أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن قرار الولايات المتحدة بتقديم مقترح لمجلس الأمن لتحذير إسرائيل من أي عملية برية في مدينة رفح وضرورة الوقف المؤقت لإطلاق النار هى بمثابة خطوة لانتقاد نادر لإسرائيل في الأمم المتحدة ليصبح هذا التحرك الأمريكي بمثابة رسالة تحذير أخيرة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بأن أي هجوم بري على رفح قد يكون بمثابة نقطة انهيار للعلاقات مع آخر داعم دولي لإسرائيل
تحركات أمريكية نادرة
وأوضحت الصحيفة أن التحرك يعكس أيضًا الإحباط المتزايد من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن من سلوك الحكومة الإسرائيلية في الحرب في غزة بقيادة بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف وارتفاع عدد الشهداء بين المدنيين الفلسطينيين ليقترب من 30 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، ويعني أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أصبحت على المحك.
وتابعت أن الخطوة الأمريكية في الأمم المتحدة تأتي أيضًا في الوقت الذي يواجه فيه بايدن ضغوطًا دولية متزايدة من حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين ومحليًا من المشرعين المؤثرين داخل الحزب الديمقراطي لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب لصالح استراتيجية أكثر محدودية.
وأضافت أن استخدام قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للدعوة إلى تغيير في استراتيجية إسرائيل إنجاز دبلوماسي كبير بالنسبة للولايات المتحدة، التي تدافع عادة عن إسرائيل في المنظمة واستخدمت مؤخرًا حق النقض ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن الخطوة الأمريكية جاءت في أعقاب تعثر المحادثات بين الولايات المتحدة ومصر وقطر لتأمين وقف القتال لمدة ستة أسابيع في الأيام الأخيرة.
وقال بايدن في الأسبوع الماضي إن توقعه هو أن إسرائيل لن تمضي قدمًا في هجوم رفح، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستستجيب لطلبه.
وقال نتنياهو إن الدعوات الموجهة إليه بالامتناع عن مهاجمة رفح هي بمثابة أناس يقولون لإسرائيل "اخسري الحرب" وتعهد بأنه "لن يستسلم لأي ضغوط".
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة دعمت بقوة حق إسرائيل في مهاجمة حماس ردًا على عملية طوفان الأقصى، إلا أن بايدن منزعج من عدد القتلى المدنيين في غزة نتيجة للهجوم البري والقصف الجوي.
وقال بايدن في وقت سابق من هذا الشهر إنه يعتقد أن التصرفات الإسرائيلية كان مبالغًا فيها، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة لم تكن على استعداد لتحدي إسرائيل باستخدام أدوات أخرى، مثل حجب المساعدات العسكرية، بل تعمل الآن على إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل.