أصبح خمسة وثلاثون طبيباً أميركياً ودولياً، وصلوا إلى غزة كجزء من فرق تطوعية لدعم أحد المستشفيات القليلة العاملة في القطاع، محاصرين.
وتدهور الوضع بشكل كبير منذ أن شنت القوات الإسرائيلية توغلاً في رفح، وهي نقطة الدخول والخروج الرئيسية للعاملين في المجال الإنساني الدوليين، مما أدى إلى إغلاق المعبر بين غزة ومصر.
ووفقا لما نشرته وكالة الأسوشيتد برس، هؤلاء المهنيون الطبيون، المستعدون لظروف قاسية، وجدوا الواقع أكثر تدميراً.
وأعرب الدكتور عمار غانم، أخصائي وحدة العناية المركزة من ديترويت، عن صدمته من خطورة الوضع، واصفًا الإصابات المروعة والطاقم الطبي الفلسطيني المنهك المنهك بعد سبعة أشهر من الصراع المستمر.
كان الأطباء في الأصل في مهمة مدتها أسبوعين، ولم يتمكنوا من المغادرة بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية حول رفح. وتعثرت المفاوضات بشأن إجلائهم، حيث تكافح وزارة الخارجية الأمريكية والأمم المتحدة لتأمين ممر آمن. وتدعو السيناتور الأمريكية تامي داكوورث إلى إطلاق سراحهم، وتسلط الضوء على العلاقة الشخصية مع إحدى الجراحين المحاصرين الذين أنقذوا حياتها خلال حرب العراق.
الأطباء، بما في ذلك فرق من FAJR Scientific ومقرها الولايات المتحدة، محتجزون الآن في المستشفى الأوروبي العام. إنهم يواجهون تحديات هائلة، بما في ذلك إجراء عمليات جراحية متعددة مع نوم محدود والتعامل مع الظروف المعيشية الصعبة في المستشفى، الذي يؤوي أيضًا آلاف الفلسطينيين.
يواصل الدكتور محمد طاهر، جراح العظام من لندن، وزملاؤه العمل في ظل هذه الظروف القاسية، مدفوعين بالأمل في إنقاذ الأرواح وسط الفوضى. ويؤدي الافتقار إلى عدد كاف من الموظفين والتهديد بالضربات الإسرائيلية المستمرة إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهونها.
وشاركت الدكتورة أهلية قطان، طبيبة التخدير وطبيبة وحدة العناية المركزة من كاليفورنيا، المعاناة العاطفية الناجمة عن علاج الأطفال المصابين بجروح خطيرة، والذين لم ينجو بعضهم.
ولا يزال الوضع في غزة حرجاً، حيث تسبب الهجوم الإسرائيلي في وقوع إصابات كبيرة وأضرار في البنية التحتية. وعلى الرغم من حرص الأطباء الدوليين على العودة إلى ديارهم، إلا أنهم يؤكدون على الحاجة إلى وجود فرق جديدة لتحل محلهم لمواصلة تقديم الرعاية الطبية الأساسية.