تعتبر مصر من أكثر الدول التي ينتشر فيها التدخين بصورة كبيرة، ووفقًا لمؤشرات البحث الذي أجرته المنظمة بالتعاون مع وزارة الصحة عام 2017، فإن حوالى 25% من الشعب المصري يدخنون التبغ بأنواعه المختلفة.
وقال الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر ومدير مرصد مصر لمكافحة التبغ، في تصريحات صحفية، إن عدد الوفيات بسبب التدخين في مصر يصل إلى نحو 170 ألف حالة وفاة سنويًا، مشيرًا إلى إنفاق نحو 3.2 مليار جنيه سنويًا على علاج الأمراض المتعلقة باستهلاك التدخين، كما أن المصريين يستهلكون 84 مليار سيجارة سنويًا.
وأشار إلى أن مصر خطت خطوات جيدة في مكافحة التبغ، فأصدرت القوانين التي تضمن تقليل الأخطار الناتجة عن التدخين، وهي قوانين وجهود عديدة بدأت منذ عام 1981، ومنها القانون 85 لسنة 2002، وقانون 154 لسنة 2007، كما وقعت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ عام 2005، حيث تعهدت الدول بخفض استهلاك التبغ بنسبة 30%، كهدف عالمي، قبل حلول عام 2025.
وأكد «المغازي»، أن هذه الجهود تراجعًا خطيرًا منذ دخول أولى منتجات التبغ المسخن رسميًا إلى السوق المصري في يناير الماضي، حيث قامت الشركة المنتجة بالترويج بطرق مخالفة للقوانين لنشر منتجات جديدة تحت ادعاء أنها أقل ضررًا، وهو ادعاء غير حقيقى ولم يثبت إطلاقا حتى الآن، كما قامت بنفيه منظمة الصحة العالمية لعدم وجود الدليل العلمي المثبت لتلك الادعاءات.
وذكر رئيس جمعية مكافحة التدخين، أن الشركات استخدمت الفنانين والمشاهير على الإنترنت في الترويج للمنتج الجديد، في مخالفة صريحة للقانون، كما قدمت تسهيلات وعروض للجمهور خاصة الشباب، من خلال تصميم أكشاك مميزة في المولات، لافتًا إلى أنه من المنتظر زيادة هذه المخالفات مع دخول شركات جديدة سوق التبغ المسخن في مصر خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأشار «المغازي»، إلى ما وصفه بالقرار الصادم لرئيس مجلس الوزراء، بإلغاء وضع الصور التحذيرية على علب التبغ المسخن بعد مهلة فترة زمنية، ما يعني أن أي شركة تريد طرح منتج التبغ المسخن سيتوجب عليها طباعة الصورة التحذيرية في الوقت الحالي، ولحين مرور فترة انتقالية، ويمكن بعدها الاكتفاء بكتابة العبارات فقط دون الصورة
وطالب «المغازي» الحكومة بأن تراجع مواقفها من منتجات التبغ المسخن، خاصة أن كل قوانين مكافحة التدخين المصرية تتحدث عن منتجات التبغ بصفة عامة دون تحديد.
ولفت إلى أن صحة الإنسان المصرى تعتلي مكانة مرتفعة لدى القيادة السياسية، ويتضح ذلك من المبادرات الرئاسية الناجحة للكشف عن وعلاج الأمراض غير السارية، كأمراض السكر والقلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسى المزمنة، والتي يعتبر استخدام التبغ هو المسبب الرئيسي.