قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه وقعت مجازر وانتهاكات عرقية في السودان من قبل قوات الدعم السريع التي تمردت على الجيش السوداني في أبريل من العام الماضي.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن مقاطع فيديو من ساحات القتال في السودان تكشف عن أن الكراهية العرقية وراء المجازر، مشيرة إلى أن منطقة دارفور كانت مسرحًا لإبادة جماعية قبل عقدين من الزمان، فيما تُظهر مقاطع فيديو التعصب العربي وراء موجة جديدة من عمليات القتل
الدعم السريع" ترتكب جرائم إبادة في دارفور والقتال أودى بحياة نصف مليون شخص
ونقلت الصحيفة قصصًا لانتهاكات مروعة نفذتها ميليشيا الدعم السريع بحق السودانيين واعتقال العشرات منهم ثم إعدامهم لاحقًا رميًا بالرصاص.
وقالت الصحيفة إنه تم تصوير العديد من عمليات القتل التي نفذت على غرار الإعدام العام الماضي في كساب، وغيرها في بلدة كتم المجاورة في منطقة دارفور بغرب السودان، في دليل مرئي نادر على المذبحة التي تحدث بشكل روتيني في السودان، حيث تقاتل قواتها المسلحة قوات الدعم السريع، في صراع تقدر الولايات المتحدة أنه أودى بحياة حوالي 500000 شخص.
وبحسب الصحيفة كانت عمليات قتل الشباب الخمسة الذين شوهدوا في مقاطع الفيديو جزءًا من مذبحة قتل فيها ما لا يقل عن 73 شخصًا، وفقًا لسكان كتم ووكالة الأمم المتحدة للاجئين.
شهادات صادمة لضحايا الدعم السريع
وتؤكد مقاطع الفيديو بحسب التقرير على عنصرية الميليشيات التابعة لقوات الدعم السريع تجاه ضحاياهم من الأفارقة السود والثمن الباهظ لهذا التعصب، والذي يقول الضحايا إنه يغذي الكثير من العنف الذي ترتكبه المجموعة ضد المدنيين، وخاصة في دارفور.
وفي أحد مقاطع الفيديو، يبتسم رجل مسلح يرتدي عمامة بيضاء أمام جثتين ملطختين بالدماء لرجلين مجهولين قائلًا: "صورهم، هذا انتصار للعرب! هذا انتصار للعرب!"
وفي أعقاب مذبحة جماعية، يصرخ رجال ميليشيات الدعم السريع في فيديو ثاني قائلين "النصر للعرب بإذن الله". وتُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات على أسس عرقية.
ويعتبر حوالي 70% من السودانيين أنفسهم عربًا، في حين ينتمي الباقون في المقام الأول إلى مجموعات إفريقية سوداء مثل الفور والزغاوة والنوبيين، فيما كانت عمليات القتل في كساب وكتم، التي وقعت في يونيو 2023، بمثابة نذير لعمليات قتل جماعي أخرى للمدنيين من ذوي البشرة السوداء في الغالب على يد قوات الدعم السريع في مدن دارفور مثل نيالا والجنينة.
وقالت الصحيفة إن هذه المقاطع المصورة تقدم لمحة نادرة عن الرعب الذي يتكشف في السودان، فقد وقع الكثير من عمليات القتل بعيدًا عن أنظار العالم بينما يُسمح لقلة من الصحفيين الأجانب بالسفر إلى السودان، واتصالات الإنترنت والهاتف نادرة.
قوات الدعم السريع مسئولة عن غالبية الفظائع
وأكد التقرير أن قوات الدعم السريع مسئولة عن غالبية الفظائع، وقد كشفت روايات الشهود ومقاطع الفيديو الدعائية لقوات الدعم السريع أن كبار قادة قوات الدعم السريع كانوا في منطقة كتم أثناء عمليات القتل.
وقال عزالدين الصافي، وهو مسئول كبير في قوات الدعم السريع، إن الأبعاد العرقية للصراع تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه، وأن الناس في كتم يعيشون الآن معًا بسلام، تحت إشراف قائد قوات الدعم السريع المنتمي إلى قبيلة الفور.
وأدى هذا السخط إلى حرب سابقة في دارفور، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص من عام 2003 إلى عام 2020، فيما قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، والآن حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، من أن التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب تحدث مرة أخرى.