهم أسهل بكثير، وسيكون الحل النهائي.
فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات وثكنات "إيفين مناحيم" و"زرعيت" و"شوميرا" و"شتولا" شمال إسرائيل، مؤكدًة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته يخططان للبقاء في ملجأ تحت الأرض في القدس.
وأفادت صحيفة بوليتيكو بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعاني من نقص الذخائر الضرورية لصد أي هجوم كبير لإيران وحزب الله.
اقرأ أيضًا:
هجوم إيراني مرتقب.. كاتب إسرائيلي: أستعد للحرب بتخزين المياه والغذاء والمولدات
القاهرة الإخبارية: نتنياهو وزوجته يخططان للبقاء فى ملجأ تحت الأرض
جهود دولية لاحتواء التصعيد
في وقت تعقدت فيه الأزمة وأصبح الشرق يترقب تنفيذ إيران ووكلائها لتهديداتهم بالرد على إسرائيل وهو ما يهدد باشتعال حرب إقليمية شاملة، بدأت الجهود الدولية في محاولات خفض التصعيد واحتواء الأزمة.
وكشفت مصادر إيرانية، لـ"رويترز"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من المرشد الإيراني علي خامنئي، تنفيذ "رد منضبط" وتجنب سقوط ضحايا مدنيين في إسرائيل.
وخرج وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، معلنًا وصول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى "مرحلة نهائية".
وأكد أنه على إيران وإسرائيل تجنب تصعيد الصراع في الشرق الأوسط: "نقلنا هذه الرسالة مباشرة إلى إيران، ونقلناها أيضًا إلى إسرائيل".
وتابع قوله: "يجب على الجميع في المنطقة أن يفهموا أن المزيد من الهجمات لن يؤدي إلا إلى إدامة الصراع وعدم الاستقرار وانعدام الأمن للجميع".
لماذا تأخر الرد الإيراني؟
وأعلنت إسرائيل عن استعدادها لرد فوري على إيران بعد شن هجومها وهناك تردد بشأن تنفيذ ضربة استباقية، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن رد إيران لن يؤدي إلى حرب لكنه سيكون أكبر من هجوم أبريل، وسيركز على أهداف عسكرية، وفقًا لقناة "القاهرة الإخبارية".
وأشار تقرير للقناة 13 الإسرائيلية عن مصادر، إلى أن "القيادة السياسية في إسرائيل لم توافق حتى الآن على هجوم استباقي ضد حزب الله"، مضيفةً أن "قادة عسكريين اقترحوا في مشاورات الأمس شن هجوم استباقي على حزب الله".
في السياق ذاته، أكد مسئولون أمريكيين أن السر في تأخر الرد الإيراني على إسرائيل هو مناقشة المسئولين الإيرانيين طريقة ونطاق الهجوم المحتمل وتوقيته مع وكلائها في الشرق الأوسط، وفقًا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال".
وقال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية في مداخلة لـ"القاهرة الإخبارية"، إن كلمة نصر الله والتأكيدات الإيرانية تشير إلى حتمية توجيه الضربة لإسرائيل، ولكن حجم ذلك الرد وتأثيره هو محل الخلاف والسبب الرئيسي في تأخير الضربة سواء من إيران أو من وكلائها وفي مقدمتهم حزب الله.
وأضاف أن الشرق الأوسط يتحول إلى منطقة صراع دولي مع تدخل الغرب والولايات المتحدة لدعم إسرائيل، وفي المقابل تدخلت روسيا وسلمت أنظمة دفاع جوي لإيران، مع مطالبة "بوتين" المرشد الإيراني بأن يكون الرد منضبطًا ويتجنب استهداف المدنيين.
وتابع: "إيران حريصة على تأمين الثغرات الأمنية قبل أن تبدأ حرب مفتوحة مع إسرائيل، وهذا هو السبب الرئيسي لتأخير الرد".