اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجعل اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للولايات المتحدة محاولة منه لاستهداف المهاجرين السود والمجتمعات التي تتحدث لغات مختلفة.
قرار ترامب اعتماد الإنجيليزية لغة رسمية يثير الجدل
وعيّن الرئيس دونالد ترامب اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في الولايات المتحدة لأول مرة في تاريخها، الذي يبلغ قرابة 250 عامًا، وإلى جانب تعيين اللغة الإنجليزية كلغة رسمية للبلاد، يلغي الأمر تفويضًا فيدراليًا أصدره الرئيس بيل كلينتون في عام 2000 والذي يتطلب من الوكالات والمستفيدين من التمويل الفيدرالي تقديم مساعدة لغوية واسعة النطاق لغير الناطقين باللغة الإنجليزية. يسمح أمر ترامب لرؤساء الوكالات بالبت في ما إذا كانوا سيستمرون في تقديم الوثائق والخدمات بلغات أخرى.
كما يشجع الأمريكيين الجدد على التحدث باللغة الإنجليزية، قائلًا: إن هذا "لا يفتح الأبواب اقتصاديًا فحسب، بل يساعد الوافدين الجدد على الانخراط في مجتمعاتهم، والمشاركة في التقاليد الوطنية، ورد الجميل لمجتمعنا".
وقال البيت الأبيض: "إن هذا الأمر يعترف ويحتفل بالتقاليد الطويلة للمواطنين الأمريكيين متعددي اللغات الذين تعلموا اللغة الإنجليزية ونقلوها إلى أطفالهم لأجيال قادمة".
الإنجليزية اللغة الرسمية لأمريكا
وقالت واشنطن بوست إن اللغة الرسمية هي اللغة التي تستخدمها الحكومة "لإجراء الأعمال الرسمية اليومية"، وفقًا للمعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية. وفي حين أن تدوين لغة رسمية يمكن أن يساعد في "تحديد شخصية الدولة والهوية الثقافية للشعب داخلها"، يحذر المعهد من أن القيام بذلك قد "يضع مجموعة معينة من الناس في موقف قوة"، ويستبعد الذين لا يتم الاعتراف بلغاتهم، ويضيف المعهد: "إن اختيار لغة أو لغات رسمية له آثار رمزية عميقة على الهوية الثقافية للدولة".
وحددت أكثر من 30 ولاية اللغة الإنجليزية كلغة رسمية. وتشمل هذه كاليفورنيا وكولورادو وألاباما وفلوريدا وتينيسي. تعد اللغة الإنجليزية والهاوائية لغتين رسميتين في هاواي، بينما توجد في ألاسكا عدة لغات أصلية، بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية، المدرجة ضمن لغاتها الرسمية الـ21.
ويقول البيت الأبيض إن الأمر التنفيذي سيساعد في تعزيز "التماسك الوطني" وإرساء "الكفاءة في العمليات الحكومية". كما ربط ترامب وحلفاؤه منذ فترة طويلة قضية اللغة الرسمية بالهجرة، حيث يتم التحدث بأكثر من 350 لغة في الولايات المتحدة، وفقًا للبيانات الفيدرالية، لكن ترامب أعرب مرارًا وتكرارًا عن مخاوفه أثناء حملته بشأن المهاجرين القادمين إلى البلاد الذين يتحدثون لغات أجنبية.
في حملة عام 2016، انتقد ترامب حاكم فلوريدا السابق جيب بوش- الذي كان يترشح في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري في ذلك الوقت- لتحدثه باللغة الإسبانية أثناء الحملة. وعندما سئل عن تصريحاته، قال ترامب: "هذه دولة نتحدث فيها باللغة الإنجليزية، وليس الإسبانية".
منع اللغة الإسبانية من البيت الأبيض
كما أزالت إدارة ترامب النسخة الإسبانية من الموقع الرسمي للبيت الأبيض في غضون ساعات من تنصيبه في يناير، ومع ذلك، استثمرت الجماعات الجمهورية في السنوات الأخيرة في الرسائل باللغة الإسبانية، وأدار ترامب إعلانات باللغة الإسبانية خلال دورات الانتخابات لعامي 2020 و2024.
مخاوف على المهاجرين من قرار ترامب بشأن اللغة
يأتي هذا بينما تتحدث جماعات الدفاع عن الهجرة وحقوق التصويت ضد الأمر التنفيذي، حيث قالت أنابيل ميندوزا، مديرة الاتصالات لمجموعة United We Dream غير الربحية للدفاع عن الهجرة، في بيان، إن ترامب يضع "هدفًا على ظهور المهاجرين السود والمجتمعات التي تتحدث لغات مختلفة، ولن نتسامح مع ذلك".
وقالت: "سيحاول ترامب استخدام هذا الأمر التنفيذي كعصا لمهاجمة المدارس التي تقدم المناهج الدراسية للطلاب المهاجرين بلغات أخرى، وإلغاء البرامج والأدوار التي تساعد في تعزيز الوصول الشامل للغة، وتشجيع وكلاء الهجرة على استهداف ومضايقة الأفراد الذين يتحدثون بطريقة معينة".