قبل عام احتفل مئات الآلاف من الفلسطينيين بعيد الأضحى بالولائم وطقوس الأضحية والعيد والهدايا للأطفال، واليوم وبعد 8 أشهر من الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، سوف تتناول العديد من الأسر الأطعمة المعلبة في الخيام الخانقة، في ظل غياب اللحوم والماشية في الأسواق المحلية، ولا توجد أموال لشراء هدايا العيد أو الهدايا فقط الحرب والجوع والبؤس، ولا نهاية في الأفق، وفقًا لما نشرته وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
وقالت نادية حمودة، التي قُتلت ابنتها في الحرب وفرت من منزلها في شمال غزة قبل أشهر وتقيم في خيمة في مدينة دير البلح وسط البلاد: "ليس هناك عيد هذا العام، عندما نسمع الأذان نبكي على من فقدنا وعلى الأشياء التي فقدناها، وعلى ما حدث لنا، وكيف كنا نعيش من قبل".
لا احتفالات أو أضحية أو أداء الحج.. عيد قاتم في غزة بنكهة الحرب
وأفادت الوكالة الأمريكية بأن المسلمين سيحتفلون في جميع أنحاء العالم بعيد الأضحى الذي يستمر أربعة أيام، في بداية الأسبوع، وهو يحيي ذكرى استعداد النبي إبراهيم للتضحية بابنه إسماعيل، كما ورد في القرآن الكريم.
وتابعت أن غزة كانت فقيرة ومعزولة عن العالم قبل الحرب بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد، ولكن كان الفلسطينيون بها قادرين على الاحتفال وشراء الأضحيات والحلوى للأطفال.
وقالت حمودة: "لقد كان عيدًا حقيقيًا، كان الجميع سعداء، بما في ذلك الأطفال".
وأضافت الوكالة الأمريكية أن جزءًا كبيرًا من غزة أصبح في حالة خراب، وفر معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني من منازلهم، وأدت الحرب إلى استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، لقد دمر معظم الإنتاج الزراعي والغذائي في غزة، ما جعل المواطنين يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تعطلت بسبب القيود الإسرائيلية والقتال المستمر.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن أكثر من مليون شخص، أي ما يقرب من نصف السكان، قد يواجهون أعلى مستوى من المجاعة في الأسابيع المقبلة.
وأشارت إلى أن ما زاد الأمر سوءًا هو احتلال إسرائيل لمعبر رفح، لترفض مصر الاعتراف بالتواجد الإسرائيلي على الجانب الآخر من المعبر في الجانب الفلسطيني أو التنسيق مع سلطات الاحتلال فيما يتعلق بحركة المرور في المعبر.
وتابعت أن احتلال إسرائيل للمعبر تسبب في توقف تدفق المساعدات أو أداء الفلسطينيين القادرين لفريضة الحج.
أشرف سحويل، الذي كان من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من مدينة غزة في وقت سابق من الحرب ويعيش أيضًا في خيمة في الجنوب، ليس لديه أي فكرة متى أو ما إذا كان سيتمكن من العودة.
وقال: "لا نعرف حتى ما حدث لمنازلنا أو ما إذا كنا سنتمكن من العيش فيها مرة أخرى، أو ما إذا كان من الممكن إعادة بنائها".
بينما قال عبدالستار البطش إنه وعائلته المكونة من سبعة أفراد لم يأكلوا اللحوم منذ بدء الحرب، حيث يصل سعر كيلو اللحم (2 رطل) إلى 200 شيكل (حوالي 50 دولارًا)، الخروف الحي، الذي كان يمكن شراؤه بمبلغ زهيد يصل إلى 200 دولار قبل الحرب، يبلغ سعره الآن 1300 دولار، إذا كان متاحًا.
وتابع: "اليوم، هناك حرب فقط، لا يوجد نقود، لا عمل، لقد دمرت منازلنا، ليس لدينا شيء".
وقال إياد البيوك، الذي يملك مزرعة ماشية مغلقة الآن في جنوب غزة، إن النقص الحاد في الماشية والأعلاف بسبب الحصار الإسرائيلي أدى إلى ارتفاع الأسعار، وتم تحويل بعض المزارع المحلية إلى ملاجئ.