أفاد خبراء بأن قرار كوريا الشمالية نشر آلاف الجنود على خطوط المواجهة في أوكرانيا،وسيعزّز التحالف العسكري مع موسكو، كما قد يدفع روسيا للانخراط بشكل أعمق في القضايا الأمنية المرتبطة بشبه الجزيرة الكورية.
وقالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية إنّ نحو 1500 جندي من القوات الخاصة الكورية الشمالية موجودون في روسيا، ومن المرجّح أن يتوجهوا إلى الخطوط الأمامية قريباً، مع استعداد آلاف الجنود لمغادرة البلاد في وقت قريب، فيما يعدّ أول انتشار من نوعه لبيونغ يانغ في الخارج.
وتُظهر هذه الخطوة أن الاتفاق العسكري المبرم بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو، والذي تضمّن بنداً بشأن الدفاع المشترك، لم يكن مجرّد استعراض.
ويقول هونغ مين، وهو محلّل في معهد كوريا للتوحيد الوطني، لـ وكالة الصحافة الفرنسية، إنّ هذا يُنشئ إطاراً يحصل بموجبه التدخل الروسي أو الدعم العسكري تلقائياً، إذا تعرّضت كوريا الشمالية لهجوم أو واجهت أزمة.
ويضيف أنّ حقيقة أنّ جنوداً كوريين شماليين سيقاتلون إلى جانب روسيا في أوكرانيا تُثبت مدى صلابة الاتفاق بين بوتين وكيم.
رد فعل أوكرانيا
قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها ، اليوم السبت، إن إرسال كوريا الشمالية قوات لمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا سيمثل خطر تصعيد "ضخم".
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مؤتمر صحفي مشترك مع سيبيها في كييف أن مثل هذا التطور من شأنه أن 'يدفع الصراع إلى مرحلة جديدة، مرحلة تصعيد إضافية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كوريا الشمالية هذا الأسبوع بالتحضير لإرسال جنود لمساعدة موسكو في جهود الحرب ضد أوكرانيا.
وحذرت كوريا الجنوبية من تورط بيونج يانج المتزايد في حرب الكرملين، وقالت المخابرات الوطنية في سيول يوم الجمعة إن كوريا الشمالية نشرت بالفعل 1500 جندي من القوات الخاصة في روسيا.
وينفي الكرملين وبيونغ يانغ تورطهما في عمليات نقل عسكرية. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يوم الجمعة إنه لا يستطيع تأكيد التقارير التي تفيد بأن الكوريين الشماليين يشاركون الآن كجنود في المجهود الحربي.
لكن بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وقعا الصيف الماضي على معاهدة شراكة استراتيجية شاملة تلزم البلدين بتقديم المساعدة العسكرية لبعضهما البعض في حالة تعرض أي منهما لهجوم.
وحذر الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم الجمعة من أن تورط بيونغ يانغ في الصراع الأوكراني سيشكل تهديدا أمنيا خطيرا للعالم.
وقالت سيبيها الأوكرانية يوم السبت " هذا تهديد كبير بتصعيد إضافي للعدوان الروسي على أوكرانيا.' وقال: 'هناك خطر كبير من أن يخرج الأمر عن نطاقه وحدوده الحالية".
وقال بارو الفرنسي إن مثل هذه الخطوة ستشير إلى أن موسكو تعاني في الحرب. وأضاف بارو أن ذلك 'سيكون جديا وسيدفع الصراع إلى مرحلة جديدة، مرحلة تصعيد إضافية'.
في غضون ذلك، أجرت روسيا وأوكرانيا يوم الجمعة عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب، حيث أعادت كل من الدولتين 95 أسيرًا. وساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة الاتفاق، حيث عملت كوسيط.
وقال زيلينسكي في منشور على موقع X: "في كل مرة تنقذ أوكرانيا شعبها من الأسر الروسي، فإننا نقترب من اليوم الذي ستتم فيه إعادة الحرية إلى جميع أولئك الذين ما زالوا محتجزين في الأسر الروسية".