عام من العدوان الإسرائيلي على غزة .. شتاء ثان تحت الحصار والدمار
16.09.2024 13:28
اهم اخبار العالم World News
صدى البلد
عام من العدوان الإسرائيلي على غزة .. شتاء ثان تحت الحصار والدمار
Font Size
صدى البلد

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت في أكتوبر 2023، تستعد المدينة المحاصرة لاستقبال شتاءها الثاني وسط ظروف إنسانية كارثية الحرب، التي بدأت بتصاعد التوترات المتزايدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تحولت إلى صراع شامل استمر لعدة أشهر، حيث ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، إلى قرابة 41 ألفا، فيما اقترب عدد الجرحى والمصابين من نحو 95 ألفا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتدمير كبير في البنية التحتية.

الشتاء الثاني في زمن الحرب

مع دخول الشتاء الثاني في زمن الحرب، يعيش سكان غزة في ظروف غير مسبوقة من الفقر والحرمان، الحصار المستمر الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من عقد قد جعل الوضع أسوأ، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية، والأدوية، والوقود، والكهرباء. الشتاء القارس يزيد من معاناة الناس، إذ يعتمد الكثيرون على الخيام أو المباني المدمرة كملاجئ مؤقتة بعد أن فقدوا منازلهم خلال القصف الجوي المستمر.

تحديات اقتصادية

بعد مرور 11 شهرا على الحرب، تواجه إسرائيل أكبر تحد اقتصادي لها منذ سنوات، وتشير البيانات إلى أن اقتصاد إسرائيل يشهد أشد تباطؤ بين أغنى بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفق تقرير نشره موقع "ذا كونفرسيشن" الأمريكي.

وبحسب الموقع، انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.1% في الأسابيع التي أعقبت الهجوم الواسع الذي قادته حركة (حماس) في السابع من أكتوبر في حين استمر الانحدار حتى عام 2024، إذ انخفض بنسبة 1.1% و1.4% إضافية في الربعين الأولين.

 التحديات الاقتصادية التي تواجهها إسرائيل لا تذكر مقارنة بالتدمير الكامل للاقتصاد في غزة، لكن الحرب المطولة لا تزال تلحق الضرر بالتمويل الإسرائيلي، والاستثمارات التجارية، وثقة المستهلكين.

مشهد التعليم وسط الدمار

مع قرب بدء العام الدراسي الجديد، لا تزال المدارس في قطاع غزة مغلقة في ظل الحرب المستمرة منذ شهر أكتوبر الماضي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

ويفترض أن يعود الأطفال للمدارس هذا الأسبوع إلا أن معظمهم محاصرون في مساعدة أسرهم في النضال اليومي من أجل البقاء وسط الحرب الإسرائيلية المدمرة بحسب ما نشرت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها.

التقرير أفاد بأن الأطفال يمشون حفاة على الطرق الترابية لحمل المياه في أوعية بلاستيكية من نقاط التوزيع إلى أسرهم التي تعيش في مدن الخيام التي تعج بالفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم، وينتظر آخرون في مطابخ الجمعيات الخيرية حاملين حاويات لإحضار الطعام.

الأزمات الإنسانية

تسببت الحرب في تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. المؤسسات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والصليب الأحمر، حذرت من أن القطاع على حافة كارثة إنسانية. مستشفيات غزة تكافح لتقديم الرعاية للمرضى والجرحى، في ظل نقص الأدوية والمعدات الطبية الأساسية. وفي الوقت نفسه، يعاني الأطفال من آثار نفسية جسيمة نتيجة الحرب، حيث فقد الكثيرون عائلاتهم ومنازلهم، ويعيشون في خوف دائم من الغارات الجوية والهجمات.

الآثار السياسية والإقليمية
الحرب أدت إلى تعميق الانقسامات السياسية في المنطقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل تبرير عملياتها العسكرية بأنها ضرورية للدفاع عن نفسها ضد هجمات الصواريخ التي تطلقها حماس. من جانبها، تبرر حماس هجماتها كرد فعل على القمع الإسرائيلي المستمر للفلسطينيين وتدهور الأوضاع في القدس والضفة الغربية.

مستقبل غامض
مع دخول الشتاء الثاني، يبدو أن الوضع في غزة سيستمر في التدهور ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة. الجهود الدبلوماسية لإيقاف القتال لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة، حيث تستمر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس دون تقدم واضح.

يبقى السؤال الأكبر: إلى متى ستستمر هذه الحرب؟ وهل سيأتي اليوم الذي يتم فيه إحلال السلام في المنطقة؟، استمرار الحرب سيأتي بثمن باهظ على المدنيين الذين يعيشون في ظروف تزداد سوءًا يومًا بعد يوم. إذا لم يتم التوصل إلى هدنة أو حل سياسي، فإن المعاناة في غزة ستستمر، مع تزايد عدد الضحايا ودمار أكبر للبنية التحتية.

نهاية الحرب ومستقبل قطاع غزة

مع استمرار الحرب وتدهور الأوضاع، يتساءل العديد عن النهاية المحتملة لهذا العدوان الدموي. حتى الآن، لم يظهر أي اتفاق سلام في الأفق، حيث يستمر العدوان دون توقف، مما يثير تساؤلات حول إلى متى يمكن أن يستمر هذا الوضع المتأزم. بدون التوصل إلى اتفاق سياسي شامل، من الصعب التنبؤ بنهاية قريبة للحرب، حيث تبقى الأطراف متمسكة بمواقفها.

حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ سنوات، تواجه تحديات هائلة في ظل تواصل القصف الإسرائيلي. ورغم الدعم الشعبي الذي تحظى به في بعض الأوساط، إلا أن الحرب المستمرة تُضعف قطاع غزة بشكل كبير.

في نهاية المطاف، استمرار الحرب دون حل لن يخدم أيًا من الأطراف، وقد يؤدي إلى المزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.