أعرب الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، عن مخاوف جدية بشأن قرار إيمانويل ماكرون الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة.
وفقا للجارديان، حذر ساركوزي من أن هذه الخطوة قد تدخل فرنسا في حالة من الفوضى، حيث يتخلف حزب ماكرون الوسطي حاليا في استطلاعات الرأي.
ووفقاً لساركوزي، فإن حل الجمعية الوطنية في هذه المرحلة يشكل "خطراً كبيراً" وقد يترك البلاد تكافح من أجل التعافي من الاضطرابات التي تلت ذلك.
الانتخابات البرلمانية الأوروبية
تأتي هذه الانتقادات في أعقاب الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو، حيث تعرض حزب ماكرون لهزيمة كبيرة على يد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف. وشكك ساركوزي في مبررات ماكرون لإجراء الانتخابات المبكرة، مشيرا إلى أن أكثر من 25 مليون فرنسي عبروا بالفعل عن آرائهم من خلال صناديق الاقتراع. وحذر من أن الانتخابات المقبلة قد لا تؤدي إلا إلى إعادة تأكيد الغضب الشعبي بدلا من إخماده.
تزايد نفوذ اليمين المتطرف
تكتسب مارين لوبان وجوردان بارديلا، زعيما حزب التجمع الوطني، زخما في جميع أنحاء فرنسا، على الرغم من أنهما لم يصدرا بيانا بعد. وتشير استطلاعات الرأي الحالية إلى تقدم قوي لحزب التجمع الوطني، الذي من المتوقع أن يحصل على 35% من الأصوات. ويليه تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري بنسبة 26%، في حين يتأخر حزب النهضة بزعامة ماكرون بنسبة 19%.
رؤى بيانات الاقتراع
تعكس العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة اتجاهات مماثلة، حيث يحتل حزب ماكرون المركز الثالث باستمرار. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة إيفوب لصحيفة لو جورنال دو ديمانش أن 61% فقط ممن دعموا ماكرون في الانتخابات الرئاسية لعام 2022 يخططون للتصويت لحزبه في الانتخابات التشريعية المقبلة. وتشير استطلاعات رأي أخرى، بما في ذلك استطلاع أجرته Opinionway، إلى تقدم كبير للتجمع الوطني.
انتقادات من رؤساء الوزراء السابقين
انتقد رئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان قرار ماكرون ووصفه بأنه غير مسؤول وحذر من أنه قد يمهد الطريق أمام اليمين المتطرف للوصول إلى السلطة. وشدد جوسبان على أنه كان ينبغي على ماكرون استشارة الشخصيات السياسية الرئيسية الأخرى قبل اتخاذ مثل هذا القرار المهم. واتهم ماكرون بالتصرف بشكل أحادي وفتح الباب أمام حزب التجمع الوطني للاقتراب من السلطة.
عودة هولاند إلى السياسة
وفي تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند ترشحه لعضوية الجمعية الوطنية. ووصف هولاند قراره بالاستثنائي، قائلا إنه كان مدفوعا بالرغبة في خدمة البلاد خلال هذه الفترة الحرجة. ومع ذلك، ردت لجنة الانتخابات التابعة للحزب الاشتراكي بفتور، واكتفت بالاعتراف بترشيحه دون تقديم دعم صريح.
وجهة نظر لوبان
وانتقدت مارين لوبان، في حديثها لصحيفة لوفيجارو، ما أسمته "الكتلة الإسلامية اليسارية" لكنها امتنعت عن الدعوة إلى استقالة ماكرون، حتى في حال تحقيق حزبها انتصارا كبيرا. وشددت على احترامها للمؤسسات، وأشارت إلى أنها تتوقع فترة من التعايش وليس الفوضى المؤسسية.