
كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن مفاجأة كبرى بشأن موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، مؤكدة أنه في الأوساط الإسرائيلية، كانت هناك قناعة بأن رفض حماس الكامل للخطة الأمريكية سيمنح تل أبيب مبررًا لاستئناف العمليات العسكرية، إلا أن هذه التوقعات خابت، وأربكت الحسابات الإسرائيلية بالكامل.
وتابعت أن إدارة ترامب ومعها الوسطاء العرب، لجأوا إلى تفسير مرن لشروط حماس، معتبرين أن القيود التي أوردتها ليست رفضًا، بل يمكن تجاوزها فنيًا في المفاوضات.
ووفق هذا المنطق، فإن مصطلحات مثل وقف الحرب الكامل أو تهيئة الظروف الميدانية لا تعج عوائق جوهرية، بل تفاصيل قابلة للتفاوض، وهو ما جعل واشنطن والقاهرة تمارسان ضغطًا متزايدًا على الجانبين للقبول بمسار تفاوضي طويل الأمد.
رسائل حماس وصدمة إسرائيل
في مقابلات مع وسائل إعلام أجنبية، تحدث موسى أبومرزوق وأوسامة حمدان بوضوح أكبر، مؤكدين أن أي تبادل للأسرى مرهون بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وإنهاء الحرب بشكل دائم، مشيرين إلى أن تنفيذ ذلك خلال 72 ساعة- كما ورد في خطة ترامب- أمر مستحيل بسبب الدمار الهائل وصعوبة تحديد مواقع الجثامين.
كما شدد أبومرزوق على أن السلاح الفلسطيني لن يُسلّم إلا لدولة فلسطينية قائمة، بينما رفض حمدان أي صيغة حكم لغزة تكون خارج إطار السلطة الفلسطينية.
وتسعى حماس من خلال هذه المواقف إلى كسب الوقت وتثبيت وقف إطلاق النار أطول فترة ممكنة، مع الحفاظ على ما تبقى من قوتها العسكرية داخل القطاع.
ويبدو أن مكتبها السياسي في الخارج يراهن على تقلبات مواقف ترامب، مستفيدًا من ضغوط واشنطن على إسرائيل في هذا التوقيت، فيما بدأ الصبر الأمريكي ينفد مع استمرار المماطلة الإسرائيلية، خصوصًا أن موافقة حماس على الخطة تسببت في صدمة وارتباك في إسرائيل.
وتتوقع مصادر سياسية أن تفضي المفاوضات الجارية إلى اتفاق جزئي شبيه بالمقترح الذي قدّمه الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف في أغسطس الماضي، يتضمن تبادلًا محدودًا للأسرى وهدنة طويلة المدى، على أمل أن تتطور لاحقًا إلى تسوية أشمل.
ويرى المراقبون أن الوسطاء العرب يعولون على مرور الوقت لتثبيت التهدئة، خصوصًا مع انشغال إسرائيل المحتمل بالانتخابات المقبلة وتحول اهتمامها إلى الداخل، لكن كثيرين يعتقدون أن صدمة السابع من أكتوبر ستبقى مؤثرة في السياسة الإسرائيلية لسنوات، وأن أي حكومة مقبلة ستواصل عملياتها ضد بنية حماس في غزة حتى بعد إقرار الهدنة.