
أصبح دكتور مايكل وجيه يوسف، أمين صندوق نقابة أطباء أسيوط، أول شهيد كورونا من الجيش الأبيض بالمحافظة، بعد إصابته بالفيروس القاتل، أثناء تأدية عمله بمستشفى أسيوط العام.
الطبيب الشهيد خريج طب أسيوط دفعة 38، أخصائي جراحة العظام، مدير الطوارئ بمستشفى أسيوط العام، وأمين صندوق نقابة أطباء أسيوط، أب لأربع أطفال، مابين الثلاث والثماني سنوات، أخذ على عاتقه جمع الواقيات وتوزيعها على مستشفيات العزل، والمستشفيات المركزية، لم يتأخر يوما عن مساعده أي زميل، أو مريض، كان حريصا أشد الحرص على قائمة العمليات المجانية، كما أنه أجرى العديد من العمليات دون مقابل داخل المستشفى وخارجها.
مع بدء الحظر كان يقوم "مايكل" بتوصيل زملائه بسيارته الخاصة، حتى أصيب أثناء تأديه عمله بمستشفى أسيوط العام، بفيروس كورونا المستجد.
يقول الدكتور محمد على رسلان، أمين عام نقابة الأطباء بأسيوط، إن الشهيد كان ذا فكر طموح ولا يطمع في أي مكاسب شخصية، وبمجرد انضمامه لمجلس نقابة أطباء اسيوط، ونجاحه باكتساح على مدار دورتين متتاليتين، قام مع مجموعته داخل المجلس بتغيير شكل العمل النقابي تغييرا جذريا.
كما ساهم مع مجموعته بمساعدة الكثيرين في مواقع عملهم، وحل الكثير من المشاكل للساده الزملاء، وصنعوا نهضة علمية ومعرفية للسادة الأطباء داخل أسيوط، بالإضافه إلى مساهماته في خدمات مجتمعه، بحسب الأمين العام.
وأضاف "رسلان"، أن الدكتور مايكل وجيه، كان حريصا على تحريك مياه راكدة لسنوات داخل العمل النقابي، بصفته مسئول لجنة شباب الأطباء بالنقابة الفرعية، فلم يطلب منه أحد طلبا وتأخر عنه مساء وصباحا.
وأكد "رسلان"، على أن الراحل كان دائم الاحترام للجميع ويردد دائما كلمته الشهيرة المحببة للنفس "أهلا يا كبير"، لأي شخص يطلبه، ابتسامته لا تفارق وجهه، تقترب إليه من أول تعامل، لا يحسسك بوجود حواجز في التعامل من صنع البشر مرددا دوما "مش مستاهلة".
وذكر أمين عام نقابة أطباء أسيوط، أنه منذ بدء جائحة كورونا على وجه الخصوص، قام الشهيد بمجهود رائع لحل كثير من المشكلات وتوفير احتياجات الأطباء ومستشفيات العزل، موضحا أنه جمع بنفسه تبرعات لصالح مستشفيات العزل داخل أسيوط، وتوزيعها عليهم، بمجرد متابعته لهم بعدم توفرها، قائلا "قبل إصابته بأيام يحضرني مشهد احتياجي لكحول طبي، ولم يكن بحوزتي، أي كمية للاستخدام الشخصي، وعندما قابلته علم بذلك فتوقف بسيارته ومنحني آخر زجاجة معه، وقالي خد دي يا كبير، أنا هتصرف"
وختم بقوله رحم الله أول شهيد في الفريق الطبي بأسيوط.