تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعد غد الإثنين، صوم العذراء مريم لمدة ١٥ يومًا، تنتهى فى ٢٢ أغسطس الجارى، وتتخلل تلك الفترة إقامة صلوات وقداسات ونهضات روحية.
وخلال فترة الصوم، يمتنع الأقباط عن تناول أى لحوم، ويكتفون بالأطعمة النباتية فقط، ويسمح لهم بتناول الأسماك، ويكتفى البعض بتناول الخبز والملح فقط كنوع من النذور والزهدقالت مصادر كنسية، لـ«الدستور»، إن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، يقضى خلوته خلال فترة الصوم بين القاهرة والإسكندرية، لكنه يلتزم بإلقاء عظات الأربعاء طيلة تلك الفترة من مدينة الثغر.
وخصص عدد من الأديرة القبطية الأرثوذكسية احتفالات يومية طوال فترة الصوم، وأبرزها دير درنكة الذى يترأس احتفالاته السنوية الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، ويستقبل الزوار طوال فترة الصوم، ويقيم قداسات ونهضات روحية مسائية يوميًا.
وسبق وفتح دير درنكة نهاية الشهر الماضى باب الحجز للإقامة فى مبنى الضيافة التابع للدير خلال فترة الصوم، فى ظل الإقبال الشديد على الإقامة فى ذلك الدير خلال تلك الفترة.
وكشفت المصادر عن أن محيط دير درنكة يشهد تكثيفات أمنية مشددة، مع تثبيت بوابات تفتيش إلكترونية بجميع المداخل، وإصدار تنبيهات لزوار الدير، أهمها إبراز بطاقة إثبات الهوية عند الدخول قبل المرور على بوابات التفتيش.
وقالت: «عدد الزوار الأقباط والمسلمين خلال الاحتفالات فى الدير يتخطى مليونى زائر سنويًا من مختلف محافظات مصر، وهناك عدد ضخم من الزوار الأجانب أيضًا الذين يحرصون على زيارة الدير سنويًا».
من جهته، قال الباحث الكنسى أشرف أيوب، فى مقالة له تحت عنوان «العذراء مريم قديسة المصريين»، إن المسيحيين المصريين يحتفلون هذه الأيام بصوم القديسة العذراء مريم لـ١٥ يومًا، تبدأ فى السابع من أغسطس، وتنتهى ٢٢ من الشهر الجارى، ويلقبها المسيحيون بـ«أم النور» و«أم المُخلِّص» وبألقاب أخرى ذات دلالات عميقة.
وأضاف: «يلجأ المسيحيون إلى العذراء عامة، وفى عيدها خاصة، طلبًا للمعونة وحل المشاكل، ولشفاء مرضاهم، فهى الشفيعة المُكرّمة عند المسيح، وينذرون لها النذور، ويقدمون العطايا».
وواصل: «يحرص الأقباط على صوم العذراء، مع أنه صوم من الدرجة الثانية، لأنه محبوب جدًا لديهم، والبعض ينذر صيام أسبوع مقدمًا قبل الصيام الأساسى، فيصوم ٢١ يومًا بدلًا من ١٥، ويكون غذاء بعض الأقباط خلاله الخبز الناشف والملح، ويمتنع بعضهم عن أكل السمك رغم التصريح بأكله، وبعضهم يأكل خبزًا وعنبًا فقط، ومعظم أقباط الصعيد يتناولون وجبة (شلولو)، وهى (ملوخية ناشفة) وماء وملح وتوم وليمون، ولا يأكلونها إلا فى صيام العذراء».
وتابع: «يتناقل البعض حكاية شفاهية عن هذه الوجبة، حيث إن العذراء أثناء رحلة العائلة المقدسة إلى مصر لم تجد ما تأكله، فأعطاها البعض قليلًا من الملوخية الناشفة فوضعت عليها ماء وتناولتها».
واختتم بقوله: «تصوم بعض النساء المسلمات صيام العذراء مريم تبركًا وحبًا لها، وقديمًا كان الأقباط يعلقون صور العذراء على واجهات منازلهم وفى الشرفات، ويضعون أسفل الصورة مصباحًا مضيئًا، أو يثبتون حولها عقدًا من النور، وفى التراث القبطى الشعبى كان الناس يحتفظون دائمًا بصور القديسين، خاصة صور القديسة مريم»