بقلم القمص أنجيلوس جرجس
دانيال اسم عبري معناه اللـه يقضي، وهو أحد الأربعة أنبياء الذين بحسب نبواتهم يلقبون بالكبار، نظراً لكبر نبواتهم في الكتاب المقدس، فهو الرابع بعد إشعياء وإرميا وحزقيال.
له مكانة كبيرة في عقول وقلوب كثيرين إذ هو الشاب الذي رفض طاعة العالم والملك لإطاعة الرب ووصاياه، وهو النبي مفتوح العينين الذي له العلاقة القوية مع الرب، وهو الذي لأجل تمسكه بعبادة الرب استهان بالأسود ونزل الملاك لأجله وسد أفواه الأسود، وهو صاحب الرؤى والرسائل للملوك، وهو صاحب نبوات التجسد وتحديد زمنه.
ولد دانيال النبي قبل سبي بابل بسبعة عشر سنة أي في حدود 623ق.م وتنيح عام 534 ق.م. وقد كان من العائلة الملوكية وأحد نبلاء وأمراء المملكة، فقد أخذهم نبوخذ نصرعام 606 ق.م مع الثلاثة فتية أيضاً النبلاء حنانيا وعزاريا وميشائيل وذلك بعد حصاره لأورشليم، وأخذ يهوياقيم الملك ومعهم كل الأمراء ونسل الملوك حتى يضمن ألا يحاول أحد من عائلة الملوك استرداد العرش.
وعاشوا هؤلاء الأمراء دانيال والثلاثة فتية ثلاث سنوات في أكاديمية خاصة برجال الملك، وهم من المختارين بعناية لخدمته، وتعلم فيها الكلدانية وأظهر فيها نبوغ عظيم.
وكان أول تحد أن يعلن دانيال والثلاثة فتية أنهم لن يأكلوا من الطعام المقدم لأنه من الذي يذبح للأوثان وقد يكون فيه أيضاً ما حرمته الشريعة اليهودية ويطلبوا أن يكون طعامهم بقولاً ليعيشوا صائمين لأجل الرب وحرموا شهواتهم منذ البداية وكانت النتيجة هي: "أما هؤلاء الفتيان الأربعة فأعطاهم اللـه معرفة وعقلاً في كل كتابة وحكمة، وكان دانيال فهيما بكل الرؤى والأحلام" (1: 17)
وحين قابله الملاك قال له أيها الرجل المحبوب، وقد كان عظيماً في مملكة نبوخذ نصر بعدما فسر له أحلامه فجعله رئيساً لكل حكماء بابل. وبعد ذلك جاء بلشاصر الذي هو حفيده، وجدت الكتابة على الحائط وفسرها. ثم حكم داريوس الملك المادي وجعله أحد الوزراء الثلاثة في دولة مادي وفارس فقد كان له نعمة خاصة لدى الجميع وتنيح عند عمر سبعين عاماً في أرض السبي.
وسفر دانيال يحمل عمقاً روحياً وتاريخياً ونبوياً عظيماً، وهو سفر أيضاً يقدم القوة الروحية قوة الصلاة وقوة الصوم والتمسك بربنا والشجاعة والمعاملات الشخصية أيضاً في حياة دانيال النبي.