موقعه الجغرافي، ومكانته التاريخية، كانت كفيلة بأن يحوز على نصيب في ملف تطوير العشوائيات، كونه أحد أبرز الآثار والمعالم الإسلامية التاريخية في القاهرة، جرى إنشاؤه منذ أكثر من 600 عام في عهد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر منذ 1169م حتى عام 1193. 

«سور مجرى العيون»، ذو الطراز المعماري المتميز الذي يعود لفن العمارة الإسلامية، يوجد بداخله مجرى مائي مرفوع، يبدأ من منطقة «فم الخليج إلى باب القرافة بالسيدة عائشة»، يشهد خلال الفترة الحالية تطويرًا ملموسًا على أرض الواقع، وفقًا لتوجيهات وتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالعمل على تطوير المناطق العشوائية، ومن ضمنها منطقة سور مجرى العيون، لذا انتقلت «الوطن» إلى مقر المشروع، لرصد آخر مستجدات تطوير المنطقة. 

مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون

بمجرد أن تخطو بقدميك إلى منطقة سور مجرى العيون، لا يخطر ببالك لوهلة واحدة أن هذه هى المنطقة التي عانت كثيرًا من العشوائية، حيث كانت تعرف باسم «المدابغ» سابقًا.

حركة هنا وهناك، عمال منتشرون في أرجاء المكان، وآخرون أعلى السقالات، منغمرون فى عملهم، دون الالتفات لما يحدث خلفهم، أو لأشعة الشمس المتساقطة عليهم، ملتزمون بتطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، يرتدى كل منهم «الكمامة»، بجانب عوامل الأمان المخصصة لهم. 

تتراص العمارات بجوار بعضها البعض، التي تزينت بالطراز الإسلامى، كى تتلاءم مع طبيعة المنطقة التاريخية، لكونها تتوسط حى مصر القديمة، ذا الطابع التاريخى الإسلامى. 

وداخل المشروع، التقينا مع المهندس عبدالحميد الشرقاوى، نائب رئيس جهاز بحيرة عين الصيرة وسور مجرى العيون، الذي كشف عن آخر مستجدات مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون، وكيف تحولت بعد التطوير.

 في البداية، قال «عبدالحميد» إن تطوير منطقة سور مجرى العيون «المدابغ سابقًا»، جاء تنفيذًا لتكليفات القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن القضاء على العشوائيات، ومن ضمنها منطقة سور مجرى العيون، وعليه جرى عمل بروتوكول بين وزارة الإسكان والمرافق، ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية، ومحافظة القاهرة، لتطوير منطقة سور مجرى العيون، بمساحة إجمالية 90 فدانا. 

مراحل تطوير منطقة سور مجرى العيون

وأوضح نائب رئيس الجهاز أن منطقة سور مجرى العيون كانت تنقسم لمنطقتين، منطقة المدابغ، ومنطقة سكنية عشوائية، للسكان والعاملين بالمدابغ، فأعدت وزارة الإسكان والمرافق ورشًا نموذجية فى منطقة الروبيكى بمدينة بدر، مشيرًا إلى أنه جرى نقل عمال المدابغ الموجودين بالمنطقة إليها، كما جرى نقل السكان والعمال أيضًا لمنطقة بدر، نظرًا لقرب السكن من مقر عملهم الجديد بمنطقة الروبيكى داخل المدينة. 

وأشار «عبدالحميد» إلى أنه فى بداية المشروع جرى نقل مخلفات وحطام التكسير الناتج عن المناطق العشوائية، بكمية حوالى مليون ونصف متر مكعب من ناتج الحفر والردم داخل المنطقة.

آخر مستجدات مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون

ويضم المشروع 79 عمارة، بإجمالى 1692 وحدة سكنية، جرى إنشاؤها على الطراز الإسلامى كى يتلاءم مع طبيعة المنطقة التي تعود للقاهرة الإسلامية، وينقسم المشروع إلى جزءين، الجزء الأول السكني والذى يضم 79 عمارة سكنية.

والجزء الثانى عبارة عن مول تجارى تراثي يتناسب مع طبيعة المنطقة، ومن المخطط أن يكون أكبر مول على مستوى الجمهورية، على مساحة 51 ألف متر مسطح، يضم مسرحين أحدهما مكشوف، والآخر مغلق، وسينما، وكافتيريات، ومطاعم، وقاعات عرض، وجراجات للسيارات، وفقًا لتصريحات نائب رئيس جهاز بحيرة عين الصيرة. 

ويبعد المشروع عن بحيرة عين الصيرة ومتحف الحضارة، بمسافة 5 دقائق، ويوجد بكل عمارة مصعدان، والدور الواحد يضم 4 شقق، وسيجرى تسليمها كاملة التشطيب والمرافق، مع مراعاة عمل الوصلات الخاصة بالتكييفات الداخلية، كي لا يتم العمل مرة أخرى داخل الشقة عند التسكين، بحسب تصريحات نائب رئيس الجهاز. 

وأكد نائب رئيس الجهاز أنه تم الانتهاء من الهيكل الخرساني للعمارات داخل المشروع، ويجرى العمل حاليًا فى أعمال التشطيبات النهائية، قائلا: «بنسابق الزمن للانتهاء من المشروع فى أسرع وقت، وبجودة عالية».