اتهمت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، قطر بتبني سياسة ذات الوجهين، مؤكدًا أنها تسعى باستمرار للحصول على كلا الطرفين المتصارعين في أي قضية، بحسب تقرير نشرته المجلة.
وأوضحت أن قطر تستضيف القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط كحليف موثوف فيه، لكن في الوقت نفسه تُعد أكبر داعم - سياسيًا وماليًا وعسكريًا وإيديولوجيًا وإعلاميًا عبر قناة الجزيرة، لأكثر القوى راديكالية في المنطقة.
وأشارت المجلة إلى أن مشروع قرار الاتهام ضد قطر طويل جدًا بحيث لا يمُكن إعادة النظر فيه بالكامل بسبب طوله ولكن بعض العينات تؤكد أنها سيئة بما فيه الكفاية، لافتة إلى أنه لا يوجد قوة مسؤولة عن تحويل الربيع العربي إلى خريف إسلامي إلا قطر التي أنفقت مليارات الدولارات من أجل تحقيق هذا التحول.
وقالت المجلة الأمريكية، إنه في مصر قامت قطر بتمويل حكومة الإخوان المسلمين الكارثية بقيادة الرئيس محمد مرسي في مصر. وبعد الإطاحة بمرسي في عام 2013، عملت قطر على نزع شرعية وزعزعة استقرار نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أن قطر وضعت قناة الجزيرة وغيرها من منصات مدعومة من الدوحة في خدمة الإخوان المسلمين بمصر.
تذكر المجلة أن التدخل القطري كان أكثر فظاعة في ليبيا وسوريا، فلم يشمل المال والتحريض فحسب، بل تقديم الأسلحة أيضًا، والمساعدة على تتدفق جميع الإسلاميين الراديكاليين إلى هذه المنطقة. وقاموا بإرسال كميات كبيرة من الأسلحة إلى العديد من الميليشيات المتطرفة التي تُثير قلقًا بالغًا لدى صناع السياسة في واشنطن.
وأشارت إلى أنه في منتصف التسعينيات، أدركت الولايات المتحدة أن كبار المسؤولين في حكومة قطر يأوون جهادي تورط في مؤامرة لتفجير طائرة ركاب وهي في طريقها إلى الولايات المتحدة. ولكن بعد أن اقترب مكتب التحقيقات الفيدرالي من اعتقال المتهم في قطر اختفى فجأة.
وكشفت المجلة أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق لويس فريه كتب رسالة صريحة إلى وزير الخارجية القطري اشتكى من أن الولايات المتحدة لديها "معلومات مزعجة" من أن المشتبه به هرب مرة أخرى من مراقبة الأمن بعد أن أبلغ بملاحقة مكتب التحقيقات الفدرالي له.
تقول المجلة إن هوية هذا الجهادي هو خالد الشيخ محمد، الذي خطط لهجمات 11 سبتمبر. وأكدت أن مسئول كبير في أمريكا يعتقد أن معظم المسؤولين عن إيواء ودعم محمد في قطر خدموا في الحكومة القطرية في منصب وزير حتى عام 2013، وأبرزهم وزير الداخلية في عام 2013 .
وأكد محللون أمريكيون عدة مرات أنهم وجدوا كاميرات الجزيرة في الموقع الذي تتعرض فيه القوات الأمريكية لهجوم في نفس الوقت، مؤكدين أن الأدلة الظرفية على تواطؤ الجزيرة مع الجهاديين الذين يستهدفون الجنود الأمريكيين تبدو مقنعة.
وقال قائد القوات الأمريكية السابق في الشرق الأوسط، الجرنال جون أب ذيد، إنه "من المثير للاهتمام أن تكون الجزيرة في موقع الجريمة .. موقع حدوث هجوم على القوات الأمريكية".
وتختتم المجلة بقولها: إدارة ترامب إذا كانت تُريد خلق تحالف قوي ومواجهة التشدد يجب أن تبدأ من قطر، مؤكدة أن خسارة قطر لن يكون هام على النقيض بالسعودية، ولا يجب أن تبتز الدوحة أمريكا لأنها تأوي القاعدة العسكرية الأمريكية.